متى ينجلي ضباب المشهد الثقافي المغربي؟!-طنجة الأدبية
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
إصدارات

متى ينجلي ضباب المشهد الثقافي المغربي؟!

يصدر هذا العدد من "طنجة الأدبية" والساحة الثقافية المغربية تعرف غليانا غير معتاد، فمن حَجب جائزة الكتاب المخصصة للشعر والتداعيات التي تلت هذا الحجب ، إلى انسحاب غير مسبوق للعديد من الكتاب والشعراء والنقاد من "اتحاد كتاب المغرب"، ذلك الصرح ذو التاريخ المضيء والذي فقد بسبب من يسيرونه حاليا بريقه ومجده التليد...
قرار حجب جائزة الشعر - في نظرنا - كان شجاعا وصائبا ، فمن خلال ما كتبه بعض أعضاء لجنة تحكيمها بعد ذلك بدا أن الأمور وصلت إلى ما لايجب السكوت عنه، بتدخل أطراف خارجية في أعمال اللجنة ومحاولة الضغط عليها لترجيح كفة طرف على الأطراف الأخرى..وكانت عملية الحجب ثم "نشر الغسيل" بعد ذلك الجانب الإيجابي الذي عَرَّى ممارسات كُرّست طيلة سنوات وكان يتم التغاضي والتكتم عنها،  بل تكريسها إلى درجة أصبحت معها هي القاعدة ، وغيرها : من نزاهة ومحاولة تتويج أصوات جديدة تفوقت بإبداعها على بعض القدماء هو الاستثناء...
لكن دعنا  نرى الأمر من جهة أخرى أليس مايجري هذه الأيام من نقاش في الوسط الثقافي المغربي رغم خلفياته السلبية إيجابيا وصحيا ومن شأنه أن يحرك المياه الآسنة، ويضع الأصبع على الداء الذي ينخره ويغربل الصالح من الطالح فيه؟...
نعم مايجري هذه الأيام صحي رغم خلفياته السلبية، فلو لم تكن هناك أصوات مازالت تحترم نفسها لما رأينا هذه الانسحابات المتتالية بالجملة من إطار تاريخي أفقده المسيطرون عليه شرعيته التاريخية وثقله الذي طلما كان له..ولولا بعض "المخروضين والبياعة والشراية في الثقافة" لما حجبت جائزة الكتاب المخصصة للشعر، ولما تم نشر الغسيل الوسخ لهذه الجائزة، الذي كان يتم الحديث عنه وعن مثالب أخرى يعج بها الوسط الثقافي في الكواليس، دون أن يكون لأحد الشجاعة للكتابة عنه وعنها...تكريس أسماء بعينها لم تعد تنتج سوى التفاهات.. "إنجازاتها" المكتوبة أصبحت وراء ظهرها لكنها ظلت تقف حجرة عثرة أمام الأصوات الإبداعية الجديدة، وتصر اللجان على منحها الجوائز فقط لكونها أسماء مُكَرَّسة بغض النظر عمن  يتقدم أمامها ومهما كان ما أنجزه غيرها أكثر إبداعا...
…ولم يقتصر الغليان الذي شهدته وتشهده الساحة الثقافية المغربية على ماسبق فقط بل انتقلت النقاشات إلى المواقع الإجتماعية التي أصبحت ، حسب رأي بعض المتتبعين "الفيسبوكيين" ، تعج ب"شاعرات" و"شعراء" إفتراضيين بعيدة كتاباتهم عن ماهية الشعر وجوهره...وقد غَدَّت مسألة حجب جائزة الشعر هذا النقاش الذي انصَبَّ حول ماهية الشعر بالخصوص، وتساءل الكثيرون ممن انخرطوا فيه عن إمكانية حمل صفة الشاعر لكل من خط  سطرا أو خاطرة فيها من الإنشاء أكثر مما تحمله من سمو الشعر وعمقه ، الذي يمتنع  ولا يُعطي نفسه سوى للخاصة ممن مُنحوا الموهبة... لكن آخرين دافعوا عن حق كل من أراد ليكتب مايعنُّ له ولغربال النقد بعد ذلك أن يقول كلمته  ويغربل الغث من السمين، ولن يظل حتما في الساحة - حسب رأيهم - بعد مرور الزمن سوى الشعراء الحقيقيون.
...وقبل هذه التداعيات بقليل كانت قد نظمت بمدينة طنجة مناظرة حول الثقافة المغربية اختارت الجهة المنظمة لها - وهي من يقع عليها الاحتجاج حاليا وتشهد نزيفا لم تعهده طيلة تاريخها - إقصاء فعاليات وجهات إعلامية متخصصة كانت المناظرة بباب بيتها ..فكيف لأناس هذا ديدنهم أن يسيروا بصرح تاريخي إلى بر الأمان؟ ! كيف لمثل هؤلاء أن يجمعوا عوض أن يفرقوا كما يحصل الآن؟ !...سؤال ندعه مطروحا إلى أن يَنجلي ضباب المشهد الثقافي المغربي عن رؤية نتمناها أفضل وأجلى وأجمل مما هي عليه الآن.



 
  طنجة الأدبية (2015-07-02)
Partager

تعليقات:
فريد كومار /المغرب 2015-11-27
كان من المفروض على المثقفين بما أنهم رئة ومصفاة الامة.. ان يضعوا في حسبانهم انهم مسؤولون على تطوير ونمو ورقي الامة..فإن هموا فقدوا .. أكلت الأمة.
البريد الإلكتروني : farid.kumar@hotmail.fr

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

متى ينجلي ضباب المشهد الثقافي المغربي؟!-طنجة الأدبية

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia