جلست أتأمل الخلائق العابرة، غرقت أبحث بين الملامح والأدمغة، شيخ يجر عربة يدوية ينادي عارضا سلعته البسيطة ويخطو بخطوات ثقيلة يستوقفها حينا من الزمن ليرمي بنظراته إلى شاب وشابة يداعبها بغزل مفضوح، مراهقون يرقصون طربا هل جنوا؟ ملابس غريبة سروال هابط للأسفل إلى أين؟؟ قلادة تلف الأعناق وتطوقها كالرصاص وخاتم محشو في أنوف مفلطحة وعبارات لا أدري لها من منبع متسول يمد إلي بكلتا يديه أرمقه بنظرات مفلس، تنعكس الكلمات على ملامحي " أنا أيضا أتسول لكن الفرق بيني وبينك بسيط "يحتج المتسول أنه أبكم شفاهه تقول" لست محتاجا لمحاضرتك أيها الأبله" توقف الزمن أرحل .. إلى .. حيث .. مغيب .. الشمس .
الليل بلوني المفضل يستقبل رواده الليليون، سكير تلفظه الحانة إلى الخارج جسد يترنح كجذوع النخل الخاوية كلمات عربيد يسب هذا العالم بعنف ويشتمه بدون انقطاع، شرطي يلوح بأصفاده التي تبحث عن معصم جدي، بنات الليل كالعادة يبحثن ويطرحن أجسادهن في المزاد ثمنا لفقاقيع شبحية كلمة أصابتني في لساني ياااااا له من عالم قذر.
توقف الزمن من جديد إلى الفنجان هذه المرة حلقت بناظري، فوجدت مشروبي قد أفرغ تباعا وامتزج مع حروف الحكاية دون أن أغادر مطرحي رحلة جنون سائقها أضاع رخصة القيادة في محفل الكتابة الواسع ليتولى القلم مهمة الإبحار إلى عالم ما بعد الحروف والكلمات