الحريرُ يدُكِ.. و الرّخامُ أيضا .
|
عبداللطيف الحسيني
|
أرجوكِ لا تضحكي أمامي بكثرة . أنا لا أُمسكُ نفسي أمامَ النساء . يرضيني ثوبٌ من السّاتان البنفسجيِّ , لأننا سنتواجه , تفصلني طاولةٌ . و ستمانعينَ بدلعٍ - أو بخفرٍ - كما عوّدتِني – و مع ذلك سأطلبُ منكِ لن تصدقيني : إذا قلتُ لكِ أنَّ الأحجارَ العابرة بي تأمّلتني , حاولتْ أنْ تحجّرني لأكونَ مثلها : أراقبُ الآتين إليكِ. أو أكونَ موضعاً للاستراحة الخفيفة . وأنَّ أكمامي متربة لأنها لامست الحيطانَ في الظلمة خشية أنْ يراني أحدُ الجيران . شعرُكِ ينعسُ فوقَ يدي كأنّهُ لمْ ينمْ طيلة شهرين , كانَ أصفرَ فتلوّنَ حينَ أخفاني , كأنه ظلُّ أشجارٍ كثيفٌ , و مع ذلك لم أبالِ به . لأني أعرفُ الأحلامَ جيّدا . سوف أقتربُ من الباب . لكنْ أحسُّ أني ابتعدْتُ (كما في الأحلام تماما ) أطرقُ البابَ لكنّهُ يردُّ عليَّ بأنينٍ . وكانَ الأنينُ صوتَكِ يهجّي اسمي كمَنْ اشتاقَ إليَّ كمَنْ يقطّعُني. الأجدرُ أنْ أنسحبَ أو أهدَّ السّماءَ عليَّ فلأهجسْ : قبّلتُ جبينكِ أمامَ الباب : شفتاي حجرٌ أنخلّى عنهما يدي المدرّبةُ على الخفّةِ تثقلُ , توشكُ أنْ تُسقطني . أيّةُ مرأةٍ مرّتْ بقربي , أيُّ كلامٍ تمتمتْ به , لكنّها لمْ تلتفتْ . أستعيرُ أصواتاً كثيرة ليكونَ صوتي أعلى يتبعُكِ كالبرق . حاولتُ كثيراً ألّا أتذكّرَكِ , أبعدتُكِ عن الأحلام , سمّلتُ عيني بلمسةٍ من يديكِ . غيرتُ اسمي ( كما في الأحلام تماما ) لئلا أتركَ فسحةً لتحيّةٍ عابرةٍ . لأمرَّ أمامَكِ بصمتٍ .
|