يوميات صعلوك طنجاوي -11- ساكني النعال النتنة يتحدثون ...-عبد العالي أشرنان (المغرب)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
قصة/نصوص

يوميات صعلوك طنجاوي -11-
ساكني النعال النتنة يتحدثون ...

  عبد العالي أشرنان    

الشمس تشرق من جديد على العالم السفلي معلنة بداية يوم جديد ، قد لا يختلف عن سابقيه من الأيام بالنسبة لساكني النعال النتنة ، فقط بضع براريك متناثرة هنا وهناك تطل على وديان يحسبها الناظرون أنهارا فيما هي وديان صرف صحي تعجَُ بزائرين من نوع خاص يتعايشون مع البشر في وضع أليف وغريب ، هنا الكلَ يقتات من لاشيء والكلَ يتجاور في العفونة والنٌتانة حتى الأطفال بمجرد ما يخرجون من أقسام الدراسة الحكومية الفاقدة لأي تصنيف ينقسمون إلى فريقين متناقضين ،قد يكون بسبب طغيان مبدأ الذكورة الذي يرادف في العالم السفلي الأعمال القذرة حين يلجأ هؤلاء إلى تقليد البورجوازية في تيلفزيون الأسود والأبيض عن طريق الصيد مع أن صيد الأغنياء يكون باستعمال البندقية في الغابات والمنتزهات العامة ، وعندنا نحن يصبح الصيد مرادفا لصيد الجرذان والحشرات الضارة والشاطر هو الذي يتمكن من صيده ليستعرضه على مرأى فارسات الأحلام بنشوة وفي أقفاص للبرهنة على قوته في ترويض ومعايشة القذارة ، أما الفريق المؤنث فينتقل للقفز على الحبل قرب الأبواب الصدئة والدروب الضيقة وحين يتعلق الأمر بعملية اندماج ومساواة فتصبح اللعبة المفضلة هي لعبة أسلافنا القدامى " الغُميًضة "  أوووو أسف نقلتكم معشر الأرستقراطية المزيفة والعالم الراقي وكروش الحرام ووو....إلخ إلى عالمنا القذر ، معذرة لكني مضطر لكي أكمل .
أما النسوة ، نسوة البيت وربات البيوت فمباشرة يهرعن إلى سقاية الحي واللائي يتكدسن أمامها لزمن طويل لا يعين قيمته إما لجهلهن بقيمة الوقت أو لأنهن مجبرات على ذلك ، فيصبح المشهد أشبه بحرب أمريكية على خزان بترول خليجي مع  أن الفرق شاسع بين قطرة ماء وبرميل نفط ، يستخدمه الكثيرون لملأ خزان سيارتهم الفارهة واستعراض قوتها في دهس " المازاليط " في الشارع العام ،أما الآباء الذين تركواْ القذارة لأبنائهم فهم في عالم لا يقل عن عالم أبناءهم حيث يصبح الأب محترفا في تحويل المتلاشيات إلى تجارة ناجحة من قمامة الأغنياء وتحفا فنية تباع في أسواق اكتسبت برواجها في لاشيء سمعة طيبة في العالم السفلي ولكونها ربما أضحت رحيمة بساكني النعال النتنة ومن رحمة أصحاب " الصولد " ...



 
  عبد العالي أشرنان (المغرب) (2009-03-19)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

يوميات صعلوك طنجاوي -11-
ساكني النعال النتنة يتحدثون  ...-عبد العالي أشرنان (المغرب)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia