الملل يتسرب إلى نفسي فجأة ،لا أعلم ماذا أريد بالضبط ؟ الشعور بالتيه وسط بيئة لا تمنحك الإحساس بالحياة شيء مقرف ،وتحويل المعاناة إلى بوح فصراخ غير كاف في عالم موحش، يدعي عدم سماعه لك رغم أن له أذنان بشساعة الصحن الهوائي، في إحدى المرات حلمت نفسي رجل أعمال يلعب بالملايير لكني لما استيقظت وجدت نفسي لا أملك لو فلسا واحدا وأن حلمي مجرد أضغاث أحلام ،حتى أني كرهت الأحلام لأني بدت أعي أن الحلم شيء والواقع شيء أخر فهل رأيتم رجل أعمال يعجز عن تدبير مصروفه اليومي ؟؟
يهجروني النوم أحيانا فأهجره هو الأخر، بعد أن أحاول إقناع نفسي بعمل مفيد كأن أؤلف خاطرة منسية، عنوانها شؤم وداخلها سواد أو أكتب مقالة ضائعة نسي كاتبها تبليغها إلى الأخر فظلت عالقة مخفية بين الصفحات، حتى إذا تذكرت وجدتها قد تحولت إلى تذكار ورقي استقر في نهاية المطاف إلى حيث أرشيف الحياة .
أحمل نفسي إلى المقهى مرغما عساني أجد تنفسا لكربتي، ففي المقهى تجد أشكالا بشرية مختلفة جمع بينها قاسم مشترك واحد وهو الرغبة في التنفيس والتعبير عن نفس مكبوت أو الثرثرة وقتل الوقت وتجزئته إلى حين، لست بطبيعة الحال من هؤلاء فكل دقيقة تحسب من عمر الإنسان آه.... لو كان الشعب المغربي مثل الشعب الياباني أين كنا سنصل؟؟ ما أدراك أن نتجاوز اليابان في تقدمها فتعلن صحافتنا مثلا خبر اكتشافنا لمجرة تسري فيها الحياة، ولكني أعلم أني أهلوس والهلوسة لا تكون إلا تحت تأثير المخدرات / مخدر الواقع أعني .