شكرا سيدي-مليكة المكاوي-الرباط-المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

شكرا سيدي

غَمَرْتَني فتدفقت كبرياء وحماسا
سَحَقتني فأدمعتُ ينبوعا غسل مُخيّلتي
أتطلّع إلى أفق وأتصفّح ذكرياتِِ
حجبتْها السنين وتآكلت خطوطها
لتُبرز غموضا يشعّ من بعيد
                   لكماتك قوّت ساعدي لأدنو من جديد
            وأشهق قسما أنني صامدةٌُ في كل الحدود
        نزواتك إشراقة تنوّر مصيري الوعيد
     فأحذو رويدا لكن بثبات وصمود
شكرا سيدي

نزواتُك بركان فجّر أغوار عاشقةِِ
تذكرتْ نسماتِك عبر السنين
أيقنت بعدها أنها أحلام نَظمْتُها شعرا
غمرتها قوافيه وبحورُه عشقا
فانسابت مفرداته لتُضمِّدُ جراحا
رسمتها ريشة ذكراك أخدودا
على جدران فؤاد ملكْته، فمزّقْتَ أوصاله
شكرا سيدي

مسحتُ غرورا خلتُكَ فيه مَملكتي
تربعتَ على عرشها بافتخار وثبات
أيقنتُ بعدها أنك سرابُ أحلامي
فرفعتُ قَدَرَك إلى الواحد القهّار

نَحَرتَ همسات كُنتَ تدغدغ بها حواسي
لتغمُرَني سعادة وكبرياء
فأُشْهِِرُ شهيّتي للحب والعطاء.
أصبحتُ بعدها أيقونةََََ تَبَعثَرَتْ أوتارُها
على صفحات ذكرياتٍ طواها الزمن
لأنطلق من جديد بخطى من حديد
صامدةَََ أواجه عواصف نزواتك التي تبخرتْ
لتنمحي بصمات عشقك من الوريد
شكراً سيدي، فقد وُلدتُ من جديد



 
  مليكة المكاوي-الرباط-المغرب (2014-05-21)
Partager

تعليقات:
صهيب كمال محمود الكمال /العراق 2014-05-28
الكلمات سلسة وشفافة وتعبر عن سلاسة اللغة الجميلة ووضوح العاطفة . فكرة القصيدة جميلة تعبر عن صمود العاشق امام العشق الذي لا ينال وهي فكرة كانت ولا زالت تصاحب الشعر الوجداني. القصيدة تحوي بعض من الوسائل الادبية كلمجاز في "سحقتني فأدمعت ينبوعا غسل مخيتلتي" كيف ان مفهوم الدمع اخذ شكل التضخيم لتعكس قوة شعور المتلكم حتى ان الدموع اصبحت "ينبوع" كذلك من السهل ان نرى اسلوب التناقض المستخدم في بعض ابيات القصيدة كما في "شكرا سيدي" وتحول "الاحلام "التي نظمت شعرا الى "سراب" بعيد عن الحقيقة .نلاحظ ايضا ان عبارة "شكرا سيدي" أخذت تفسيريين وهو شكر نابع امتننان المتكلم للمخاطب عن العمل الايجابي الذي عمله المخاطب للمتكلم وكذلك الشكر موجه للمخاطب للعمل السلبي الذي عمله للمتكلم التي تعبر عن الحزن الشديد للمتكلم اتجاه المخاطب التي يتجنب الاساءه او التذمر حتى وفي اشد حالات الحزن.
البريد الإلكتروني : sohaibalkamal@yahoo.com

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

شكرا سيدي-مليكة المكاوي-الرباط-المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia