لنستحضر روح المرحومة الفنانة المغربية الشعيبية من أجل مؤسسة فنية وطنية تحمل إسمها-د. الحبيب ناصري-خريبكة-المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
مقالات

لنستحضر روح المرحومة الفنانة المغربية الشعيبية من أجل مؤسسة فنية وطنية تحمل إسمها

  لوحة للشعيبية    

     كلما  حل شهر أبريل، كلما استحضرنا رحيل الفنانة التشكيلية، المغربية الشعيبية. من منا من لا يتذكر هذه الفنانة التشكيلية المغربية الأصيلة؟. فنانة مارست دبلوماسية ثقافية فنية تشكيلية مفيدة لقضايانا المغربية. استحضرها وهي ترسم لوحاتها الفطرية العفوية الممتعة، العميقة الضاربة في عمق حضارتنا المغربية الشفهية. هي المرأة المغربية الدكالية البدوية التي استطاعت أن  تحفر اسمها بالاعتماد على موهبة فردية شعبية عريقة، استمدتها من ثقافتها الشعبية البدوية العريقة. الشعيبية اليوم هي في دار البقاء، وسبق لها وهي في قيد الحياة، أن قدمت العديدة من العروض في معظم أنحاء العالم، وهي محملة برسوماتها الجميلة التي بهرت بها كل العالم. من منا لا يستحضرها اليوم، وهي ترتدي ألبستها المغربية التقليدية الجميلة ذات البعد المغربي التقليدي، ومن خلالها نتذكر أمهاتنا الجميلات.
      شخصيا لن أنسى ما شاهدته في حلمي/ منامي، وأنا أزورها صحبة مجموعة من الأصدقاء، ونحن نرتدي ألبسة تقليدية، ذهبنا لزيارتها في مقبرتها، والأمطار تهطل، والفصل ربيعي جميل، ونحن في عودتنا من زيارة قبرها، قلت لأصدقائي كم هو جميل هذا الربيع، فقالوا لي، الربيع الجميل هو الذي تركناه عند الشعيبية. هكذا استحضرتها في منامي، مع العلم، أنني إلى يومنا هذا لا أعرف بالضبط قبرها رحمة الله عليها. 
      كم فرحت كثيرا، حينما قرأت  المخرج المغربي الشاب بريطل، عاكف على إعداد فيلم روائي حول هذه الفنانة التشكيلية المغربية الممتعة في أعمالها. آن الأوان أن نعيد الاعتبار لهذه الفنانة  الجميلة والمفيدة والتي دافعت عن هويتنا الحضارية المغربية العريقة، تشكيليا. لابد من أن نتمسك بهذا المطلب الثقافي الوطني، الهادف إلى خلق مؤسسة فنية تحمل اسمها، وتبقى بهذا الفعل حية بأعمالها التي يعمل ابنها الحاج حسين طلال، وبنوع من النضالية الثقافية  الجميلة من أجل استرجاع والحفاظ، على أعمالها التي هي جزء من الإرث الثقافي المغربي والإنساني ككل.
      إن استرجاع ذاكرة الشعيبية، هذه الفنانة المغربية التي هي اليوم، مكون من مكونات هويتنا المغربية والعربية والإسلامية والإنسانية ككل، لن يتم إلا من خلال مؤسسة وطنية في حجم هذه المرأة/الفنانة، المغربية العريقة. لابد مكن تنسيق الجهود بين المكونات الرسمية المدبرة لقطاع الفن التشكيلي، وبقية مكونات المجتمع المدني المهتم بالقطاع وبقية المكونات الأخرى كالجامعة المغربية وكل الإعلاميين والمثقفين من داخل وخارج المغرب.
       الشعيبية اليوم هي في دار البقاء، لكنها لازالت شامخة بلوحاتها وببصماتها الفنية الكبيرة، وبما جادت بها ريشتها الحالمة والعاشقة لتربتها من طنجة إلى لكويرة، كانت كريمة في حياتها، استطاعت أن تساهم في صناعة أسماء فنية تشكيلية مغربية عديدة بفطريتها وببساطتها. بيتها كان فضاء سخيا مع جميع زوارها. لقد نجحت رحمها الله في الدفاع عن هويتنا المغربية، فنيا، وأوصلت العديد من لوحاتها إلى فضاءات كبيرة ورسمية لدى أسماء وازنة داخل وخارج المغرب.
    أجيالنا المغربية الحالية والآتية، لابد أن تبقى على صلة بأعمال هذه الفنانة التشكيلية المغربية، إذ من الممكن تعميق وإحضار اسمها من خلال إطلاقه على بعض الشوارع والأزقة والمؤسسات التعليمية، في مدننا المغربية، دون نسيان طبيعة المؤسسة التي اقترحناها سابقا.
   الشعيبية، كانت رائعة وممتعة ومفيدة في مجتمعها المغربي، فماذا اعددنا لتكريمها وهي في دار البقاء؟.



 
  د. الحبيب ناصري-خريبكة-المغرب (2014-03-29)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

لنستحضر روح المرحومة  الفنانة المغربية الشعيبية من أجل مؤسسة فنية وطنية تحمل إسمها-د. الحبيب ناصري-خريبكة-المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia