الحريرُ يدُكِ.. و الرّخامُ أيضا .-عبداللطيف الحسيني
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
قصة/نصوص

الحريرُ يدُكِ.. و الرّخامُ أيضا .

  عبداللطيف الحسيني    

أرجوكِ لا تضحكي أمامي بكثرة . أنا لا أُمسكُ نفسي أمامَ النساء .
يرضيني ثوبٌ من السّاتان البنفسجيِّ , لأننا سنتواجه , تفصلني طاولةٌ . و ستمانعينَ بدلعٍ - أو بخفرٍ - كما عوّدتِني –
و مع ذلك سأطلبُ منكِ
لن تصدقيني : إذا قلتُ لكِ أنَّ الأحجارَ العابرة بي تأمّلتني , حاولتْ أنْ تحجّرني لأكونَ مثلها : أراقبُ الآتين إليكِ.
أو أكونَ موضعاً للاستراحة الخفيفة .
وأنَّ أكمامي متربة لأنها لامست الحيطانَ في الظلمة خشية أنْ يراني أحدُ الجيران .
شعرُكِ ينعسُ فوقَ يدي كأنّهُ لمْ ينمْ طيلة شهرين , كانَ أصفرَ فتلوّنَ حينَ أخفاني , كأنه ظلُّ أشجارٍ كثيفٌ , و مع ذلك لم أبالِ به .
لأني أعرفُ الأحلامَ جيّدا .
سوف أقتربُ من الباب . لكنْ أحسُّ أني ابتعدْتُ (كما في الأحلام تماما )
أطرقُ البابَ لكنّهُ يردُّ عليَّ بأنينٍ . 
وكانَ الأنينُ صوتَكِ يهجّي اسمي كمَنْ اشتاقَ إليَّ كمَنْ يقطّعُني.
الأجدرُ أنْ أنسحبَ أو أهدَّ السّماءَ  عليَّ
فلأهجسْ :
قبّلتُ جبينكِ أمامَ الباب :
شفتاي حجرٌ أنخلّى عنهما
يدي المدرّبةُ على الخفّةِ تثقلُ , توشكُ أنْ تُسقطني .
أيّةُ مرأةٍ  مرّتْ بقربي , أيُّ كلامٍ تمتمتْ به , لكنّها لمْ تلتفتْ .
أستعيرُ أصواتاً كثيرة ليكونَ صوتي أعلى يتبعُكِ كالبرق .
حاولتُ كثيراً ألّا أتذكّرَكِ , أبعدتُكِ عن الأحلام , سمّلتُ عيني  بلمسةٍ من يديكِ .
غيرتُ اسمي ( كما في الأحلام تماما )
لئلا أتركَ فسحةً  لتحيّةٍ عابرةٍ .
لأمرَّ أمامَكِ بصمتٍ .



  alanabda9@gmail.com
  عبداللطيف الحسيني (2009-04-08)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

الحريرُ يدُكِ.. و الرّخامُ أيضا .-عبداللطيف الحسيني

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia