المرحوم السي ابراهيم أيت حو:القلق الوجودي ورفض الإبتذال-أحمد سيجلماسي-فاس-المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
متابعات

المرحوم السي ابراهيم أيت حو:القلق الوجودي ورفض الإبتذال

  ابراهيم أيت حو    

حظي الناقد السينمائي الراحل إبراهيم أيت حو (1962 – 2013) بتكريمين لروحه الطاهرة خلال شهر نونبر 2014 :  الأول في حفل افتتاح الدورة 11 لمهرجان سينما الشعوب بإيموزار كندر ، والثاني في حفل اختتام الدورة السادسة للمهرجان الوطني للفيلم الأمازيغي بورززات .
فيما يلي شهادة الناقد السينمائي حميد اتباتو في حق هذا الناقد الذي فقدناه وهو في عز عطائه : 
             
ها نحن اليوم في لقاء نستحضرك فيه السي ابراهيم أيت حو لنحكي من خلالك عنا ، ومن خلالنا عنك . إن لقاءاتنا في ورزازات أو مكونة أو الدار البيضاء أو مراكش أو المناطق التي اجتمعنا فيها كانت على هذه الصيغة  ، ندمج بين الخاص والعام لصياغة بوح حزين وحديث مر عن واقع الكتابة والسينما والنشر والتهافت والهامش وكل ما تبقى .  أستحضر كل ما قلناه وضحكنا منه ساخرين ، وأستحضر انسحابنا المشترك إلى الهوامش بحثا عن هواء ما ونقاء ما ، واختلاف ما ، وبحثا أيضا عن ملجإ أخير للنفاذ بما تبقى منا حتى لا نتفسخ أمام قهر المسخ وفيضان ما هو قبيح .
أستحضرك السي ابراهيم بكل قلقك بسبب استغلال البسطاء في ورزازات بصيغة عبيد السينما الجدد ، وبسبب طغيان السوقية على الإبداع في سينمانا ، وبسبب عدم انشغال السينما المغربية بما هو عميق خاصة المكون الأمازيغي والقضايا الحقيقية للناس .
كثيرا ما أعدنا الحديث عن إصدار مشترك حول المجال الفني ، ولأنني تراخيت باغتتني بكتابك الجميل عن " الأغنية " ، وأجلنا ذلك إلى مستقبل عجل برحيلك دون أن يعجل بخروج فكرتنا المشتركة . اختلفنا في المنهجية ونوعية المقاربة التي تحتاج إليها سينمانا ، إلا أن ذلك كان عربونا آخر للصدق والمحبة وليس للقطيعة والتباعد .
حكايتنا المتجددة عن الجنوب وأهله وثقافته وعن عوالم قلعة مكونة يتردد في أعماقي كأنك معي دوما بل لأنك في أعماقي دوما كما كل أحاديثنا الأخرى ، ولا أقول هذا تصنعا في لحظة تكريم بل لأني قدرت فيك دوما ما أعشقه لنفسي وهو عشق الهامش والإعتزاز بالإنتساب إليه ، وبعض الإنعزال والكثير من البوهيمية والإنصات لجلال البسطاء وغير المدعين في المجتمع والثقافة .
أذاقك الإنتساب السياسي الكثير من المرارة خاصة جحود أهل الدار ، لكن الأهم أنك كنت تمتلك ما يسعفك في الإغتسال من أوهام المجال لتمضي إلى انشغالاتك الثقافية منها والمهنية ، وحين أيقنت أن البؤس يتعمم في كل وجودنا ليقفل الينابيع الصافية المنعشة لاستمرارنا فضلت الإنسحاب إلى الصمت وإلى جوار الله حيث الأمل في رحمته بلا حدود .
فعليك رحمة الله السي ابراهيم ، وأبدا أنت بيننا ،ولنا كل العزاء في كتاباتك التي نشرت والتي لم تنشر ، وسنعمل مع أبنائك على إخراجها ، وكل العزاء في أبنائك وفي صفاء ذكراك وقيمتها في أعماقنا .



 
  أحمد سيجلماسي-فاس-المغرب (2014-12-02)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

المرحوم السي ابراهيم أيت حو:القلق الوجودي  ورفض الإبتذال-أحمد سيجلماسي-فاس-المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia