“ذاكرة ليوم آخر”.. عملٌ شعريٌّ للمغربي عبد اللطيف الوراري-طنجة الأدبية
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
إصدارات

“ذاكرة ليوم آخر”.. عملٌ شعريٌّ للمغربي عبد اللطيف الوراري

  غلاف المجموعة الشعرية “ذاكرة ليوم آخر”    

صدر للشاعر المغربي عبد اللطيف الوراري، عن المطبعة والوراقة الوطنية بمراكش، ومنشورات دار التوحيدي بالرباط، مجموعة شعرية جديدة موسومة بـ"ذاكــرةٌ ليوم آخر". يحتوي الديوان الذي يقع في مئة وعشرين  صفحة من القطع المتوسط، على ستّ وعشرين قصيدة تتفاوت من حيث البناء والتشكيل الشذري. كما ضمّ الكتاب الذي تزينه لوحة الشاعر والتشكيلي عزيز أزغاي، ملحقاً من شهادة في الديوان وقصيدة منه مترجمتين إلى اللغات الفرنسية والإنجليزية والإسبانية. وجاء في الشهادة التي كتبها الشاعر والناقد العراقي علي جعفر العلاق، والمثبتة على ظهر الغلاف: "يسعى عبد اللطيف الوراري إلى اقتطاف معظم جماليّاته، في هذه القصائد، من حقْلٍ أخذت نصوصنا الحديثة تبتعـد عنه غالباً، وكأنها تجعل من إهمـاله فضيلةً شعرية ومن الجهل به غنىً؛ أعني الإيقاع حين ينبع من عـديـد المصادر: من الـوزن بسيطاً ومركّباً، ومن اللغة باترةً وخفيّة، وأخيراً من انصهار النمطين في تداخلهما الحميم أيضا.  بـدءاً من عنوان الغلاف، يحضر الزمن بكثافـةٍ مؤلمـةٍ في هـذه المجموعة. إنّ للمـاضي، وللفقـدان، وللشجـن القـديم حضوراً فاجعاً، وهو ينحدر إلينا، قـديماً ومتجـدّداً، من ينابيعـهِ النضاحـةِ باليتـم الفـرديّ والإنسانيّ: من الأب الجسـديّ الشخصـيّ، نـزولاً إلى آبـاء الفجيعـة الكبار: كلكامـش، المتنبي، المعري، المعتمد بن عبـاد. ومن المتفجعـين أو الساخطـين من الأجيال اللاحقة: نازك الملائكة، أمل دنقل، عبد الله راجع، سركون بولص..."، وزاد بقوله:  "وعبد اللطيف الـوراري يحاول، دائماً، أن يجازف في الجمع بين ما لا يجمـع إلاّ بمشقـة، أن يأتي إلى الشعـر والنقـد بعُـدّةٍ مزدوجـة: برهافـةٍ لا تربـك انضباطَ الوعي، واستعـدادٍ معرفـيّ لا يجرح وردة الخيال..". وتجدر الإشارة إلى أن هذه المجموعة الشعرية هي الرابعة في مسار تجربة الشاعر عبد اللطيف الوراري بعد "لماذا أشهدتِ عليّ وعد السحاب؟" (2005)، و"ما يُشبه ناياً على آثارها" (2007)، و"ترياق" (2009). ومن أجواء المجموعة نقرأ هذا الشذرات من نص "تقاليب ضوء":
         " أَفْتَحُ الْبَاب
       على صَوْتي
       أُلاقي في الطّريقِ الْوَهْمَ لا يَشْفى
        مِنَ الإِنْسانِ،
                   وَالْإِنْسان
                      أَيّانَ لَهُ أنْ يَرْفَع الآلاتِ
                       عَنْ ساقَيْه في خفّةِ طاعُونٍ.

كَمِثْلِ الْعَاشِقِ اسْتَقْبلَ نَوْءاً
أَصْحَبُ الشّهْوةَ في نايٍ إلى الْأَطْراف.
أُسْقاها جَريحاً،
وَأُحيلُ الاِنْعِكاسَ السّمْحَ لِلصُّورةِ
                        في الْقُرْب.

لا ذَوْقَ            
لِعِطْرٍ
دُونَ أنْ يُثْمِر.
هَذا الْوَرْدُ مِنْ حَوْلي
قُصاصاتٌ لِمَرْضى.

خُطْوةٌ لِلْمَطَرِ الْقَادِم
في مُنْحدَر الشّوْك
تَهُمُّ الظّلَّ
مِنْ بابٍ إلى باب:
طَريقُ الْمَاءِ هُو الشكّ.

خَريرٌ
لِخُطىً عارِيةٍ
تَنْشُج في الْخَشْخاش
ما تَذْكُرهُ هَمْهمةُ الفِضّة
في سَمْعٍ ثَقيل.

بِمِزاج الْغَد
قَدْ تَنْسى
وَتَدْري
بَدَلاً عَنّا
لِماذا شَهْوةُ الْعَزْفِ
إِلى هَذي الْأُوَيْقات
نَشازُ اللّيْل؟"



 
  طنجة الأدبية (2013-02-13)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

“ذاكرة ليوم آخر”.. عملٌ شعريٌّ للمغربي عبد اللطيف الوراري-طنجة الأدبية

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia