وَاسِـطَةٌ العِـقـْدِ الفـَرِيـدِ-خـالد بودريـف
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

وَاسِـطَةٌ العِـقـْدِ الفـَرِيـدِ

أَوَاسِـطَةَ العِـقـْدِ الفـَرِيـدِ تـَمَـهَّــلِي
فـمَـا حَـانَ بُـعْـدٌ بَعْدَ قُرْبٍ مُـعَجَّـلِ
أَرَاكِ مَـلاكـًا أَقْـلَـقَـتْـهُ مَـــوَاعِــدٌ
فَـأَبْـقِـي عَـلى هَـذا الـلِّقَاءِ وَأَمْهِلِي
لَـكِ الـنَّـجْـمُ وَالأَقْـمَارُ وَالكَوْنُ جُـمْـلَةً
أَبَـعْـدَ الذِّي صَـيَّـرْتِ قَـلْبِي تُعَجِّـلِي
إِلـَيْـكِ الفُـؤَادُ المُـنْـتَـهِي فِـي تَشَوُّقٍ
يَـمِـيلُ كَمَا اٌهْـتَزَّتْ غُصُـونٌ لِشَـمْـأَلِ
أَرَاكِ بِـكَـأْسِ الشَّـايِ فِـي كُلِّ لَحْــظَةٍ
أَرَاكِ بِـأَرْضِي فِـي رُكُوبِي وَمَرْجَـلِي
أَرَى وَجْـهَـكِ الـوَضَّاحَ فِي قَطْرَةِ النَّدَى
وَفِي سُـنْـبُلِ القَـمْحِ الذي لَمْ يُـثَـقَّـلِ
ألا فَـاٌعْـلَمِي أَنِّـي أُرِيقُ دَمِـي عَــلى
خـُدُودِي وَأَنِّي مِنْ دَمِي فِي تَـفَـضُّـلِ
وَأنْـتِ بِـسَـيْـفِ البَيْنِ قـَرَّبْتِ مَصْرَعِي
وَمَـا بَعْدُ يَكْفِـيـنِي قَضَاءٌ بِمَـقْـتَـليِ
رَضِـيتُ بِقَـلْبـِي المُخْـتَفِي في جَوَانِحِي
وَأنْتِ رَضِـيـتِـي بِالـفِرَاقِ الـمُعَـلَّـلِ
زَمَــــانٌ إِذَا مَـا رَامَ قَـلْبٌ مَـفَـازَة
تَصَـدَّتْ لَهُ الأَقْـدَارُ قَـبْـلَ التَّـوَصُّـلِ
زَمَـانٌ تَـصَـدَّى بَـعْـدَمَا سَـدَّ بَـابَـهُ
وَفِـي سَـدِّ أَبْوَابٍ كَـمَالُ الـتَّـحَـوُّلِ
سَـفِـيـنَةُ كُـلِّ العَـاشِـقـِينَ مَـتَاهَـةٌ
عَـلَيْهَا شِـرَاعٌ مِـنْ نَسِـيمِ القَـرَنْـفُـلِ
وَعِطْرُ الـزُّهُـورِ السُّـنْدُسِيَّةِيَـنْـتَـهِي
إِلـَى صَـاحِبِ القَـلْبِ القَـتِيلِ المُقَـتَّـلِ
وَقَـلْبِي إِذَا مَا مَـالَ شُـدَّتْ جـُـذُورُهُ
لِأَرْضٍ وَلَوْ كَانَـتْ كـَجـَدْبٍ مُـضَـلِّـلِ
إِذَا الشُّـعَرَاءُ اليَـوْمَ قَـالُوا قَـصِـيدَةً
عَـلِـمْتِ قُصُـورَ الشِّـعْرِ قَبْلَ الـتَّـقَـوُّلِ
عَـلِـمْـتِ بِأَنِّـي شـَاعِرٌ مَـالَ قَـلْـبُهُ
وَمَـا القَـلْبُ إلاَّ جَـمْـرَةُ المُـتَـحَـمِّـلِ
وَهَذا الصَّـبَاحُ المُسْـتَـنِيرُ عَـمَـاهَـةٌ
بِـعَـيْـنَـيَّ مَا لَمْ تَـنْـتَهِي عَنْ تَـنَصُّـلِ
فَـأبْـقِـي عَلى عَقْـلي وَإِنْ جـُنَّ رَأيُهُ
لأنَّ الجـُنُونَ اليَـوْمَ نـِصْفُ الـتَّـعَقُّـلِ
لأنَّ الغَـرَامَ الـيَـوْمَ مَـوْتٌ أَكِـيـدَةٌ
وَشَـرُّ الغَرَامِ المُـنْـتَهِي فِـي التَّوَسُّـلِ
وَخَـيْـرُهُ عِـنْدِي فـِي قَلِـيلِ التَّـذَلـُّلِ
وَإِنْ كُنْـتُ لاَ أَرْضـَى بِغَيْرِ الـتَّـحَـلُّـلِ
وَلَوْ كـَانَ قـَلْـبِـي مِنْ يَدِي لاٌنْـتَزَعْتُهُ
وَلَكِنَّ قَـلْـبِـي مَـا يَـزَالُ بِكَـلْـكَـلِي

خـالد بودريـف
خـالد بودريـف



 
  خـالد بودريـف (2007-12-24)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

وَاسِـطَةٌ العِـقـْدِ الفـَرِيـدِ-خـالد بودريـف

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia