عندَكِ طفولتي-
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

عندَكِ طفولتي

حينما أرنو اِليكِ 
  يستفيقُ الطفلُ في روحيَ مِنْ رَقدتهِ 
  وهوَ يَحْبو نحوَ نهْديكِ
  وجوعٌ يُسْقِط ُ الدمعَ على رَغبتهِ 
  ليسَ يبْغي غيْرَ حضْن ٍ دافئٍ 
  ويَدٍ ناعمةٍ  تستنطقُ الهَمَّ على جَبهتهِ

                               *

  أنا طفلٌ أعشقُ الحلوى
  فهيّا  أطعميني الشفتين ِ
  فهما قطعة ُسُكـَّرْ
  أشْبعيني
  لستُ بالقـُبلةِ أرضى
  لا
  ولا بالقبلتين ِ
  انا جوعانُ
  ولا يُشبعُني غيرُ أنْ ألتهمَ الثغرَ المُعطـَّرْ

                              *

  اِنَّ في حضنكِ مَهدي ،  دَفـِّئيهِ  
  وانثري شَعرَكِ فوقي ، خبِّئي خوفيَ فيهِ
  أسْمعيني صوتَ اُمّي ،
  رَتـِّلي الأحلامَ فيهِ
  رَتـّليهِ
  اِنـّني مُلتجئ ٌ مِنْ زمن الحربِ  لأنـّي أزدريهِ     
  فامْنحي حقَّ لجوءٍ لنعاس ٍ عندَ حضْن ٍ أشتهيهِ

                             *

  اِنْ أكُنْ  داعبْتُ  نهديكِ فإنـّي لمْ أزلْ طفلا ً
  وضاعَتْ فرصتي
  إنـّني أبحثُ في نهديكِ عن لعبتيَ الاولى
  وعنْ اُرجوحتي
  فيهما أهرَبُ عن عصر حروبٍ
  فيهما ابحثُ عن حُريّتي
  فيهما أقتلُ جوعي وارتجافي مِنْ صقيع ٍ
  فيهما مِدفأتي

                             *

  ألـْبسيني العُرْيَ ثوبا ًناعما ًمثلَ الحنانْ 
  جرّحتـْني بدلة ُالحربِ التي ألبسُها مُنذُ زمانْ
  واشتري طيّارة ًمِنْ وَرَق ٍ 
  وامْنَحيني  خيطـَها اُطلقــُها نحْوَ العَنانْ
  ناوليني كرَةً تقذفــُها كفــّي عليكِ 
  فأنا مُلتجىءٌ مِنْ زمن الرُعْبِ اِليكِ 
  لمْ يعُدْ لي أيُّ مأوًى آمِن      
  اِنَّ في حضنكِ مأوًى  للأمانْ



 
  (2014-12-11)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

عندَكِ طفولتي-

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia