في حديثٍ له مع راديو مونت كارلو ناجي نعمان: "لا سلام من دون ثقافة، ولا ثقافة من دون حرية"-طنجة الأدبية
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
متابعات

في حديثٍ له مع راديو مونت كارلو ناجي نعمان: "لا سلام من دون ثقافة، ولا ثقافة من دون حرية"

إستضافت الإعلامية كابي لطيف الأديب والناشر ناجي نعمان، صاحب دار نعمان للثقافة، ورئيس مؤسسة ناجي نعمان للثقافة بالمجان، ومُطلِق شعار "الثقافة الحرة والمنفتحة تصنع السلام"، في برنامج "بدون قناع" عبر أثير راديو مونت كارلو بباريس.
 
قال نعمان حول ضرورة تثبيت فكرة الثقافة بالمجان:
"حلمت منذ طفولتي أن أؤلف كتابًا وأوزعه بالمجان، وما قيام مؤسسة الثقافة بالمجان إلا محاولة مني لأن أضيء شعلة أمل لمَن سيُكمل الطريق من بعدي. كل الأنشطة التي أقوم بها تهدف إلى تثبيت فكرة الثقافة بالمجان وإلى نشرها على أوسع إطار ممكن، وذلك من طريق الجوائز الأدبية، ونشر الكتب المجانية، والصالونات الأدبية، ومكتبة المجموعات والأعمال الكاملة، ومُتحف الأدباء (بصمات)، واليوم العالمي للثقافة بالمجان، وبرنامج السياحة الثقافية، وسواها من الأنشطة. وأنا أسعى لأن يتقبَّل الناس فكرة المجانية في الثقافة، لأني مؤمن بأن "الثقافة لا تُشرى ولا تُباع"، فمهما بلغت ثرواتنا، إن لم نقرأ ونطلِّع ونتحاور مع الآخر، لن تكون لدينا ثقافة حقيقية؛ ومتى كانت لدينا ثقافة، يجب ألاَّ نبخل بها على الآخرين. مع ذلك، أنا لا ألزم أحدًا بالمجانية، وأنا مدرك تمامًا بأن هذا المشروع جنوني بالمطلق، ولكني سعيد بأن يكون جنوني موجَّهًا ومُنصَبًّا على الثقافة والكتاب".
 
وحول صعوبات العمل وظروف وزارة الثقافة في لبنان، أجاب:
"الصعوبات الأساسية التي أواجهها مادية، ولكني أتابع العمل ضمن الإمكانات المُتاحة لدي. استمرار أنشطتنا يقوم على الجهود الفردية، وعلى إيماني وإيمان مَن حولي بضرورة نشر الثقافة بالمجان. يُشبِّه البعض ما أقوم به بمهام وزارة الثقافة؛ وإن كنت أفخر بهذا التشبيه، إلاَّ أني أعرف أن أوضاع وزاراتنا في لبنان، وعلى نحوٍ خاص وزارة الثقافة، لا تُحسَد عليها على الإطلاق. الحقيقة أن وزير الثقافة في لبنان يبقى مُكبَّلاً بسبب تواضع الإمكانات المتوفرة لديه، ووزارة الثقافة لدينا هي فعلاً وزارة مظلومة. وهذه المعطيات، طالما هي مستمرَّة، تجعل العمل الفردي يبدو أكثر سهولة من العمل في كنف الوزارة؛ ونصيحتي إلى كل وزير ثقافةٍ أن يضعَ استقالتَه على طاولة مجلس الوزراء إلَّم تُضاعَف موازنة وزارته عشرات المرات".
 
وشرحَ نعمان مقولته "الثقافة الحرة والمنفتحة تصنع السلام" كالآتي:
"لدي اعتقاد راسخ بأن لا سلام من دون ثقافة حرة ومنفتحة نستطيع أن نتحاور من خلالها مع الآخر، ونصل معه إلى كل أنواع السلام، فطالما سلاحنا هو السيف ونحن عاجزون عن قبول الآخر، لن نصل إلى شيء. كما لا توجد ثقافة من دون حرية، وكل مَن يُمسك قلمًا بيده الآن، ولكنه لا يستطيع أو يريد أن يكتب بحرية، فليكسر قلمَه وليبحث لنفسه عن شيء آخرَ يعملُه في الحياة. قد يكون المرء تحت نظام ديكتاتوري، ولكنه يكتب بحرية، كما البطل، وقد يكون في نظام حر، لكنه يبيع قلمَه لمَن يدفع أكثر، كما العبد؛ ولهذا الأخير نصيحة: لا تقتربْ من الكتابة؛ بل أكثر: الأفضَل لك أن تنتحر!".
 
وفي موضوع إيقاف العمل بالثقافة بسبب الأوضاع التي تتعرَّض لها المنطقة، يُجيب:
"علينا أن نتابع العمل بالثقافة لكي يظهر وجه لبنان ووجه العالم العربي الحقيقي. نحن، لسوء الحظ، نُقَدَّم إلى العالم عبر نشرات الأخبار كمنطقة أزمات وحروب فقط لا غير، والثقافة، وحدَها، هي التي من الممكن أن تعطي صورة مختلفة عن عالمنا العربي، وأن تُشعل لدينا بصيص الأمل. لا يمكننا أن نتوقَّف عن العمل في الثقافة لأن الوضع سيِّئ؛ على العكس تمامًا، علينا أن نُبقي على فتيل شمعةٍ ما قد يُشعلُه جيلٌ قادمٌ لإنارة الطريق نحو مستقبل مُشِعّ".



 
  طنجة الأدبية (2014-12-15)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

في حديثٍ له مع راديو مونت كارلو ناجي نعمان:

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia