علوم اللسان العربي عند عبد الرحمان بن خلدون-مليكة المكاوي -المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
مقالات

علوم اللسان العربي
عند عبد الرحمان بن خلدون

  نصب ابن خلدون (عبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي) في حدیقة مكتبة اللغات الاجنبیة بموسكو    

عرفت علوم اللسان العربي عدة دراسات واهتمامات منذ العصور القديمة، بدء من الجرجاني – ت 816 ه والذي حددها في اثني عشرة علما: جعل منها أصولا وفروعا، منها ما يختص بالمفردات كعلم اللغة والصرف والاشتقاق. ومنها ما يختص بالمركبات كعلم النحو والفروع – العلوم الفرعية - كالخط وقرض الشعر. وانتهاء  بالقلقشندي – ت 812 ه الذي يحددها في عشرة علوم منها علم اللغة ، علم الصرف ، علم البديع ، علم العروض، علم القوافي، علم الخط، وعلم البيان.


كما اهتم بها المعاصرون من أمثال عبد الحميد يونس الذي أعطى الريادة لابن خلدون من حيث الدراسة والبحث، يقول: "لقد كان ابن خلدون منذ قرون،أدق منا في استعمال اللسان للدلالة على الحصيلة اللغوية بالمفهوم الخاص لأمة من الأمم. لأن الأصل في اللغة بهذا المفهوم الخاص، هو المخارج المركبة، التي يقوم اللسان بأعظم جهد في إصدارها... وهذه المخارج المركبة لا تقوم بذاتها، ولا بمجرد تأليفها ولا بإصدارها، وإنما تقوم أيضا بطبيعة الصوت ومقداره وحالة تتابعه."


يعتبر عبد الرحمان بن خلدون من أهم الدارسين استيعابا ودراسة لهذه العلوم، 


إذ لخصها في أربعة فروع وهي: علم اللغة، علم النحو، علم البيان وعلم الأدب، كما حدد لكل علم تعريفا علميا مفصلا يبرز أهميته العلمية والمعرفية والأدبية . كما أكد على خصوصية كل علم على حدة بحسب أهمية مقصود الكلام.


 


إن الدارس لمقدمة ابن خلدون يلاحظ  أن الكاتب يتتبع خطوات متدرجة ومتلاحمة لبناء نظرية شعرية على الأديب استيعابها وتذوقها. إذا كان الشعر صناعة وأن هذه الصناعة تكتسب بالمثاقفة والمدارسة، فإن علوم اللسان العربي تعد من العلوم الأولية التي على متمرسي علم الأدب معرفتها والعلم بها، وبالتالي فهي التي ستؤهله لاكتساب الذوق الأدبي الصحيح، كما تمكنه من القدرة على التمييز بين أسلوب الشعر وأسلوب النثر. إذن ما هي حدود تعريف ابن خلدون لهذه العلوم؟


1-علم النحو


من المؤكد أن لكل أمة من الأمم مصطلحات لغوية خاصة بها، وابن خلدون يعتبر ملكة اللسان العربي من أهم الملكات وأغناها، لأن لها دلالات مختصة بها لا تشترك فيها مع لغات أخرى، لذا نجده يقدم علم ا لنحو على علم اللغة لأهميته القصوى في فهم مقصد الكلام وبيانه ، بذلك يكون قد خالف سابقيه ومعاصريه في التعريف بهذا العلم، يقول: "والذي يتحصل أن الأهم المقدم منها هو النحو، إذ به تتبين أصول المقاصد بالدلالة،  فيعرف الفاعل من المفعول والمبتدأ من الخبر، ولولاه لجهل أصل الإفادة، وكان من حق علم اللغة التقدم، لولا أن كثرة الأوضاع باقية في موضوعاتها لم تتغير بخلاف الإعراب الدال على الإسناد والمسند إليه... فلذلك كان علم النحو أهم من اللغة، إذ في جهله الإخلال بالتفاهم جملة وليست كذلك اللغة ."


هكذا يحدد ابن خلدون أهمية دراسة علم النحو قبل علم اللغة ، لأنه العلم الذي يساعدنا على التفاهم والتواصل وبناء دلالات لانسجام الكلام وقبوله باعتباره المقياس الأساسي الذي يفرق بين المعاني المختلفة كما يحدد العلاقة بين الكلمات من أجل الانسجام التركيبي والدلالي. 


من خلال هذا التحليل الوظيفي لعلم النحو، يلاحظ جليا تأثر ابن خلدون ببنية المجتمع المغاربي الذي تسوده عدة لهجات، ولكل لهجة خصائصها ومميزاتها المخالفة للغة العربية، هذه الاختلافات تؤدي إلى اللحن، وبالتالي إلى تفاوت الدلالات للفظ الواحد. من هنا تمكن أهمية دراسة علم النحو لفهم هذه الاختلافات اللغوية وبيان دلالاتها المتباينة.


2- علم اللغة


  يقول ابن خلدون في شأن هذا العلم : "هذا العلم هو بيان الموضوعات اللغوية، وذلك أنه لما فسدت ملكة اللسان العربي في الحركات المسماة عند أهل النحو بالإعراب، واستنبطت القوانين لحفظها... فاستعين كثير من كلام العرب في غير موضوعه عندهم ميلا مع هجنة المستعربين في اصطلاحاتهم المخالفة لصريح العربية، فاحتيج إلى حفظ الموضوعات اللغوية بالكتابة والتدوين ." 


بدخول العجم إلى البلاد العربية، بدأت اللغة الأصلية تعرف فسادا وتهجينا تسرب إلى بعض مفرداتها وتحريفا لمعانيها.  وبالرغم من الدور الذي قام به علم النحو من تصحيح اللغة العربية، فقد بدأت تعرف من جديد زحفا من العبارات الفاسدة التركيب والمختلفة الترقيم والذي حرف بعض معانيها .


أمام هذا الوضع الجديد، كان لزما على اللغويين خاصة،  البحث عن علم يهتم بتصحيح اللغة،  وبيان الأصيل من الدخيل . من أجل ذلك وضعت عدة مؤلفات كان لها الفضل في حفظ اللغة من الضياع والتهجين بتفسير ما خفي منها وما بطن، وعلى رأس هذه المؤلفات  أورد ابن خلدون كتاب " العين" للخليل بن أحمد


الفراهيدي وهو "غاية ما ينتهي إليه التركيب في اللسان العربي" وقد رتب أبوابه على حروف المعجم، كما ألف المشارقة  مؤلف " الصحاح " للجوهري مرتبا على الحروف الهجائية العربية، وبرز عند الأندلسيين مؤلف "المحكم" 1 وهو مرتب على نحو ترتيب كتاب العين.


وهذه المؤلفات جاءت عبارة عن دواوين وهي ما يعرف في العصر الحديث بالمعاجم، ويعد مؤلف الزمخشري " المجاز" من أهم المؤلفات المصنعة في هذا العلم، لكونه درس اللغة لفظا ومعنى كما جمع مع ما جاز من الألفاظ والمدلولات في اللغة العربية، وقد اقتفى أثره الثعالبي في " فقه اللغة" وهو أعز ما يطلب للأديب في فني النظم والنثر. ويبقى مؤلف ابن السكيت " الألفاظ " من أكثر المؤلفات استعمالا حتى عصر ابن خلدون2 .


من خلال هذا التأريخ الموجز الذي أورده عبد الرحمان بن خلدون لعلم اللغة ولأهم مصادره ومراجعه، يلاحظا جليا أنه كان متألقا في استكشاف حقائق اللغة وأهميتها المعرفية  لثقاقة الشاعر وصقل موهبته الفنية في قرض الشعر. فاللغة – حسب رأي ابن خلدون- لها وظيفة إبلاغية أو إخبارية، يتم بواسطتها إخبار السامع أو المتلقي بمضمون الرسالة وبالتالي فهي تقوى بقوة أهلها وقوة إشعاعها تعبر عن قوة إشعار الأمة التي تتداولها إذ اللغة إجمالا وتفصيلا هي مرآة حضارات الأمم.


من هنا تكمن أهمية علم اللغة في فكر ابن خلدون، لأنه العلم الذي سيعمل على حفظ اللغة من الفساد والتهجين، لذا من الواجب وضع دواوين أو معاجم لحصر مفرداتها ودلالاتها، مع إنشاء كتب موضوعة متخصصة وإصدار مؤلفات مختصرة لتسهيل الحفظ على الطالب للمتمرس للأدب وخاصة منه الشاعر المتمرس للشعر. 


3- علم البيان


 علم البيان علم مرتبط بالألفاظ وما يقصد به للدلالة على الهيآت والأحوال والمقامات، قسمه ابن خلدون إلى ثلاثة علوم: 


-علم البلاغة : ويبحث فيه عن بيان الدلالة في الهيآت والأحوال.


-علم البديع : ويستعمل للدلالة من خلال سجع أو تجنيس أو تصريع أو تورية. 


-علم البيان : ويبحث فيه للدلالة من خلال الاستعارة .


يلاحظ من خلال هذا التعريف البسيط الذي قدمه ابن خلدون لعلم البيان ، أن البيان في النظرية 


الشعرية الخلدونية لم يرق إلى مستوى البيان الشعري كما تغنى به القدماء وأرسوا قواعده كجعفر بن يحيى والجاحظ وقدامة بن جعفر و ابن المعتز وابن رشيق القيرواني، وقد اعترف ابن خلدون نفسه بالريادة لهؤلاء إذ يقول: " ... المشارقة على هذا الفن أقوم من المغاربة، وسببه والله أعلم أنه كمالي في العلوم اللسانية، 


والصنائع الكمالية توجد في العمران، والمشرق أوفر عمرانا من المغرب " .


كان لهذا الحكم الذي أطلقه ابن خلدون  على علم البيان عند المغاربة، أثره القوي على الباحثين المغاربة على وجه الخصوص، فإذا كانت لإبن خلدون مبرراته المعرفية للحكم بحق الريادة في هذا العلم لأهل  المشرق قبل أهل المغرب، فمن البديهي أن أصل البيان ومنبعه اكتسب من الإعجاز القرآني، والمشرق كان أول من اتصل واستبشر بالديانة السماوية والمعجزة القرآنية ، كما كان ملتقى الحضارات المختلفة والثقافات  المتنوعة ، والتي كان  لها الأثر القوي على صقل موهبتهم  البيانية فكانو أول من فطنوا إلى هذا العلم فأبدعوا فيه، في حين لم يحظ االمفكرون المغاربة بهذه البشارة إلا بعد الفتوحات الإسلامية التي كان لها الفضل  في استقراء القرآن الكريم منبع المعجزات اللغوية والبيانية. وبالتالي فمن المنطقي أن يتأخر المغاربة عن المشارقة في تحصيل ودراسة هذا العلم وخير دليل على ذلك الشعر الأندلسي بمميزاته الإبداعية والبيانية التي ذاع صيتها بين المشارقة والمغاربة على السواء.  


         4- علم الأدب


عرف مصطلح أدب عدة معاني باختلاف العصور والأجناس ، فقد استعمل في العصر الجاهلي بمعنى أخلاقي هدفه تهذيب  الخلق وتقويم الطبع، وعرف في الإسلام بالتعليم والتثقيف قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " أدبني ربي وأحسن تأديبي" وظل هذا التعريف سائدا حتى العصر الأموي، حيث أطلق مصطلح أدب على طائفة المتعلمين والمتأدبين. وقد أخذ هذا المعنى يتطور ويتسع حتى شمل كل ما يتصل بالشعر والنثر من تفسير وشرح ودراسة.


لا نريد أن نطيل في هذا التعريف التأريخي لعلم الأدب أكثر، إذ لا يخلو مؤلف من المؤلفات القديمة والحديثة من التعريف به ، فقد ظل الشغل الشاغل للباحثين والدارسين الذين اختلفوا في تحديده وتعريفه كل حسب تصوره ودرجة نضجه الثقافي والمعرفي.يقول ابن خلدون:" هذا العلم لا موضوع له ، ينظر في إثبات عوارضه أو نفيها، وإنما المقصود منه عند أهل اللسان ثمرته، وهي الإجادة في فني المنظوم والمنثور على أساليب العرب ومناحيهم، فيجمعون لذلك من كلام العرب ما عساه تحصل به الملكة من شعر عالي الطبقة، وسجع متساو في الإجادة، ومسائل من اللغة والنحو مبثوثة أثناء ذلك متفرقة يستقري منها الناظر في الغالب معظم قوانين العربية مع ذكر بعض من أيام العرب، يفهم به ما يقع في أشعارهم منها، وكذلك ذكر المهم من الأنساب الشهيرة والأخبار العامة، والمقصود بذلك كله، أن لا يخفى على الناظر فيه، شيء من كلام العرب وأساليبهم ومناحي بلاغتهم إذا تصفحته، لأنه لا تحصل الملكة من حفظه إلا بعد فهمه، فيحتاج إلى تقديم جميع ما يتوقع عليه فهمه"


لقد أعطى ابن خلدون معنى إجماليا لعلم الأدب، وهو معنى تثقيفي أكثر منه ثقافي، وابن خلدون يعرف الأدب بأنه الإجادة في فني المنظوم والمنثور، وحفظ أشعار العرب وأخبارهم، والأخذ من كل العلوم المتوارثة. لذا نجده يحث المتأدب على أن يكون حافظا لتراثه المتمثل في الأشعار العربية العالية الطبقة، عالما بالأخبار والعلوم الشرعية. كما أكد ابن خلدون أن أصول هذا العلم تكتسب من أربع مؤلفات هي: "أدب الكاتب " لإبن  قتيبة و" الكامل في اللغة والآداب" للمبرد   و" البيان والتبيين" لجاحظ ،  والتي يعتبرها من أهم ما ألف في شأن هذا العلم. 


بذلك قدم ابن خلدون تعريفا واسعا لعلوم السان العربي وأوضح أهميتها المعرفية والثقافية  في تحصيل الملكة اللسانية  وبالتالي  تحصيل الملكة الابداعية في قرض الشعر، ولن يتأتى ذلك – حسب رأي ابن خلدون -  إلا  بدراسة فن الغناء.


 قام  بدراسة  فن الغناء ليعتبره فنا تابعا للشعر ويساعد على تحصيل أساليبه  كما يعتبر مؤلف القاضي أبي الفرج الأصبهاني " الأغاني " ديوان العرب في هذا افن يقول: " كان الغناء في الصدر الأول من أجزاء هذا الفن لما هو تابع للشعر، إذ الغناء هو تلحينه، وكان الكتاب والفضلاء من الخواص في الدولة العباسية يأخذون أنفسهم به حرصا على تحصيل أساليب الشعر وفنونه".


كيف ربط ابن خلدون فن الغناء بتحصيل أساليب الشعر؟ يقول أحمد بدوي :"لا ينبغي أن يفوتنا أ ن إشارة ابن خلدون إلى الأدب بأنه علم حينا وفن حينا آخر،  تدل على أن التفرقة بين العلم والفن لم تتضح في الأذهان، إلى أن كتب ابن خلدون كتابه، بل كان يراد منهما معا المعرفة الإنسانية


استنادا لما أشرنا إليه سابقا،  يشمل علم الأدب عند ابن  خلدون علوم العربية كلها، والفن ضرب من المعرفة والأدب في حقيقته فن وفي ممارسته علم،  كما أنه ليس كل فنان بالضرورة عالما وليس كل عالم  بالضرورة فنانا،  فالعلم حقيقة مكتسبة والفن  ذوق فطري ، وابن خلدون قدم فهم الأدب بمعناه العام، فحدد أدوات  تكتسب بالممارسة لمن أراد أن ينتج أدبا،  لذا نجده يعتبر الأدب هو حفظ أشعار العرب العالي الطبقة  وحفظ أخبارهم وتراثهم القديم.


 بهذا التعريف يعود ابن خلدون  بعلم الأدب إلى عهده العباسي حيث كان يطلق على المأثور من النثر والنظم واللغة والتاريخ ، وابن خلدون يعتبر الأدب علما والعلم يكتسب ويضبط بقواعد محددة ومدروسة، والأديب كالعالم عليه أن يكون مستوعبا وحاذقا في اختيار قواعده، دارسا تراثه الثقافي والفكري قديمه وحديثه ، ومتمرسا في توظيفه بشكل مميز يستطيع بموجبه التمييز بين الشعر والنثر. فهل  استطاع ابن خلدون توظيف هذا التمييز بين الشعر والنثر ؟ 





  الهوامش:

– " المحكم والمحيط الأعظم " لابن سيدة، المعروف بابن سيدة المرسي الأندلسي ( و 379 ه، ت 485 ه )
- " المقدمة" ابن خلدون .ط11/1992م. دار القلم. بيروت؛
-"التعريف بابن خلدون ورحلته غربا وشرقا"ابن خلدون ، تحقيق محمد بن تاويت الطنجي. ط 1951 ، مطبعة لجنة التأليف والنشر، القاهرة. مصر؛
- " دلائل الإعجاز " عبد القاهر الجرجاني شرح وتعليق عبد المنعم خفاجي ، ط1 سنة 1969. مطبعة القاهرة مص؛
- " صبح الأعشى في صناعة الإنشا" تحقيق محمد حسين شمس الدين، نشر دار الكتب العلمية – بيروت 1409 ؛
- " الأسس الفنية للنقد الأدبي " عبد الحميد يونس ، ط2 1966 دار المعرفة القاهرة؛
- " مناهج النقد الأدبي بالمغرب بالمغرب خلال القرن 8 ه" علال الغازي ، أطروحة جامعية ، 1985-1986
- " أسس النقد الأدبي عند العرب" أحمد أحمد بدوي ، ط2 1960، مكتبة نهضة مصر. الفجالة.
  مليكة المكاوي -المغرب (2014-12-25)
Partager

تعليقات:
Basim /london 2015-02-17
للاسف نصب ابن خلدون في مدارس اجنبية وفي البلدان العربية يضعون تماثيل لقتلة ومحتلين
البريد الإلكتروني : basimmaan@hotmail.co.uk

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة
عبد الرحمان بن خلدون
مليكة المكاوي
علوم اللسان العربي 
عند عبد الرحمان بن خلدون-مليكة المكاوي -المغرب

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia