أبو حيان في بني ملال-عبد الغني فوزي-بني ملال-المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
متابعات

أبو حيان في بني ملال

  بهاء الدين الطود    

    نظم اتحاد كتاب المغرب ببني ملال ـ الفقيه بن صالح بتنسيق مع المديرية الجهوية لوزارة الثقافة لجهة تادلا أزيلال لقاء حول رواية :" أبو حيان في طنجة " للروائي بهاء الدين الطود . وذلك يوم 20 أبريل 2013 ، بغرفة التجارة والصناعة ببني ملال ، على الساعة السابعة مساء . قدم في البدء رئيس الجلسة القاص عبد الله المتقي كلمة تمهيدية للقاء ، مرحبا من خلالها بالحضوربين جنبات الحكي ، في ضيافة الكاتب العميق بهاء الدين الطود الذي أغنى المدونة السردية المغربية والعربية بروايتين جميلتين : " البعيدون و " أبو حيان في طنجة " محور اللقاء .
   الأستاذ عبد الغني فوزي عرض لرواية أبي حيان ، من حيث مادتها الحكائية المتمثلة في استعادة شخصيتين بارزتين وهما أبو حيان التوحيدي ومحمد شكري عبر مسار سردي يتسم بالفقد المتعدد والمتنوع بين الماضي والحاضر ، في تركيزغنائي متشظ على سقوط الأندلس كرمز للسقوط العربي العام ضمن سير زمني فاقد للمعنى والهوية . وتم ذلك عبر تقنيات سردية عديدة تمثلت في التوازي والتذكر بين شخوص وحكايا فرعية . ليخلص العارض إلى خاتمة تقول بضرورة الاشتغال على الكائنات الثقافية ـ  وبالأخص منها غير المتصالحة والمتصادمة مع الأنساق والسلط المتحجرة ـ التي تركت تراثا مثيرا للجدل والنقاش ، لكن عبر متخيل جديد .
   الناقد نور الدين درموش قدم مسار الحكاية ـ  في رواية أبي حيان ـ الذي ركز على سقوط الأندلس وأن أبا حيان لم يستسغ ذلك ضمن تحولات مسخت الأمة العربية وجعلتها في موقع المستهلك . لكن الكاتب بهاء الدين الطود حقق لحكايته الغريبة تلك ، كما يقول الناقد ، كل شروط التحقق ، لتبدو محتملة في الحاضر المفارق . ولا يتأتى ذلك إلا للكتاب من أمثال بهاء الدين الذين يقومون بإعادة بناء الأشياء وترهين حيوات ماضية والإضافة إليها ضمن التحولات المتسارعة والتساؤل عن مكانة الإنسان ضمن ذلك . بهذا فالرواية محايثة للواقع  ،وتنتج معرفة راصدة .
   الروائي عبد الكريم جويطي ركز في ورقته على لعبة القناع  الموظفة في هذه الرواية بشكل كبير ، فالمادة موجودة وممثلة في تراث شخصيتين بارزتين ( أبو حيان ومحمد شكري ) غير متصالحتين مع النمط والمألوف . وكان الروائي بارعا في تقديم ذلك بشكل مختصر عبر حكاية مركزة تعلي من شأن بعض القيم الإنسانية الجوهرية الخالدة كالاغتراب وإنسانية الإنسان ـ  البئيس وجوديا ـ التي لا تخضع أحيانا لآلة الزمن . وهو شيء ينفرد به الأدب كتعبير متشظ وحميمي . ويبدو الجهد واضحا كما يقر الروائي عبد الكريم في هذا العمل الحكائي من خلال تحقق شرط الحكي ، لتتدفق حالات ومواقف شخصيتين ممتلئتين حياة ووجودا ، ضمن مدينة طنجة العالمية كمكان غدا إنسانيا في نفي سردي للمعالم الجغرافية والتاريخية . وتلك سمة الروائيين الكبار كما يختم عبد الكريم جويطي .
     الكاتب بهاد الدين الطود كانت له كلمة بارقة في آخر اللقاء ، فقد أثنى على الأوراق المقدمة التي تغني العمل الذي يغدو ملكية جماعية ـ كلما مسه أحد ـ مفتوحة على القراءة والتأويل . موضحا دواعي الربط بين شخصيتين ( أبو حيان ومحمد شكري ) مفارقتين في الزمان والمكان ، ولكنهما على قدر كبير من الالتقاء في الاغتراب والتمدد في المكان والزمان . لأن السقوط يسائلنا جميعا فتكون الكتابة كنغمة ، لإثارة الفقد ، بشكل مفتوح ، وفق محتمل أدبي . وبالتالي فاستحضار أبي حيان الآن ، تم بشكل مدبر من خلال الاهتمام بهذا الرجل وتشرب شخصيته واستحضارها رفقة شكري ( صحبة حياة ووجود ) ، على سبيل الإبحار بهما في طنجة من جديد ، على الرغم من التحولات التي لاتقول شيئا . فكان مصير أبي حيان هو العودة للمغارة ، بالمعنى العميق للكلمة .



 
  عبد الغني فوزي-بني ملال-المغرب (2013-04-24)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

أبو حيان في بني ملال-عبد الغني فوزي-بني ملال-المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia