خصوصية الإبداع في الشعر الجاهلي زهير بن أبي سلمى بين سلطة البيئة والأثر الموروث-الدكتور الوارث الحسن - المغرب - مجلة طنجة الأدبية ع47
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
مقالات

خصوصية الإبداع في الشعر الجاهلي
زهير بن أبي سلمى بين سلطة البيئة والأثر الموروث

  د. الوارث الحسن    

لقد تأثر زهير بن أبي سلمى(1)، وعلى غرار شعراء الجاهلية بعوامل عدة، كان لبعضها أثر واضح على سلوكه وشخصيته، ومن ثم على أشعاره .
1. أثـر الـبـيـئـة والـطـبـيـعـة :
    ونعني بذلك طبيعة الجزيرة العربية الصحراوية، على نحو ما قلناه عن عنترة. ويظهر التأثير البيئي واضحا في كثير من شعر زهير، ومن خلال حديثه عن هول القحط والجفاف، ومعاناة الترحال والتنقل المستمر أحيانا، والخصب والعطاء أحيانا أخرى، بأسلوب المعاين المعايش لحياة الرحلة.

    بل لقد مارس زهير الترحال في وقت مبكر من حياته، حتى لقد « أصبح غطفانيا وهو  مزني النسب»(2)، وعانى بفعل ذلك من آثار الغربة. ونجد صدى هذه المعاناة في قوله مثلا :

فَـــقَــرِّي فِــي بِــلادِكِ إنّ قــومــاً        مـتَـى يَــدَعُـوا بِــلادَهُــمُ يَـهُـونُـوا(3)
وقوله:

ومَنْ يغتـربْ يَحسبْ عدوّاً صَديقَهُ        ومـنْ لا يـُكـرِّم نَـفـسَـه أو يُـكَـرَّمِ (4)

وإلى جانب ذلك، كان للتقلبات الطبيعية بخصوبتها وعطائها، وجفائها وشحها، أثر بالغ في نفسية شاعرنا، كما كان لها أبعاد نفسية تعكس ما كان يعانيه من فراق الأحبة، والبعد عن الإلف، والحنين إلى الديار، والتي كانت تربطها بنفس الشاعر ذكريات حلوة أو مرة.

 « وكان ذكرها يهيج كوامن وجده، ويثير في نفسه فيضا من المشاعر والعواطف وسيلا من التعابير المفعمة» (1). وأفضل مثال على ذلك قوله:

أمِـن أمّ أو فِـي دِمْــنَـةٌ لــمْ تـكـلَّـمِ        بـحَـــــــوْمـانَـةِ الـدُّرَّاجِ فـالـمُــتَـثـَلَّـمِ؟
ودارٌ لـهَـا بالـرّقمَـتــيـنِ كَـأنّــهـــا        مـراجـــــعُ وشْــمٍ فـي نَـواشِر مِعصمِ
بها العِـيـنُ والآرامُ يَـمـشيـنَ خِلفةً        وأطْلاؤُهـا يـنهضْنَ مِـــــن كل مَجثِـمِ
وقفْتُ بهَا من بَعدِ عِشريــن حِجَّـةً        فَـلأْياً عـرفْتُ الــــــــدّارَ بعْد التَّـوهُّـمِ(2)

    وقد خلقت هذه البيئة، وتلك الظروف من زهير،كما يبدو من شعره، « رجلا وقورا متزناـ مسالما أمينا، كريما جادا، يكره الحرب والعدوان، ويحب الحق والخير والعدالة»(3). ولعل في ذلك كله  رد فعل رافض إزاء ما تميز به عصره من حزازات و تعصب قبلي، وما تميزت به بيئته من قساوة. وهذا يفيد في القول بأن الطبيعة كانت من العوامل المؤثرة في شخصية زهير، كما كانت باعثا من بواعث شعره.

2. أثــر الــوراثـــة الـشـعـريـة :
    من طريف الأخبار التي أخذها الدارسون بعين الاعتبار، فيما يخص حياة زهير « أنه لم يجتمع لشاعر في الجاهلية قط من الشعراء، كما اجتمع له»(4)، « فقد كان أبوه ربيعة بن قرط المزني شاعرا، وكان خاله بشامة بن الغدير الغطفاني شاعرا، وكانت أختاه سلمى والخنساء شاعرتين و كان) ابناه كعب وبجير شاعرين[...] وكان زوج أمه أوس بن حجر شاعرا مشهورا، وعلى يده تلميذ زهير»(5). وقد كان لهذا الوضع أثره، ولاشك على نفسيه هذا الشاعر، إذ من شأنه أن يربي فيه منذ نعومة أظافره الرغبة في قول الشعر، والتطلع إلى منافسة أهله في النظم. وقد تحققت له هذه الرغبة، وصنفه النقاد ضمن طبقة متقدمة من فطاحل شعراء الجاهلية، بل قال بعضهم: « إنه أشعر الناس» (1). كما أتاح له هذا النبوغ الموروث، مكانة مرموقة في بيته، وقبيلته لا يضاهيها إلا مكانة الفارس المحارب.

    وهذا يعني أن طبيعة البيئة الشعرية التي عاش فيها زهير، قد أكسبته مكانة لائقة داخل القبيلة، فنال بذلك سداد الرأي، وعلو الأنات، والوقار، والاحترام، والتقدير، مما مكنه من الوصول إلى منزلة الكمال الفني في النظم بين شعراء عصره، ومنزلة سامية ورفيعة بين أفراد مجتمعه. كما يعني هذا أن الوراثة الشعرية كانت من الوجوه الأخرى العامة، التي أثرت في شخصية زهير، الإنسان والشاعر، ومن البواعث التي ساهمت في تكوين شعره.



3. أثــر الـعـقــيــدة والــديــن :   
    امتاز زهير عن باقي أفراد عشيرته بثروة فكرية، أهلته ليقف موقف الحكيم الذي يؤخذ برأيه، ويهتدى بمشورته. « كما زودته الحياة المديدة التي عاشها خبرة عميقة بشؤون الحياة، وأخلاق الناس، فصب خلاصة تجاربه في قالب حكم ينتفع بها الناس، ويهتدوا بها»(2) .
    ولعل تحليه بهذه الصفات، كان من البواعث التي حملت بعض الرواة على أن يصنفوه في عداد المتألهين. فقد قال ابن قتيبة: « وكان زهير يتألّه ويتعفف في شعره[...]»(3). وذلك ما نجده بالفعل مثبوتا في تضاعيف قصائده، التي تناول فيها إيمانه بالبعث والحساب والربوبية. ومن ذلك قوله:
فلا تكتُمنَّ اللهَ مــــــــا فِي نـفُوسِكُم        لِيخْفــــــــى ومهما يُكْتَمـــــــِ اللهُ يعلَمِ
يُؤَخَّرْ فيُوضعْ فــــــي كتابٍ فـيدَّخـر        ليـــــومِ الحســـــــابِ أو يُعجَّلْ فيُنقَمِ(4)

وقوله:
بَـدالــــــيَ أنّ الله حـقٌّ فـزَادنـــي          إلــــى الحقِّ تَقْوى الله ما كان بَادِيا
ألاَ لاَ أرى علــــى الحوادِثِ باقِيـا        ولاَ خـالِداً إلا الجبــــالَ الــــرَّواسـيـاَ
وإلا السَّـمـاءَ والـبلادَ وربَّــنـا        وأيَّــامــنَــا مــعْــــــدودةً واللَّيـاليَـا(5)
 
كما كان يرى أن الموت قدر محتوم لا مفر منه، وأن كل شيء معرض للفناء والانتهاء، مثل قوله:

ومن هابَ أسْبابَ المَنِية يلْقَـهَا        ولــــــوْ رامَ أسْبـابَ السَّماءِ بِسُلَّمِ(1)

وفي قوله :

رأيْتُ المنايَا خَبْطَ عَشْواءَ مَنْ تُصِبْ        تُمِتْهُ ومــــــنْ تُخْطئْ يُعَمَّرْ فَيَهْرَمِ(2)
 
وفي قوله:
    والـمـَـالُ مَــا خَــوّلَ الإلـهُ فــــلا      بُــدَّ لَــــه أن يـَـحـوزَهُ قَـدَرُ(3)
فالإنسان في نظره، رهين بتقلبات الدهر وصروف القدر، وأن المرء لا حول له في استكناه الغيب، كما في قوله:

وأَعلمُ عِلمَ ما فِي اليَومِ والأمسِ قبْلهُ         ولكِنّــــي عنْ علمِ ما في غدٍ عِمي (4)

    وبفعل هذه المعتقدات صنفه بعضهم « في عداد النصارى»(5) . وقد استندوا في ذلك إلى ما ظهر من ملامح التقوى والورع في أشعاره، « وقُرب قبيلة غطفان من بلاد الغساسنة، حيث النصرانية هناك»(6) . وفي هذا الصدد كتب بروكلمان: « وقد برز عنصر التهذيب والتعليم بقوة في شعر زهير، ولا سيما في معاني العتاب والزهد، حتى ظن بعض العلماء أنه خاضع لتأثير النصرانية، نعم، كان تأثير النصرانية واسع الانتشار قديما في جزيرة العرب، بيد أنه لا يجوز من أجل ذلك عده نصرانيا»(7) .
    وفي نفس السياق لم يطمئن إحسان النص إلى أن زهير دان بما يخالف عقيدة قومه الوثنية، معتبرا أن وثنيته لم تكن تنفي إيمانه بإله واحد، فيقول: « فليس ثمة ما يحملنا على الاعتقاد بأن زهيرا كانت له عقيدة غير عقيدة قومه الوثنية، فنجد أنه كان يقسم في شعره بالبيت الحرام الذي كان الوثنيون يعظمونه:

فأقْسَمتُ بالبَيْتِ الذي طَافَ حولَهُ         رِجالٌ بنَوْهُ منْ قريشٍ وجُرْهُمِ (1)

ونجده كذلك، يقسم بالله تعالى في بعض شعره:

تَـالله قــد عــلــمَـتْ سَـراتُ بـنـي        ذُبْـيـانَ عَـامَ الـحَبْسِ والأصْرِ (2)

    وهذا الدليل لا يكفي للتأكيد عل وثنيته، إذ كان كثير من الجاهليين يذهبون هذا المذهب، و ورد لفظ "الله" كثيرا في أشعار شعرائهم. وعلل بعض المستشرقين ورود هذا اللفظ في الشعر الجاهلي بكونه إسما عاما، لا يخص صنما معينا، والشعراء الجاهليون استعاضوا عن ذكر أصنامهم الخاصة بذكر هذا اللفظ لاشتراك القبائل جميعا فيه، ومن الباحثين من ذهب إلى أن اللفظ إنما هو تحريف لكلمة "اللاّت" قام به رواة الشعر ليزيلوا آثار الوثنية منه(3) .

    على أن ما يهمنا نحن، سواء أكان زهير نصرانيا أو وثنيا، هو أن الاختلاف لا ينفي ما تميز به الشاعر من تعفف وتأله، وما يرتبط بذلك من عقلية مؤمنة، ظهرت على سلوكه الشخصي من الناحية الخلقية. ويهمنا أيضا أن عامل العقيدة و الدين كان من العوامل المؤثرة والمحددة لشخصية زهير، وباعثا هاما من بواعث شعره.

4. عامل الـــــحـــــرب :
    اصطلى الجميع في العصر الجاهلي بنار الحرب، الكاره مثل الراغب، بل تراموا فيها ترامي الذباب على الأقذار، إذ هي أمنيتهم ومبتغاهم، على نحو قول زهير :
إذا فَزِعُوا طَــــارُوا إلى مُستَغِيثِهِمْ        طِــــــوالَ الرِّمَاحِ لا ضِعافٌ ولا عُزْلُ
وإنْ يُقْـتَـلُــــــوا فيُشْتَـفَى بدِمَائِهـمْ        وكَانُــــــــوا قَديـماً مِنْ مَنَايَاهُمُ الـقَتْلُ
وإنْ يُقْـتَـلُوا فيُشْتَـفَــــــى بدِمَائِهـمْ        وكَــانُوا قَديـماً مِنْ مَنــــــَايَاهُمُ الـقَتْلُ(4)
    أجل، كان هذا العصر عصر حرب، وغزو، ونهب، « وكانت العشيرة من العشائر لا تنفك تغزو حينا وتغزى حينا آخر، حتى سئمت الأرض من كثرة ما علّت من دماء، وضمّت من أشلاء،[...] وكلّت السواعد من طول ما جشّها تأويب النهار، ولا إسآد الليل[...] وجاشت القلوب بضغائنها، وضاقت النفوس بأحقادها و ودّت العقول النيرة، والبصائر الصادقة، لو نفّس عن الأمة هذا الكرب إلى نور يهدي الأعين ويضيء القلوب».(1)
    وخلاصة ما قيل عن الحرب ، إنها كانت نتاجا طبيعيا لعدة أسباب:  منها ما ارتبط بالحياة المعيشية عند العرب وظروفها القاسية التي فرضت عليهم التنافس من أجل ضمان البقاء، ومنها ما كان بسبب الذود على الرياسة أو بسبب التعصب للقبيلة أو دفاعا عن الشرف...(2) .

    ومما لا شك فيه أيضا، أن للحرب أثرا بالغا في إذكاء القرائح، ونبوغ الشعراء وإبداعهم للقول الموزون في الدعوة إلى إذكاء نار الحرب والحمية والعصبية، أو الدعوة إلى إيثار الصلح والتسامح وحب السلام.« وقد كان زعيم هؤلاء القادة، وحامل لوائهم إلى السلم، زهير بن أبي سُلمى»(3) . فقد شهد، ولا غرو، الكثير من الحوادث والحروب والأيام، وخاصة حرب "داحس والغبراء"، وعاين ما خلفته هذه الحرب من مآس دامية، وآثار سيئة في حياة "عبس وذبيان"، مما أثر على سلوكه الشخصي وشعوره، فسخر كثيرا من شعره للدعوة إلى نبذ الحرب، والإشادة بأنصار السلم وبخصال الداعين إليه. ولنا مثل على ذلك في إشادته بهرم بن سنان والحارث بن عوف لموقفهما النبيل في حمل ديات القتلى، ودورهما في عقد الصلح بين القبيلتين المتحاربتين، حيث قال:

سَعـى سَاعِيـا غـيْـظِ بنِ مُرَّةَ بــعْـدمَـا        تَبَــزَّلَ مَــا بَيـــنَ الـعَشِــيـرَةِ بـالـدَّمِ
فأقْسمتُ بالبيتِ الذي طَـاف حولــهُ        رجَـالٌ بَــنَـوهُ مِـن قُريـشٍ و جُرْهُـمِ
يَـمِيـنـاً لنِــعْــمَ السّيــدَان وُجِـدْتُـمَـا        عَـلى كلّ حَـالٍ من سَـحِـيـلٍ ومُبْرَمِ
تَـداركْـتُـمـا عَبساً وذُبـيــانَ بـعْـدمـا        تَفانَوْا ودَقّــوا بَيْـنـهُـم عِـطْـرَ مَنْشِمِ
وقَـد قلتُما: إنْ نُـدْركِ السّلمَ واسـعـاً        بـمـالٍ ومَعْروفٍ منَ الأمـرِ نَسْـلَـم(4)

    وفضلا عن ذلك، حرص زهير في كثير من قصائده على ذكر الآثار السلبية التي تخلفها الحرب، كما في قوله:

ومَا الحَـربُ إلاّ مَـا علمـتُـمْ وذُقْــتُـمُ        ومـا هـو عَنهَـا بالـحَديثِ الـمُـــرَجَّـمِ
مـتَـى تَــبـعـثُـوهَـا تبعَـثُـوهَـا ذمِــيمـة        وتَـضْرَ إذا ضَــرّيْـتُـمُـوهَـا فـتَـضْــرَمِ
فــتَـعْـرُكْكُمْ عَـرْك الـرَّحـى بثـِفـالـهَا        وتَـلـقـحْ كِـشـافاً، ثمّ تَـحمــــلْ فَـتُتْـئِمِ
فـتُـنـتَـجْ لكُم غِـلمـانَ أشْـأمَ كُـلُّـهمْ        كأحْـمَـرِ عَـادٍ ثُــــم تُـرْضِـعْ فَـتَـفْـطِـمِ
فــتُـغْـلَلْ لكـمْ مـا لا تُــغِـلُّ لأهـلِـهَـا        قُــــرًى بالعِـراق مـنْ قَـفِـيـزٍ ودِرهَـمِ(1)
   
       وهذا كله يفسر نفور زهير من الحرب، وحبه للسلام، مما جعله يكسب محبة العشائر، وينال منزلة رفيعة، وسمي بالتالي من طرف الرواة " برجل السلام". ولا شك أن التجاوب الذي لقيته دعوة ابن أبي سلمى، كان له بدوره تأثير كبير في نفسه، وعلى شخصيته، و أن هذا التأثير كان، ولا ريب، إيجابيا.

5. عامل الــثــروة والـتـرف
    حدثنا التاريخ، أن زهيرا نشأ نشأة كريمة في حجر خاله بشامة بن الغدير الغطفاني، وأنه لما مات هذا الأخير ورثه زهير، فأصبح من ذوي الثروة(2). ومن جهة أخرى سخر زهير نصيبا مهما من أشعاره في المديح، على عكس كثير من الشعراء الذين اهتموا بالقول في التعصب القبلي، مما جاد عليه بأموال طائلة انضافت إلى ما ورثه من خاله، والملاحظ ان زهيرا لم يَجُد في ارتزاقه بمدحه على « كل من جاد إليه بالعطاء، كما فعل الأعشى، والحطيئة مثلا، وإنما وقف مديحه على سادة غطفان الذين يمت إليهم بواشجة القربى، والذين كانت لهم مآثر مذكورة في قومه، [...] كسنان بن أبي حارثة، وابنه هرم بن سنان، والحارث بن عوف، وحصن بن حذيفة الفزازي الذبياني، والحارث بن ورقاء

الصيداوي الأسدي»(1). وقد جاد عليه هؤلاء بعطايا وافرة، نجد أخبارها واضحة عند الرواة بل لقد حملت كثرة ما ناله زهير من عطاء: « عمر بن الخطاب على أن يسأل أحد ولده، ما فعلت الحلل التي كساها هرم أباك؟، قال: أبلاها الدهر، قال: لكن الحلل التي كساها أبوك هرما، لم يبلها الدهر»(2).
    وأشهر ما روي عنه، قوله في مدح هرم بن سنان :

قدْ جـعـلَ الـمُـبـتـغونَ الـخَيرَ في هَرِمٍ        والـسّـائـلـونَ إلـى أبْــوابـهِ طُــرُقـاَ
يَـطـلـبُ شَـأْوَ امـرأيْنِ قـدَّمَـا حَـسَـناً        نَـــالاَ الـمُـلوكَ وبَـذَّا هـذه الـسُّـوقـاَ
هـو الـجَـوادُ فـإنْ يَـلـحـقْ بـشَأْوهِماَ        عـلَـــى تــكَـالـيـفـهِ فـمـثـلُـهُ لـحِـقـاَ
أو يَـسـبِـقـاهُ عـلى مـا كَـانَ من مَهَلٍ        فـمِـثـلُ ما قدَّمَا منْ مَصالِـحٍ سَـبَـقاَ(3)
   
       وقد جاد عليه هرم بن سنان بعطايا وافرة، نجد أخبارها واضحة عند الرواة، بل لقد حملت كثرة ما ناله زهير من عطاء: « عمر بن الخطاب على أن يسأل أحد ولده، ما فعلت الحلل التي كساها هرم أباك؟ قال: أبلاها الدهر، قال: لكن الحلل التي كساها أبوك هرما لم يبلها الدهر»(4) .
    وهكذا كان زهير كثير المال، وصاحب سمو وجاه، حتى لقد عده أحد النقاد « ممن فقأ عين بعير في الجاهلية، وكان الرجل إذا ملك ألف بعير فقأ عين فحلها»(5) .
    ويهمنا من هذه الحيثيات المادية، ما خلفته من أثر بالغ في نفسيته ومشاعره، حددت هي الأخرى معالم شخصيته وسلوكه، ومركزه.

    وعلاوة على ذلك، كانت هناك مؤثرات أخرى، تتميز بكونها ظرفية، لكن لها أثرها في حياة زهير. ونخص بالذكر منها، علاقاته المتوثرة ببعض زوجاته والتي سببت له أحيانا بعض المعاناة من الناحية العاطفية.
    فقد ذكرابن الأعرابي : أن زهيرا تزوج امرأة تدعة "أم أوفي"، ورزق منها أولادا، اختطفتهم يد المنية مبكرا، فتشاءم منها وكرهها، ثم تزوج عليها امرأة اخرى تدعى: كبشة بنت عمار بن سحيم أحد بني عبد الله بن غطفان. وإذ أسعفه الحظ مرة أخرى،


ورزق منها أولادا هم : كعب وبجير وسالم (1) ، فإن سوء سيرة كبشة، وسوء معاملتها له جعله يهجرها، حتى لقد ندم على تطليقه "لأم أوفى". ولما حاول أن يرجع إلى هذه الأخيرة خيبت آماله، ورفضت صلحه، فعاد مكسور الخاطر، يستشعر الندم، واكتفى بذكر اسمها في أشعاره طيلة حياته، كما في قوله بعد أن بلغ من الكبر عتيا:

لــعَـمْـركَ والـخُــطــوبُ مـغـيِّـــراتٌ        وفِــي طُــول الـمُـعـاشـرةِ الـتَّـقَالي
لــقــد بـالــيـتُ مَــظْــعــنَ أمِّ أوْفَـــى        ولـــكــــنْ أمُّ أوفَـــــى لا تـُـبـــالِــي
فـأمّـــا إذ ظَـعَــنــتِ فــلا تـــقُـــولـي        لـذِي صِــهـرٍ أُذِلــتِ ولـــــم تُــذَالي
أصـبْــتُ بــنِـيَّ مــنْـكَ ونِـلـتِ مـنّــي        مـــن اللَّـذات والـحُـلـل الــغَــوالِـي(2)
   
      وفي المقابل صور زهير في شعره بعض ما كان يقع بينه وبين امرأته كبشة من لوم وعتاب، وما كانت تتهمه به من بخل، رغم ما جاد به عليها، إلى جانب نظرتها المتعالية إزاء رجل طاعن في السن، فيقول:

فــيـــــمَ لــحَـتْ؟ إنّ لـــومَــهـا ذُعْــرُ        أحــمَيــتِ لــومــاً كــأنّـه الإبَــــــرُ
مــنْ غـيــرِ مـا يُـلـصِـق الـمَـلامَةَ إلـ        لاسُـخـفَ رأيٍ وسَــاءهــا عُـصُـرُ
حـتّــــى إذا أدْخــلَــتْ مَـــلامَـــتــهَــا        مــــنْ تـحتِ جِـلـدِي ولا يُـرى أَثَـرُ
قـلــتُ لـهَـا: يـا ارْبَـعِيْ أقلْ لكِ فـــي        أشــيـاءَ عـنـدِي مـن عِـلـمِها خَبـرُ
والــمَـــال مــا خَـــوَّلَ الإلـه، فَــــــلا        بُــــــــدَّ لـــهُ أنْ يَــــحُـــوزَه قَــــدرُ(3)

    ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل لقد هجرته هذه الزوجة، ورفضت قربه كما في قوله:

وقــالــــتْ أمُّ كــعـبٍ: لا تـــَــزِرنــي        فـــلا واللهِ مَـــالــكَ مــــــــن مَـــزارِ
رأيــتُـكَ عِـبـتَـنِــي وصــدَدْتَ عـنّـي        وكيـفَ عـلـيكَ صبْري واصطِباري؟
فـلـم أُفـــســدْ بــنِـيـكَ ولــمـــْ أُقَـرِّبْ        إلــيــكَ مـن الـمُـلِـمَّـات الـكِـبـــــــارِ(1)
    وإلى جانب جفاء الزوجة، كان لوفاة "سالم"، الإبن المحبوب من لدن زهير، أثر كبير على نفسية هذا الأخير. وفي هذا الصدد روى ابن الأعرابي : « كان لزهير ابن يقال له سالم جميلُ الوجه، حسن الشعر، فأهدى رجل إلى زهير بُردين(2) ، فلبسهما وركب فرسا له ( خيارا)، فمرّ بامرأة من العرب  بماء يقال له النُّتاءة، فقالت: ما رأيت كاليوم قَطّ رجلا ولا بردين ولا فرسا أحسن. فما مضى قليلا حتى عثر به الفرس، فاندقت عنقه، وانشق البردان واندقت عنق الفرس، فمات»(3)  فقال زهير يرثيه:

رأتْ رجـلاً لاقـى مـنَ العـيشِ غِبطـةً        وأخـطـأَه فـيـهـا الأُمـورُ العـظائـمُ
وشــبَّ لـهُ فـيـهـا بــنُـونَ وتُـوبـعـتْ        سَـــلامــــةُ أعــوامٍ لـــه وغَنــائـمُ
فــأصْــبــحَ مـحـبـوراً يُـنـظِّـرُ حـولـهُ        بــمَــغــبِــطَـةٍ لــو أنّ ذلـك دائــــِمُ
وعـنـدِي مــن الأيّـام مـا لـيـس عندَه        فـقُـلـتُ: تـعـلَّمْ إنّـمـا أنـت حالـــــمُ
لـعـلّكِ يـوماً أنْ تُـــراعِـــــي بـفـاجِـعٍ        كـمَـا راعَـنـي يـوم الـنُّتـاءَةِ سَالـمُ
يُــدِيــرونَـنـي عــن سـالـمٍ وأُديـرهُـمْ        وجِلْدَة بـيْـن الـعَينِ والأَنْفِ سَالـمَ (4)

    وهكذا، نستطيع القول في النهاية، إن الظروف الطبيعية والنشأة في بيئة شعر، والعيش في دار حرب، والسكن في منزل جود وكرم، وما ارتبط بهذا وذاك من معاناة وأحزان عاطفية، كان لها الدور الأساسي في تحديد الملامح الأساسية لشخصية زهير، ولشعره، ولعلها كانت وراء خصوصية الإبداع التي تداولها في أشعاره.



  الهوامش:
(1) هو أحد شعراء الفحول في الجاهلية، من أصحاب المعلقات. انظر: العمدة، ابن رشيق القيرواني، 1/258. حظي بمنزلة رفيعة لدى النقاد القدامى، فجعله ابن سلام الجمحي في الطبقة الأولى من فحول الجاهلية رفقة امرئ القيس، والنابغة الذبياني، والأعشى ميمون. انظر : طبقات فحول الشعراء، 1/63. وجعله الأصفهاني، أحد الثلاثة المقدمين على سائر الشعراء. الأغاني، 10/336. وقد أشار حماد الراوية إلى تقديم قريش لزهير فقال : « لم أدرك أحدا من أهل العلم من قريش يفضل على زهير أحدا من الناس في الشعر». زهير بن أبي سلمى، إحسان النص، ص 228. ونعته عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأشعر الشعراء، في قوله : أشعر الشعراء، صاحب مَن ومنْ ومنْ. أراد بذلك أبياته الحكمية في معلقته، تلك الأبيات التي تبتدأ بمن . انظر الأغاني، 10/337. وشرح ديوان زهير، ص : 25. كما نعت بقاضي الشعراء. انظر العمدة، 1/136، وكان الأصمعي يقول: « زهير والنابغة من عبيد الشعر».الشعر والشعراء 1/144. العمدة 1/258.
(2) انظر: الشعر والشعراء، 1/193.
(3) شرح ديوان زهير، تحقيق فخر الدين قباوة، ص : 157. فقري، أي: أقيمي. يهونوا: يغتربوا.
(4) نفسه، ص 28. من يغترب، أي: من يصر غريبا يُدارِ العدوّ حتى كأنه صديق له.
(1) زهير بن أبي سلمى، إحسان النص ، ص : 156.

(2) شعر زهير، ص: 9-10. لم تكلم: لم تبين. أم أوفى: زوجة زهير. والحومانة: ما غلظ من الأرض. والدراج و المتثلم: موضعان، والرقمتان بينهما. والوشم: نقش بالإبرة. ونواشر: عصب الذراع. والمعصم: موضع السوار من الذراع. والعين: البقر. والآرام: الظباء البيض. وخلفة، أي: إذا مضى فوج من القطيع جاء آخر. والأطلاء: جمع طلا وهو ولد البقرة وولد الظبية الصغير. وقوله ، ينهض من كل مجثم: أراد أنهن ينمن أولادهن إذا أرضعنهن ثم يرعين، فإذا ظَنَنّ أن أولادَهن قد أنْفَدن ما في أجوافهن من اللبن صوَّتن بأولادهن، فينهضن من مجاثمهن للأصوات، ليرضعن. وقوله: وقفتُ بها من بعد عشرين حجة، أي: من بعد عشرين عاما. ولأيا: بعد جهد.
(3) زهير بن أبي سلمى، إحسان النص، ص : 154.
(4) دراسة الشعراء، محمد نائل المرصفي، ص: 219.
(5) الأغاني، 10/364. خزانة الأدب، عبد القادر البغدادي، 2/333.

(1) الأغاني، 10/337.
(2) الأغاني، 10/337.
(3) الشعر والشعراء، 1/139 .
(4) شعر زهير، ص 18. فلا تكتمن، يريد: لا تضمروا خلاف ما تظهرون. وقوله مهما يكتم الله يعلم، يريد: أن الله يعلم السر فلا تكتموه، أي الصلح. وقوله، فينقم: من الانتقام، يريد: لا تكتموا اللهَ ما في صدوركم فيؤخرَ ذلك ليوم الحساب فتُحاسبوا عليه، أو يُعجِّل لكم في الدنيا النِّقمة.
(5) نفسه، ص: 168، 170. بدالي، أي: ظهر لي، يقول : مما قُدِّر لي أن يأتيَني وأنه لا يفوتني. والخالد: الباقي والدائم.

(1) نفسه، ص : 25. خبط عشواء، أي: لا تقصد ولا تجيء على بصر، يقول: أن المنايا تخبط في كل ناحية، كأنها عشواء لا تبصر، فمن أصابته في خبطها ذاك هلك، ومن أخطأته عاش وهرَم.
(2) نفسه، ص : 25. خبط عشواء، أي: لا تقصد ولا تجيء على بصر، يقول: أن المنايا تخبط في كل ناحية، كأنها عشواء لا تبصر، فمن أصابته في خبطها ذاك هلك، ومن أخطأته عاش وهرَم.
(3) راجع : زهير بن أبي سلمى، إحسان النص، ص: 78.
(4) شعر زهير، ص: 34. قوله إذا فزعوا، أي: أغاثوا مستغيثا. وطاروا إليه: أسرعوا إليه لينصروه. وقوله، طوال الرماح، يعني: أنهم ذو قوة ( قوم سنان بن أبي حارثة). والعزل: جمع أعزل وهو الذي لا سلاح معه. وقوله، فيشتفى بدمائهم، أي: هم أشراف، فإذا قتلوا رضي القاتل بهم وشفى نفسه بدمائهم، ورأى أنه قد أدرك ثأره بهم، وقوله، من مناياهم القتل، أي: هم أهل حروب.

(1) دراسة الشعراء، محمد نائل المرصفي، ص : 220.
(2) وهذا ما جعل أحمد أبوحاقة يقول في هذا المجال : « الملاحظ في هذا الشعر القبلي، أنه ينطلق من مسلمات[...] وهذه المسلمات تتجلى في تقبل الحروب واعتبار أنها واقع طبيعي لا تستطيع القبائل أن تعيش من دونه». الالتزام في الشعر العربي، ص: 66.
(3) دراسة الشعراء، المرصفي، ص : 220-221.
(4) ديوان زهير ص: 14-16، سعيا: عملا عملا حسنا. وغيظ بن مرة: حي من غطفان ثم من بني ذبيان. وتبزل بالدم أي : تشقّق، يقول : كان بينهم صلح فتشقق بالدم الذي كان بينهم فسعيا بعدما تشقق فأصلحاه. والسحيل: خيط واحد لم يفتل. والمبرم، الخيط المفتول. يقول : نعم السيدان وجدتما لأمر قد أبرمتماه، وأمر لم تُبرماه، أي : لم تحكماه على كل حال من شدة الأمر وسهولته. وقوله: تداركتما عبسا وذبيان، أي: تدراكتما هما بالصلح بعدما تفانوا بالحرب. و منشم: زعموا أنها امرأة عطّارة من خُزاعة، فتحالف قوم، فأدخلوا أيديهم في عطرها، على أن يقاتلوا حتى يموتوا، فضرب زهير بها المثل، أي: صار هؤلاء مثل أولئك في شدة الأمر. وتذكر بعض الروايات أن العرب كانت تتشاءهم بهذه المرأة. السِّلم والسَّلمُ لغتان: وهو الصلح، والسَّلْم: الدلو لا غير. وواسع : ممكن. ونسلم، أي: ننجوا من الحرب.

(1) شعر زهير ص: 18-19. المرجم : المظنون. وتبعثوها ذميمة، أي: لم تحمدوا أمر الحرب. وتَضْر : أي تتعوّد. إذا ضريتُموها: أي عودتموها، يعني الحرب. وتعرككم: تطحنكم وتهلككم، والثّفال: جلدة تكون تحت الرحى إذا أدريت يقع الدقيق عليها. وتلْقَح كشافا، أي : تداركُكم الحرب. ويقال : لقِحت الناقة كشافا، إذا حمل عليها في دمها. فتتئم، أي : تكون بمنزلة المرأة التي تأتي بتوأمين، وإنما يفظع بهذا أمر الحرب، فتنتج لكم: يعني الحرب. وغلمان أشأم في معنى: غلمان شُؤم، أي : كلهم في الشؤم كأحمر عاد، وإنما أراد (أحمر ثمود) عاقر الناقة، وقوله: ترضع فنفطم: يريد أنه يتِمُّ أمرُ الحرب، كالمرأة إذا أرضعت ثم فطَمت فقد تَمّمت، وقوله ( فتغلل لكم مالا تُغِلّ لأهلها...) يعني: هذه الحرب تُغِل لكم من هذه الدماء ما لا تُغلّ قرى بالعراق، وهي تُغل القَفيزَ والدِّرهم، والقفيز نوع من المكاييل، والمقصود ما يملأه من المحصولات.
(2) حكى ابن الأعرابي قوله : « وكان بشام بن الغدير خال زهير بن أبي سلمى، وكان منقطعا إليه، وكان معجبا بشعره. وكان بشامة رجلا مقعدا، ولم يكن له ولد، وكان مكثرا من المال، ومن أجل ذلك نزل إلى هذا البيت في غطفان لخؤولتهم...». الأغاني : 10/361 وما بعدها. شرح ديوان زهير، ص : 14-15.

(1) زهير بن أبي سلمى، إحسان النص، ص 121-122.
(2) الأغاني، 10/354.
(3) شرح ديوان زهير، ص: 64، 66. المبتغون : الطالبون، وبذّا: غلبا وفاقا. والسُّوق: بين الملوك والأوساط. والجواد: هرم، ويطلب شأوهما: سبْقهما. وتكاليفه: شدته، الواحدة تكْلِفة، يقول : يطلب كل ما صنع أبواه. وقوله : مثله لحقا، أي: مثل ما قدما، يقول: هو معذور إذ سَبقاه، ومَهل: تقدُّم، يقول: أنهما تقدماه في الشرف، فإن سبقاه فمثلُ فعلهما سَبقَ، ومنه قول العرب: هل لك في أن أسابِقَك وأقدمك لتأخذ المهلة.
(4) الأغاني، 10/354.
(5) شرح ديوان زهير، ص: 13.

(1) راجع: الأغاني، 10/362. وشرح ديوان زهير، ص : 12.
(2) شعر زهير، ص: 165/166. لعمرك: قسم في معنى بقائكَ وحياتكَ. والتقالي: التباغض. والخطوب: الأمور، و قوله، مغيرات، أي: من حال إلى حال. والمعاشرة: المصاحبة والمخالطة. باليت: من المبالاة. ومظعنها: مسيهار، من قولك: ظَعَنتْ تظعَنُ ظَعنا.
(3) نفسه، ص: 242-243. لحت: لامت. وأحميت: يقول لمت لوما كأنه الإبر في الصدر. والذعر: الخوف والفزع. وقوله، من غير ما يلصق الملامة ، أي: من غير شيء يقتضي الملامة، ويوجبها.و اربعي، أي: كفي وانتظري ولا تعجلي. وخوّل: أعطى، ويحوزه القدر، أي: يجمعه ، ويذهب به.

(1) شعر زهير، ص: 175. مالك من مزار أي : ليست زيارتك زيارة مودة ورغبة. والاصطبار: تكلف الصبر. والملمات: الأمور، ما ألم منها، أي : ما أتى منها، تصف نفسها بالعفاف، والحسب وكرم الولادة.
(2) البرد: كساء يلتحف به.
(3) الأغاني: 10/363. شرح ديوان زهير، ص : 249-250.
(4) شعر زهير، ص: 271. غبطة: سرور ورخاء. والمحبور: المنعم. وقوله، ينـظّر حوله، أي : ينظّر حوله يمينا وشمالا من الخُيلاء. وقوله، أنت حالم: يخاطب ابنه ويقول: ما أنت من السرور والشباب بمنزلة الحُلم. وقوله، لعلك يوما أن تراعي بفاجع: يخاطب زهير المرأة التي عانت ابنه سالما، بقوله: يصيبك شر مثله.
  الدكتور الوارث الحسن - المغرب - مجلة طنجة الأدبية ع47 (2013-03-18)
Partager

تعليقات:
عبد الحكيم /المغرب 2013-06-17
مالكم تبحثون في المجهود عن اللامجهود ( غير منطقية يا إخوان) ، كيف عُولج الموضوع ، و كيق ُقدم ، هذا هو المراد، مشعلنا هو أننا نبدع ، ليس أن نتصارع في ما لا يُتصارع فيه :) . أن تبدع و أن تكتب فيما لم يُكتب فيه أفضل من ان تبقى جالسا تنتقد في الذي قام بالجهد... أشكركم أستاذنا حسن الوارث على ماقمتم.
عبد الحكيم
البريد الإلكتروني : Z2013_ABC.abdo.Here@hotmail.fr

العربي الرودالي /تمارة-المغرب 2013-04-22
الدكتور الوارث الحسن، دارس فذ بامتياز أكاديمي..فمن خلا ل تتبعي لدراساته، أدركت اهتمامه بالتراث الأدبي العربي، وخاصة الشعر.. وذلك ما سيجعل مغاليق نسيان هذا الأدب الجميل تنفتح لتثبت مدى حركيته المتضلعة في غزارة منتوجه الضخم، وكذا مضاهاته للأدب الحديث باختلاف قيم..الأمر الذي سيجعلنا نقدر بنائيته الجمالية ومتانة صياغته اللغوية وتنوع مضامينه الخطابية كموروث متأصل...تحية للأستاذ الوارث الحسن على هذه الإفادة المتميزة
البريد الإلكتروني :

سعيد شعار /المغرب 2013-04-18
أخي الحسن أشكرك على جهدك، لكنني أشفق عليك لأنك تضيعت وقتك في تعاطي نقد متجاوز جدا لكثرة ما قيل فيه. جدِّد يا أخي أدواتك ومنهجك التحليلي و لا تبق أسير مناهج نقدية شاخت منذ زمان.
البريد الإلكتروني :

محمد لمتول /المغرب 2013-04-17
كتابة رائعة لكت لا أظنها تلقى الإهتمام من القراء
البريد الإلكتروني : lemtoual-souad@hotmail.com

محمد اجكنور /المغرب 2013-04-16
اخي الفاضل هذا موضوع مسستهلك جدا ألفت فيه كتب ومجلدات واسيل في حقه حبر كثير ..ودراستك تحصيل حاسل ليس فيها اجتهاد ولا تخضع لمقاربات منهجية جديدة .المنهج التاريخي في الدراسات الادبية يصنف ضمن المقاربات البائدة اذا لا يضيف شيئا للنص سوى اغراقه في بالتفاصيل الجزئية الخارجة عن ادبية النص...ومن خلال كل ما قلت في تحليلك اين يمكن ان تصنف نصوص زهير وما درجة ادبيتها وما درجة احترامها امقاييس النص الادبي؟؟والى اية مدرسة فنية ينتمي ؟
كل هذا لايقدمه المنهج التاريخي ولا يهتم به ..إذن فمقاربتك ياخى تسبح خارج السرب ..معذرة اخي لحسن
البريد الإلكتروني : simou62a@hotmail.com

د محمد صالح رشيد الحافظ /العراق 2013-03-23
تحياتي لك مع تقدير خالص.. أحسنت أيها الزميل في قراءتك وفق المنهج التاريخي... ولو أحبذ قراءة هكذا نصوص تراثية قراءة حداثية كي يأخذ التراث بعدا انسانيا وفنيا معاصرا... والسلام عليكم
البريد الإلكتروني : majedalhawary24@yahoo.com

عصام بن صالح /زاكورة 2013-03-20
أستاذي، ملامستك للموضوع تنم عن مدى إبحارك في التراث الشعري العربي, ولعل ذلك جلي في كونك استطعت أن تستنبط ما حفل به شعر زهير من معان خفية لاتتاح إلا للذي يجيد الغوص تحت أمواج عاتية لثقافة غزيرة. ملاحظة بسيطة فقط، تكمن في كونك لم تتحدث عن ظاهرة الصنعة الشعرية التي تميز بها زهير. فهو وكما يعلم الجميع الشاعر الجاهلي الوحيد الذي كان يكتب القصائد ثم يقوم بعد ذلك بتنقيحها. وهذا ما جعل مجموعة من النقاد خاصة أولئك الذين وازنوا بين أبي تمام والبحتري يقولون بأن مذهب البديع بدأ مع زهير وتبلور بشكل فعلي مع أبي تمام.
البريد الإلكتروني : tirzwin_aissam@hotmail.com

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

خصوصية الإبداع في الشعر الجاهلي
زهير بن أبي سلمى بين سلطة البيئة والأثر الموروث-الدكتور الوارث الحسن - المغرب - مجلة طنجة الأدبية ع47

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia