قراءة ذكورية بامتياز لديوان شعرأنثوي فوق العادة-الزهرة حمودان-تطوان-المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
متابعات

قراءة ذكورية بامتياز لديوان شعرأنثوي فوق العادة

عرفت قاعة الندوات بالمكتبة العامة و المحفوظات بتطوان، يومه الجمعة 15 فبراير 2013، أمسية ثقافية ، تحت اشراف المندوبية الجهوية لوزارة الثقافة. تم خلالها تقديم قراءات لديوان الشاعرة بهيجة البقالي القاسمي " صراخ الصمت ".
        القاعة الثملة بعبق الكتب ، استعادت صحوتها على ارايح من نوع آخر. حضور أنيق أعاد للذاكرة زمن الثقافة الجميل. ازهر الربيع  مبكرا في القاعة. أفراس المعاني ، أسرت المتدخلين الرجال  داخل بوابة العشق.
      أدار أنخاب المداخلات ،عمدة المسرح التطاوني ، الأديب رضوان احدادو ، و تعاقب على الرشف من صبيب الديوان ، فراش ذكوري ، انتقى من قصائد الديوان، كل ما يبهج قلب الرجل، و يمده بالانتشاء.قليلة هي الكلمات التي  أشارت الى رمزية الصراخ ، و ايحاءات الصمت.
      أعترف أنني ،و أنا أتابع مقاربات المتدخلين ، و استقراءاتهم للديوان، خيل  الي ، أن الشاعرة قد أفردت  قصائد ديوانها، لموضوع واحد هو تجربة " العشق" عند المرأة ، بكل نوازعها، و تداعياتها. بل حتى صراخ الصمت ، أعطاه أحد المتدخلين دلالة جمالية مضمخة يايحاء الثناء الذي يرضي الأنثى . موجها للشاعرة وصايا مباشرة ، أن تستمر في صمتها الذي هو رمز الحياء، و الحفاظ على حميمية سر الأنثى ،الذي يجذب الرجل . لا أخفيكم سرا، الموقف أدهشني.
     حضور المتدخلين  أضاف للأمسية قيمة مضافة بثقل المصطلح النقدي،سواء في كلمة الدكتور نجيب العوفي ،أ و عندالدكتور بنصبيح ،أ و بابداع لغوي استقرائي ، في مداخلة صاحب جريدة الشمال الأستاذ حسن بيرش.
     و كأنما المتدخلون الأربعة صيادون أبحروا في لجج الديوان ، فقط لالتقاط مرجان الحب، زاهدين فيما عداه ، الى أن فاجأتني الشاعرة و هي تلقي قصيدتها الأولى ، كانت قصيدة ، تتغنى بأمكنة ، من مدينة تطوان ، قصيدة مخملية ، وصوت مخملي هو الآخر ، يحكيان عن حنين ، عن ذاكرة الطفولة ، عن فضاءات المدينة ، المعبأة بشجون  مطرزة بذات الأنثى،المغيبة بين تلافيف واقع مكبل بالموروثات. كذلك كان شأني مع قصيدة عناد التي ألقتها الشاعرة بصوتها الهامس حينا ، و الصارخ أحيانا ، مما جلى في القصيدة سحر الاحساس.
     انقلبت الصورة لدي ، و تمنيت أن ينال الديوان حظ قراءة أنثوية ، تصيخ السمع لآهات الأنثى الثاوية في صمت ، و تحلل ذبذبات الصراخ المكبوث بين حروف الكلمات.
   الشاعرة كانت أيقونة جمال ، يجبرك على الإنصات إليها ، و متابعة حركاتها. كما كانت كلماتها مرآة عكست روح إنسانة مسكونة بالوفاء للأمكنة و الناس ، سواء كانوا أزقة مدينة تطاون ، أو المدارس التي تلقت تعليمها بها ، أو أساتذتها ، أو زوجها و أبناءها. و بهذا كانت سيدة الوفاء و رقة الإحساس ، كما يليق بكل شاعرة عشقت شرنقة أنوثتها.
     غادرت القاعة، لضيق الوقت لدي ، على أنغام عود الفنان التطاوني الأصيل مصطفى مزواق الذي لحن إحدى قصائد الديوان و أداها بصوته في ختام الأمسية.



 
  الزهرة حمودان-تطوان-المغرب (2013-02-21)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

قراءة ذكورية بامتياز لديوان شعرأنثوي فوق العادة-الزهرة حمودان-تطوان-المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia