منارة الأدبية-طنجة الأدبية
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
إصدارات

منارة الأدبية

عاشت طنجة الأدبية خلال الشهور الأخيرة مرحلة بحث مقلق عن الانتقال إلى مرحلة التطور الأسمى، خاصة بعد أن سلم الشاعر عبد السلام بندريس مشعل الاستمرار والقيادة لفريق جديد. وكانت عملية البناء الأساس لطنجة الأدبية قد انطلقت أساسا من محاولة البحث الوجودي المتواصل عن هوايات البدايات، وتحديدا الحرص على الالتزام بخط تحريري هادف يعكس تطلعات ومرتكزات أسرة طنجة الأدبية على مستوى أوسع يشمل قراءها وكتابها ومتتبعيها، ويشرف وجه الثقافة العربية- مرورا بمحاولة الإسهام في تطوير وإخصاب حقل الإعلام الثقافي العربي، وصولا إلى درجة الرصانة المهنية في عملية الارتقاء بالحوار الثقافي العربي-العربي والعربي-العالمي. وجاء البحث عن الانتقال نحو المرحلة الأسمى، والحال هذه، مليئا بفوضى ذلك التجريب الشبيه بعاصفة عنيفة موجسة. وقد تتبع بعض الأوفياء لمنبرنا هذا البحث المضني بتوجس كبير- وهو توجس مشروع لكنه ليس قطعا بالمصيب. وكانت طنجة الأدبية، وقد اختطت لنفسها منذ البدء مسار الارتقاء، تستعد بعد نجاحها في فترة سابقة في المرور من محطة جريدة الأدب الأولى في المغرب إلى مرحلة "الجريدة الثقافية لكل العرب"، للانتقال إلى مرحلة "جريدة الثقافة العربية للعالم"، إذ ستدشن قريبا موقعين باللغتين الفرنسية والانجليزية. وأملنا الكبير أن يمثل الموقعان فضاء للقارئ- كما الكاتب- العربي والعالمي بهاتين اللغتين، لتقديم الآداب العربية- تأليفا وترجمة ونقدا، ومناسبة للمترجمين والكتاب العرب ليجدوا منبرا يفتح لهم آفاق التعبير والتواصل على مستوى كوني أوسع. بهذه المناسبة، يسر طنجة الأدبية أن تنوه بالأقلام وبجمهور القراء الذين رافقوها في مختلف مراحل بنائها المتين؛ وستعمل على استثمار هذا البناء الممتد عبر عمرها لتضيف إلى سجلها لبنة وظيفية تمكنها من أن تكون سفيرة الثقافة العربية إلى العالم، حاملة أصالة عاقلة وباحثة عن حداثة متأصلة، مبرزة خصوصية إبداعية وفكرية غير متعصبة ومبتعدة عن كل استلاب تبعي عبثي وواهم. على هذا النحو، تروم طنجة الأدبية مد جسور الحوار و الإسهام في نقل المنتج الأدبي والفكري والفني من بيته العربي إلى بيوت يسكنها قوم اجتمعوا على عشق المعرفة والأدب والفن، مهما اختلفت أجناسهم أو ألوانهم أو ألسنتهم .... هكذا، تحرص طنجة الأدبية على أن تجعل من الثقافة العربية صوتا نافذا إلى مسامع هؤلاء العاشقين- قراء وكتابا ونقادا وفنانين- وهي تعبر، في الوقت نفسه، عن ذاتها بذاتها أمام هذا العالم من غير وسيط،، تأسيسا لحوار ثقافات حقيقي بعيدا عن مسرحيات حوارات الثقافات والحضارات المزيفة التي تدعي التعدد، بينما لا تكون غالبا، وفي حقيقة الأمر، إلا مجالات تحاور فيها فكرة واحدة وجهة واحدة ذاتها من خلال وجوه متعددة الألوان. فليعلم المخلصون لمنبرنا، الذين توجسوا من مخاض الفترة الأخيرة، أننا رصدنا توجسهم وتابعناه عن بعد دون أن نحاول التدخل لتهدئته، لأننا اعتبرنا الأمر من صميم تجربة الانتقال نحو الأفضل، ولكي يشاركونا البناء الذي بحمد الله وصل إلى تجسيد اسم "طنجة"، منتهى بلاد العرب ومبتدى بلاد الغرب: الارتباط الوثيق بالثقافة العربية والنظر البعيد نحو آفاق الدنيا الممتدة. ومن خلال منبرنا، نسعى إلى إعادة تدويل اسم "طنجة" على نحو جديد يحرر المدينة من صورة ذلك التدويل الاستعماري مع بداية القرن الماضي. ونحن في طنجة الأدبية، إذ نرفض تدويلا زائفا من هذا القبيل، نسعى إلى تدويل طنجة- نقطة الفصل الجغرافي بين الشرق والغرب- على نحو مغاير يرسم ملامح وجهها الحر المشرق، ويكلل رأسها- اللافت بمنارته الومضة دون انقطاع لكل المبحرين- بتاج تزينه درر تتعدد بتعدد فروع الأدب والفن والمعرفة.



 
  طنجة الأدبية (2007-10-30)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

منارة الأدبية-طنجة الأدبية

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia