الشاعر أحمد بنميمون.. في ضيافة "رونق المغرب" بطنجة-فاطمة الزهراء الرابط-المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
متابعات

الشاعر أحمد بنميمون.. في ضيافة "رونق المغرب" بطنجة

ها نحن نلتقي من جديد، لنواصل الرحلة عبر بساط الكلمة الدافئة والحرف المقدس، لنرسم أحلاما ملونة لرونقنا الجميل، محملين بنشوة الصدى الذي حققه اللقاء الأول. ها نحن ننحت في الصخر ونناضل من أجل ترسيخ خطواتنا بين دروب الإبداع الطويلة، مؤمنين بأن مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة. ها نحن نلتقي اليوم ليس من أجل الاحتفاء باليوم العالمي للشعر، لأن الشعر أرقى من كل المناسبات الموسمية والأعياد السنوية، وإنما نلتقي من أجل لحظة اعتراف بقامة شعرية، اعتصرت رحيق عمرها في تأثيث فضاء الشعر، نلتقي من أجل الاحتفاء بديوان: "تأتي بقبض الجمر" للشاعر أحمد بنميمون، هذا الشاعر القادم إلينا من مدينة الجمال شفشاون محملا بقصائده الشفافة والدافئة. بهذه الكلمة أعلن الأستاذ يونس الزوجال (عضو الراصد الوطني) عن انطلاق فعاليات حفل تقديم وتوقيع "تأتي بقبض الجمر" للشاعر أحمد بنميمون، مساء يوم السبت 30 مارس 2013 على الساعة الرابعة بمندوبية وزارة الثقافة (طنجة)، تحت شعار: "الكتاب مسؤوليتنا جميعا".
وقد شارك في الجلسة التقديمية الأستاذ عز الدين الشنتوف (طنجة) بورقة عنونها بـ: «تاريخية القصيدة»، أشار فيها إلى أن اشتغال الشاعر أحمد بنميمون هو اشتغال مزدوج على مجموعة من الأسئلة وذلك من خلال تركيزه على مدخلين عنون الأول بـ: "ليست القصيدة عند أحمد بنميمون معطى جديد"، خاصة وأن القصائد محملة بجملة من الأسئلة وبموضوعات تيمية بقدر ما هي سيمات ممتدة بحسب آليات الاشتغال، هي أسئلة الغضب والسراب والانتماء...، عنون المدخل الثاني بـ "القصيدة وعي بذاتها" مبرزا تمثيل الوعي من داخل القصيدة خاصة وأن الشعر جاء من الايديولوجية وأن السؤال الآن لا يأتي من الشعر أو القصيدة بل يأتي من الإعلام، وهذا ما يلاحظ في دواوينه السابقة.
في حين تطرق الأستاذ محمد القصبي (سوق أربعاء الغرب) في ورقته المعنونة بـ: «هوية الشعر العربي بين قيم المعيارية وشطط الانكسار، الشاعر أحمد بنميمون نموذجا»، بحيث اعتبر ديوان "تأتي بقبض الجمر" بطاقة التساؤل عن هوية الشعر الأصيل في ظل ما يعرف المشهد من حداثة وظلمات العولمة التي أذابت كل الثقافات، كما تطرق إلى التصنيف الفني للديوان ودلالة العنوان، منتقلا الى الحديث عن الحقول الدلالية التي وظفت في قصائد الديوان (جلد الذات، حضور الأندلس، مناصرة القضية الفلسطيني، الغضب...)، كما تحدث عن الصور الشعرية التي تحتوي عليها كل قصيدة، هذه الصور الشعرية والرموز الأدبية التي وظفها الشاعر أحمد بنميمون بمهارة كبيرة داخل الديوان.
وفي ورقة الأستاذ عبد اللطيف الوراري (أكادير) - تلتها نيابة عنه القاصة نادية الأزمي- والتي عنونها بـ « أحمد بنميمون "يأتي بقبض الجمر".. بعد حيرة ويأس !» تحدث فيها عن قصائد أحمد بنميمون التي تنحو إلى الطول، وتتفتّق لغتها الشعرية عن وعي إيديولوجي رافض يسنده إيقاع الذات في عبورها الأمكنة المرجعية والمتخيّلة. وسوف تتّخذ هاته اللغة منحىً مغايراً في ارتفاعها بأشواق الذات إلى مصافّ "الرؤيا" ومدارجها، بدون أن تهجر شرطها الأرضي والتزامها، عبر الرموز والأقنعة التاريخية، والعذاب الإنساني وصوت الواقع المهزوم والجريح ونبرة الاحتجاج. مؤكدا على أن ديوان "تأتي بقبض الجمر" يعكس العمل الشعري الدؤوب  لأحمد بنميمون، الذي لا يعدم شعوره بقلق الكتابة وطعم المغامرة التي تواصل، بمهماز الحبّ وحكمة الخسارة، سؤالها الشعري في زمنٍ غير شعري.
واختتمت الجلسة التقديمية التي سيرها القاص محمد الكلاف بكلمة الشاعر أحمد بنميمون، شكر فيها "الراصد الوطني للنشر والقراءة" على هذه الالتفاتة المميزة للاحتفاء بديوانه وقصائده الشعرية، كما شكر كل الأساتذة الذين تفضلوا بقراءة هذا العمل مسلطين الضوء على خبايا قصائد الديوان، وقد طرح المحتفى به مجموعة من الأسئلة حول علاقة الشاعر بالقارئ، ومدى التطور الذي عرفته القصيدة المغربية من مراحلها الأولى باعتبارها صوت جماعي يعبر عن معاناة الآخرين قبل أن تصبح قصيدة الشاعر وحده، تعبر عن روحه ورؤيته الخاصة فتعددت الأصوات والتجارب الشعرية.
وأحمد بنميمون، شاعر وكاتب مسرحي من شفشاون. عضو اتحاد كتاب المغرب منذ سنة 1973، ترأس جمعية المعتمد من سنة 1986 الى 1988 وهي الجمعية التي تنظم مهرجان الشعر المغربي الحديث بشفشاون، بدأ النشر سنة 1966 ونشر قصائده واسهاماته النثرية في المجلات والجرائد العربية والمغربية من أعماله الإبداعية: ديوان شعر بعنوان "تخطيطات حديثة في هندسة الفقر" صدر سنة 1974 و مسرحيتان شعريتان بعنوان: "نار تحت الجلد" 1976 و"حتى يستريح الأب" 1980، ديوان شعر بعنوان "مباهج ممكنة" سنة 2008، و"أصوات الولد الضال" ديوان شعري سنة 2011 وأخير "تأتي بقبض الجمر" المحتفى به اليوم في أواخر 2012.
واحتفاء بالقصيدة وبـ"تأتي بقبض الجمر" تناوب على منصة الإلقاء أصوات شعرية متميزة: أحمد بنميمون (شفشاون)، محمد العربي غجو (طنجة)، عبد الجواد الخنيفي (شفشاون)، نسيمة الراوي (طنجة)، فؤاد العنيز (سوق أربعاء الغرب)، أحمد فرج الروماني (طنجة) وقد عرف الحفل حضور ثلة من المبدعين والمهتمين بالشأن الأدبي الذين قدموا من مناطق مختلفة من أجل الاحتفاء بديوان "تأتي بقبض الجمر" للشاعر أحمد بنميمون، وإذا كانت الشاعرة عائشة بلحاج قد أعلنت عن اختتام فعاليات هذا الحفل، فإن جسور التواصل مع عشاق الكلمة الجميلة ظلت ممتدة إلى ساعات متأخرة من ليلة السبت، لتسجيل لحظات إبداعية ستظل ذكرى غائرة في أعماق ذاكرة طنجة و"رونق المغرب".



 
  فاطمة الزهراء الرابط-المغرب (2013-04-01)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

الشاعر أحمد بنميمون.. في ضيافة

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia