سرد على هامش السرير-محمد طلال-فاس-المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
قصة/نصوص

سرد على هامش السرير

  محمد طلال    

ـ النفساني : قُبح مضاعف ورغبة جائعة. تردد إحباطات وهلوسات الحرمان. يتردد صداها في إيماءاتها... وفي نظراتها...
تسر إخفاقا وعطشا وعشقا جنسيا، تضمر الخوف والتردد ممزوجا بالحيرة... تسترق النظر خفية إلى أماكن محددة وزوايا محددة تقارن وتقيس... رهاب الألوان، ألوان حب وحياة. تتصنع بهجة الإشباع ولذته التليدة، لكنها سرعان ما تنقلب داكنة غامقة، نائمة كسماء حزينة مثقلة بالغيوم. فصام الموت والحياة. أنت محاكاة رديئة، تتنكرين إشباعا لم يحصل. كان انتظارك هوسا...  وهو سبب هذر تناسلك.
ـ خرجت مسرعة قاصدة عيادة طبيب النساء غير عابئة بما قاله النفساني. اقتحمت غرفة الطبيب وداهمته كعاصفة هائجة. تفطن لحالها وفسح لها المجال، ألقت بجسدها العليل على مضجع المرضى .أنزلت تنورتها الطويلة. فتحت فخذيها البرونزيتين، وأغلقت بيديها على شيئها الهالك. بدأ الطبيب يتحسس بطنها...
ـ قررت الرجوع إلى النفساني من أجل جلسة إكلينيكية. 
ـ كم بلغت مدة الفراق؟
ـ أردفت بسرعة ثلاث أشهر.
ـ هل تتذكرين آخر علاقة حميمية...؟
ـ صمتت...
ـ هل تمارسين العادة السرية في غيابه ؟
ـ صمتت...
ـ هل تفصحين له في الهاتف عن رغبتك ؟
ـ صمتت...
ـ هل تستهيمين عشقا ماضيا أو لحظة سالفة ؟
ـ صمتت...
ـ هل تتلهفين شخصا محددا أو تتخيلينه تارة خلال غياب زوجك ؟
ـ ردت: أجل. لكنه مرواغ ! ويتساءل كثيرا!
يترنح بين الخبث والحكمة، بين الخير والشر، من الأمام إلى الخلف ! أنا لا أثق به. لكنه يفهم، أعشق فهمه. أتزين له. أتخيله...
ـ تساءلتُ وكان السؤال حرقة... كان جمرة فؤادي، جنوني وعبثي... كنت ذئبا بل فخا.      أنا الصحراء وأكثر من الصحراء، أمارس لذتي الشاذة في ذرع المسافات حتى الخطوة الأخيرة فلا أبرح مكاني البتة. أنتظر ! اللمسة الأخيرة لم تكن حرفتي. الحب عندي سؤال. والجنس كذلك عندي سؤال. الحب عطش العين والحزن والأمل والخوف والنكوص، واللهفة والتردد في خليط واحد. كلانا يمارس اللعبة ذاتها !
ـ أنا الغارق في ذرع المسافات عدا الخطوة الأخيرة، ولو كانت لماما أو لسعة قبلة حارة صادقة. ألفيتك قلبي صحراء قاحلة قاتلة... العطش يكسوني وأنا بلا ثياب.
ـ أنت. لماذا أغفلت طفلك ! وعدت تتلكئين في مكائدي وفخاخي...
ـ لقد نكأت جرحا قديما...
ـ لم أكن أشتهي طبقات القبح التي تغلف جسدك المتهرئ الذي يذكرني بظمأ الصحراء وجوعها الروحي والحسي. كنت أشتهي عطشك وبريق الشهوة يشع في عينيك ويرتج في شفتيك. كنت انتصابا !
ـ أدانت المريضة طبيب النساء. بينما النفساني أدان المريضة، وحملها مسؤولية ما جرى.



 
  محمد طلال-فاس-المغرب (2014-10-31)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

سرد على هامش السرير-محمد طلال-فاس-المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia