في رثاء أبي-خالد بودريف
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

في رثاء أبي

وَاحَــرَّ قـَلْبَاهُ حَـرَّا قدْ جَرَى بِدَمِـي
على أبٍ صَاحبَ الأهوالَ في عِـظـَمِ
وَاحَــرَّ قَـلباهُ يا من قد طوى عِلـَلِي
وعَـلَّـلَـتْـنِي عليهِ الموتُ بالسَّقمِ
يا من ركـبْـتَ لأجـلي كل شاهـقـةٍ
واسْتَفْرَدَتْ بـِـكَ أمواجٌ على القـممِ
يا من لزمْتَ رياضي رغـمَ وَاجِـعَـةٍ
ولمْ أرَى منـكَ إلاّ العَزْمَ في النـَّسَمِ
يا جُرْحَ قلبـي وأوجـاعي على كبدي
مـنذ احْـترافي على الأيام لم تَـنَم
مِنْ باطنِ الأرضِ أظـهرْتَ الصّلابة قد
أمْعَـنْـتَ في نَصَبٍ بالصـبر كالعَلَمِ
نفْسي عليكَ أبي حَرَّى لوِ انْـكَـتَمَـتْ
أبْلَتْ بَـلاءً لتجري في دُموع دَمِـي
أولى لَـكِ اليومَ يا نفسُ اصْبري عِظمًا
فالموتُ مبـصرة في الناس بعد عَمِي
آهٍ أبي قدْ رَحـَـلْـتَ اليوم دون نوًى
والقلبُ يـَــرْنو إليكَ اليوم في نَهَمِ
مَنْ بَعْـدَكَ اليوم يَقْوَى في مُواصَلتي
أو يـَرْأبُ وصلـنا إنْ قـُدَّ بالجَـلَم
أنتَ الذي كنتَ لي بين الورى سَـندا
ثم اسْتَـبَاحَـتْـكَ أسْقامٌ على السَّقَمِ
فالفحمُ مِـنْ رِئَـتَـيْـكَ قَـدْ دَنا فإذا
سَاء الشهيق بَكى قلبي عـَلى حُلُمِي
سَبْعٌ وسِتُـونَ مِنْ عُمْرٍ مَضى سَلفـا
لي من مواسمها جــزء على الهَرَم
أنـتَ الذي لا تَحُـدُّكَ البُحورُ مَـدًى
مَهْمَا كَـتـَبْتُ مِنَ الأشْــعار بالقلم
قدْ ناولتني تَـبَاريحُ الدموع فــَـما
منْ مَدْمَعي رَجَعَ المفـقودُ في النَّسَمِ
في رحـمة الله يا أبـي ومَـرْحَـمَةٍ
ذكْـرَاكَ في كـبدي قد جَـرَتْ بدمي


خـالد بودريـف
خـالد بودريـف



  motanabbi-56@hotmail.com
  خالد بودريف (2008-01-02)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

في رثاء أبي-خالد بودريف

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia