شْكُونْ يَشْري كلمة مسرحية للأطفال في ستة فصول إلى الناقد المسرحي د. حسن المنيعي بقلم: د. عبد النبي ذاكر عن حكاية شعبية أمازيغية-عبد النبي ذاكر (المغرب)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
مسرح

شْكُونْ يَشْري كلمة
مسرحية للأطفال في ستة فصول
إلى الناقد المسرحي
د. حسن المنيعي
بقلم: د. عبد النبي ذاكر
عن حكاية شعبية أمازيغية

المشهد الأول
(بعد عَرض Projection جزء من وصلة دعائية ضد حوادث السير لثريا جبران، وهي تركض وتصيح "واناري جابْها فْراسو!". تظهر الأم على الركح وهي تدخل بتؤدة، وعليها أمارات الحزن، وصدى صوت"واناري جابْها فْراسو!"ما يزال يتردد)
 الأم: لاّ خِّيْتي لاّ! ما جابهاش فْراسو، جابها فناسو واللي ليه، جابها فوْلاده وبلاده، جابها فْكْبَدْتي اللِّي تّْحْرْقَتْ عْليه.. الله يا سيدي يا ربّي مات راجلي ظْلّي وَوْتادي، عزّي وسْنادي فحادثة سير، قولوا السلامة (متوجهة إلى الجمهور)، راه اللي ما خرج من الدنيا ما خرج من عْقايبْها(عرض Projection مشاهد مكثّفة للحظات السعادة رفقة الزوج والطفل)..الله يا ربي كيف نعمل مع هاذْ الولد يكمّل قرايتو واحْنا ما فْحالْناش..واشْمْن قْراية تنفعني معاه فْهَذْ الزمان اللي كل شي بالفلوس، إيّه الفلوس الفلوس، واللي ما عندو فلوس كلامو مسُّوس..أُومْسوَّس فالصو ما يسوا حتى بصلة...عفوا ما يسوا حتى بنانا لاحقاش البصلة حصلة واشمن حصلة، إيّْه آسيادي حِيتْ لالاّ البصلة ولاّت اغْلى من البنان والتفاح.
آشنقول ليكم آسيادي مشيت نخدم فدار لسياد من دار لدار لاراحة ولا مَالاضِي، حيتْ الخدامات ما عندهوم كونجي ما عندهم مالاضي ما عندهم تأمين على الصحة والمرض الله يستركم آولاد الحلال، قولوا آمين..
بْقيتْ نَخْدْم عْلى راسي وعْلى ولدي باش نْقَرّيه، وشْكون خْلاَّك آسيادي..(عينُها مثبَّتة على صورة قديمة للزوج بالأبيض والأسود)
(زوج المشغّلة يردد بابتهاج شبقي، وهو يطل من شرفة غرفة النوم)
الزوج: آسيادي أو يا سيادي على الزين المسرار والإبط المهرار (يهر إبطيه ويضحك ثم يلتفت كي لا تراه زوجته وهو في بدلة النوم ثم يبسبس: بس...بس...وابس ويشير بيده كي تلتحق به)
الأم: سير الله يمسخك دابا نقولها لْلَالاّ
(دخلت ربة البيت صدفة)
ربة البيت: آش غادي تقولي لْلاّلاّك عاوتاني، (توضب أظافرها بِمُلوِّن وتنفخ فيها قليلا، فيما يختفي الزوج من النافذة مشيرا بيديه علامة على تخوفه من زوجته التي لم تنتبه لوجوده) أنتوما الخدامات ما كاتسَخّْنو بلاصتكم حتى تطلبو كونجي...ها لِّي بْغات تشوف مّْهَا ها لي بغات تشوف باّها، والنهار الأول كاتجيو مقطوعين من شجرة، الله يـ..
(أوقفتها الأم الخادمة)
الأم: إيوا إيوا ما تعايريش، راحنا بنات الفاميلا والقاع والباع غير الله يديرها للزّْمان اللي الدالِيا راجلي.. ما بْقَا عْلا مَنْصْبْر وْلْدي كْبْر بْلا وقت، والله كْبير..بَرَاكا مْنْ القْهْرة باراكا من الحْكََْرة، (تخرج باكية مرددة عبارة) بَرَاكا من القهرة باراكا من الحكَرة...باراكا من الحكرة، باراكا.. باراكا.. باراكا..
( تتبعها المشغِّلة منادية بلهجة آمرة، تختلط بأصوات الغيوان: ماهمّوني غير الرجال إلى ضاعوا)
ربة البيت: السعدية!..السعدية رجعي!..قلت لك رجعي!..السعدية!..السعدية!..السعدية!..

المشهد الثاني
(يدخل الابن فرحا)
الابن: مّي وامّي، وا الوالدة فايْنْك، حْبيبة دْيالي، حوبّينو!
(تدخل الأم فرحة تحضنه بحنان تقبله في جبينه)
الأم: كْبَرْتي آوليدي ولّيتي راجل..قريتي التجارة دْلْمعقول..نتوما تقولو ليها الماركوتينغ..إيوا دابا دير شي دْوِيرا فالسوق أوشوف كيفاش عامل، وكي كايديرو الناس..ربي يعينك على وْلاد الحرام..ربي يعينك..ربي يعينك ويهزم حسّادك...سير رانا راضيا عليك..بغيت ليك الرضا والحلوة المكَرضية يا سوسو ديالي..
(مَسكت أرنبة أنفه وهي تداعبه بلطف)
الابن: آش غَدي نْدير فالسوق آلمّيمة، كون عندي الفلوس ندير مشروع زوين...ونعمل مقاولة ديالتي (يهمس إلى الجمهور) بْلْحق بلا من نمشي عند "مقاولتي" (يكرر بسخرية) مقاولتي..تي..تيتي..تيتِّي نينِّي يا مومّو، حْتّا يطيب (يلتف إلى الجمهور)، ما شي اعْشانا، حتا يطيب قلبك يا مسكين.
الأم:  ما تْرْفْد همّ، دايرا بحساب دْواير الزمان..وفّرت ليك الحْصِيْصَة اللِّي خْلاَّ بّاك بْشْكَّارْتْها أو زَتّْ عليها اللي قْوَّرْتو عند أولاد الجواد (تلتفت إلى الجمهور): ماشي وْلاد الكلاب بحال هذاك اللي كان يبسبس ليا الله يردو بيسبيس وْلآّ قْرِيّْد يتفرجو فيه الوليدات فْحَديقة   vallée des oiseaux، إيّه فالي دي زْوازو، مالكوم حساب ليكم اختكوم ما قرياش (تهز كتفيها ورأسها مفتخرة)، راه واخّا مات لي الراجل ما مَتْليش الحوت: كنت ندير دروس ليلية، الله يجعل الباراكا فْدُروس مَحو الأمية..(تزغرد وتلفت إلى الجمهور)، إيوا زغرتو معانا آزغراتات، ولّا احنا مُش أدي المآم! (عبارة باللهجة المصرية)
(تخرج مسرعة وهي تزغرد، وتأتي بصندوق بداخله بعض الحِلِيّ والنقود، فيما ينتظرها الابن بقلق وهو يعبر الركح ذهابا وإيابا، مفرقعا أصابع كفِّه).
الأم: هانْتا وْليدي ها الحْصِيّْصَة اللي جمعات ليك مِّيمتك حبيبتك، بيع وشري بحال الرجال (تلتفت إلى الجمهور وتضيف بحزم) وْبحال العيالات الكَادّات.
الابن: واخّا مّي هي اللي ما تعاودْش، دابا يورّيك ولدك عْلاش كَاد..(يهز كتفيه ورأسه باعتزاز، وهو يربتُ بيده على الشكارة) واش احنا رجال ولا شْواشي دْنْجال!(تسرع الأم نحوه وتعانقه، وتحدثه بصوت خافت وكأنها توصيه بشيء خطير، ويغادران الركح، عندما تبدأ الإنارة في الخفوت).

المشهد الثالث:
(منظر السوق، بضائع مختلفة، بعض الحلايقية وأصحاب الأعشاب الطبية الشعبية والأدوية، الشوافات والحُواة، أصحاب  الألعاب البهلوانية والحكواتيين، بائعات الهوى والحنّايات...)
بائع الأعشاب الطبية: اللي عندو بوزَلُّوم ياسيادي ولاّ روماطيز ولا صداع الراس أو الشقيقة دواه عندي. زيدو ما بقاش، زيدو! وازيدو يا سيادي مول لَمليح باعْ أوراحْ!..(يحمل صورة تبين الأعضاء الباطنية للإنسان، ويشير بقضيب إلى المعدة)ها الخبيثة بنت الحرام! ها بيت الداء الله ينجيكم، اللي عندو حرقة أو تكراع خايب، الناس يكونو حداه وينوضو، أو هو ديما يتبَلَّع بحال إلى فيه التقية، جغيمة من هاذ الدوا على الريق كل صباح عَمّْرو ما يقول آح. (ثم يشيرإلى قارورة ثم إلى الأعضاء التناسلية بالقضيب ويشدد عليه بالاستدارة)، ها مُونْية النفوس، اللي نفسو باردة لا حْيا فالدين، الليلة نبيت بوه فايق. (يلتف إلى الجمهور ويضيف بلهجة ساخرة) هادْ الشي ما شي يانا اللي قلته راه مول السّْيانس الله يجازيه بخير! 
بائع الأدوية: اللي عندو القملة أو الصيبانة أو الحْزاز، الكوب خاوي وْاللاَّ عامر، الحَكَّة فاليدِّين واللا فالرجْلين، التونية فالراس أو الشعر كيطيح، يجرّب معايا هاذ لقريعات ولاّ هَذْ البّوماضة، غير برْحَمْت الوالدين أو زوج دريهمات، لاغْلا على مسكين، قَرَّبْ قرب، جَرّْب جرب، راه الخير فالتجراب، واللي ما جرب ما خْبْرْ يا سيادي، نتوما ديرو النية أو عمّْر مول النية ما يْخيب!
الساحر: (أمامه صندوق كرتوني يوهم بإحراج شيء منه يتحدث بلهجة صحراوية): هاذا مَاهو صندوق الانتخابات ياسيادي، أوماهو صندوق الفراجة اللي انتوما تسْموّه التيليفزيون، هذا صندوق العجب، ساكناه هيشة بْسْبْع رْيوس، دْروك تخرج وتشوفو كيراها ترضّع وليداتها، سبحان الخالق أومايدير فْخلقو..سبحان لَجْليل مول القْدْرة..نبداو بالصلاة على النبي العدنان، واللي ماصَلاّ عْلْ النبي عْمّْرو ما يربح: (متوجها إلى الجمهور، قولوا مْعايا) الله أومْصلي عليك آراسول الله! الله أومْصلي عليك آراسول الله! الله أومْصلي عليك آراسول الله! إيوا قَرقْبو عْليها سْوارت الربحْ! (يصفق بيديه، وتصفق الجماعة من خارج الركح).
صاحب القرد: (بيده قضيب وسلسلة عالق بها قرد من اللُّعب أو يمثله شخص من الفرقة، يحاول القَرّاد ترقيصه): إيوا يا الله دير الشطحة ديال هيفاء (تبدأ موسيقى أغنية للمغنية هيفاء ثم تخفت)، برافو، برافو، أودابا دير الشطحة ديال نانسي عجرم (تبدأ موسيقى أغنية للمغنية نانسي عجرم ثم تخفت بالتدريج) هاكّاك هاكّاك الله يعطيك الصحة! أو دابا دير لي النّْعِسَة ديال السَّرَّاح اللي شْبْعْ لْبْنْ وَتَْكَّا بْحال القايد ديال بََْكري، (يعمل حركة خاطئة) إيوا ماشي هاكّاك هانتا ولّيتي تَادّير السياسة يا الملعون واش بغيتي يسحبو لينا الرخصة، وترجع للغابة ياكلوك الذياب، هذيك راها التَّكْيَة دْلْكوفينور الوالديك (يضربه بالقضيب، فيعيد الحركة جيدا). أودابا مْللي الجمهور عيساوي كايتحيَّرْ دير ليه الرقصة دْعيساوة شايْ الله آلهادي بنعيسى(تبدأ موسيقى عيساوية.. تخفت ويسلط الضوء على الابن الجالس في الزاوية اليمنى للركح في موقع المتأمل، ويده على شكارته التقليدية، يلتفت إليها بين الفينة والأخرى ويحكم القبض عليها خوفا من اللصوص. بعد برهة وسط لغط الباعة والحلايقية، ارتفع صوت برّاح)
البرّاح: اشكون يا سيادي يَشْري كَلْمة؟ آربَح ارْبَح، شْكون يَشري كلمة؟ (لم يلتفت إليه أحد إلا الابن، انطلق مترددا من مكانه، ثم قصد البراح)
 الابن: صباح الخير آالشريف! (لم يلتف إليه البراح، ثم مرّ الابن من الجهة الأخرى) واصباح الخير آالشريف! (التفت إليه البراح مستغربا) كيدايرا هاذْ الكلمة؟
البراح: خلّص نقول ليك!
الابن: أوشحال آعمي!
البراح: مليون.
الابن: واه كلمة وحدة بمليون..مليون! مليون! إيوا بْزّاف آالشريف!
البراح: ابغيتي (بلهجة أمازيغية) فْكاس إيفكاك، ما بغيتي الله إيعاون العاونات، أُومْريضْنا ما عندو باس أو بلا ماتْهَرَّسْ ليا الراسْ!
(احتار الابن برهة ثم أخرج المليون من الشكارة)
الابن: هاك آالشريف إيوا قول! أرى ما عندك، خْوي المزيوْدة!
البراح: اللي غلب يعَفّ! (يكرر بتثاقل) اللي غْلَبْ يْعَفّ!
الابن: هادي هي الكلمة!
البراح: (بلهجة مراكشية) هاديك هي اعْزيزي (ينطق الزاي مفخما)
(ذهب البراح إلى حال سبيله، بدا الابن مهموما مشغول البال، بدأ أصحاب السوق يغادرون تحت ضوء خافت، تجوَّل في السوق لوحده حتى كلّت رجلاه، ولم يبق غير البراح، فأسرع نحوه):
الابن: زيدني شي كْلِمَة اخْرَى آالشريف الله يزيدك من علْمو أوفضايلو!
البراح: أَرا إيقاريضن!
الابن: هاك خوذ الله ينفعك أَرا ما عندك!
البراح: لا تَامْنْ لا تَسْتَامْنْ في بلاد لامَان! قلت ليك: لا تامن لا تستامن في بلاد لامان!
الابن: قولّي آ الشريف شحال بقالك من كلمة؟
البراح: واحْدا (بلهجة شلحية)
الابن: أرى ديك الثالثة، هْلا يخلِّي لبومْوارت مايْوْرَت!
البراح: إيوا أرا تاروا ندّونيت!
الابن: هاك آالشريف ها المليون اللَّخَّرْ اللي بْقَا لي!
البراح: هاك الكلمة اللّْخْرَة، هاك صْحّْ الْكْلام(بتلحين خاص يقول): ساعة الزهو ما تفوتها وَخَّا بقطيع الراس! (يقترب من أذنه ويرفع الصوت قليلا): واقلت ليك: ساعة الزهو ما تفوتها وَخَّا بقطيع الراس!
(ردد الابن وهو يغادر الركح)
الابن: ساعة الزهو ما تفوتها وَخَّا بقطيع الراس!....لا تامن لا تستامْنْ في بلاد لامان! ....اللي غلب يعَفّ!) (صوت الجماعة التي كانت في السوق تردد من خارج الركح، وعلى إيقاعها يخرج البراح بتردد وهو ينظر إلى المال مبتهجا)
الجماعة: ساعة الزهو ما تفوتها وَخَّا بقطيع الرّاس!....لا تامن لا تستامن في بلاد لامان! ....اللي غْلَب يْعََفّ!

المشهد الرابع:
(تظهر الأم ويدها على جبهتها وكأنها تنتظر قادما، في إنارة خافتة)
الأم: إيوا الظلام ظلّم والحال بْرَدْ والوَلْد ما رجع من السوق، يا كْمَا تلمّو عليه المخّارة، أو شدّوه صْحابْ TVA قبل ما يبدا التجارة، ولا شاف لا ربح ولا خسارة! خسارة؟ آشدانا لْشي خسارة الله يجعل السلامة! (تلتفت إلى الجمهور): إيوا قولو السلامة، ولاّ ما هزّاتكم كَبْدا (تسمع من خارج الركح صوت الجماعة):
الجماعة: السلامة! السلامة! (يطرق الابن الباب)
الأم: غير دخل آوليدي راه الباب محلول، ما بقا عندا علاش نشدو الباب، ولا علاش نشدو حتى فمّْنا! مشا الوقت ديال الفم المقفول ما دخلاتو ذبانة! هذا زمان الشفافية ودولة الحق والقانون(تلتفت إلى الجمهور)، ماشي القانون ديال صالح الشرقي الله يرحمو، (وتقوم بحركة العزف بأناملها، يدخل الابن على نغمات القانون)
الأم: آش درتي فالسوق آحنيني؟
الابن: والو، دَرْت أو مادَرْت.
الأم: كيفاش؟
الابن: شْريت ثلاثة ديال الكلمات.
الأم: آش غادي نديرو بثلاثة ديال الكلمات، واش هما اللي غانْعْمَلْهوم ليك فالطاجين؟ يا كْمَا نَصْبو عليك، سير آوليدي لعند البوليس.. سير لدار القاضي.. سير الوكيل الملك.. وْكّلنا عليهم الله ضيعوك فرزقك، ضيعوك فرزقك ، واك واك! واك واك! واك واك وليدي مْخْروه...
(تخرج مولولة، يتبعها الابن مناديا)
الابن: مّي، وامّي، أجي نقول ليك، مّي، وامّي، أجي، واياجي، أجي عافاك...

الفصل الخامس:
(يخرج القاضي من باب داره الفخمة، ملتفتا إلى الابن، بعد عدم اكتراث في البداية):
 القاضي: مالك آولدي، خارج كنلقاك فباب الدار، داخل كنلقاك فباب الدار ليل ونهار آشنو بيك، وَشْنو هي قَصّْتَك! مالك كاتبكي!
الابن: والو، خسرت فتيجارتي وبغيت شي خديمة!
القاضي: واش قالوا لِكْ أنا وزير الشغل، اللي كََلس بلا شغل ولا مْشْغْلَة يجي يعتاصم ليا هنا، الله يعصمكم بأكناري، باش تْعْرْفو بحق...(وصمت، أراد المغادرة، لكن بعد برهة التفت إليه بعين متلطفة).
القاضي: بَلْحَقّ باين عليك ولد قافز أُوقاري أُووَلْد الناس، غادي تخدم عندي في داري، إيوا تْكَلْ عْلاّه! (ثم خرجا والقاضي يمسكه بيده) زيد آولدي زيد مالك خايف بحال إْلَى غادي بيك للكوميسارية (ملتفتا إلى الجمهور) وخّا الكوميسارية مابقاتش كَتَخْلَعْ، إيوا زيد زيد! (بلهجة أمازيغية)، زايد أوا زايد!

المشهد الخامس:
(الابن يحرس في الحديقة، وزوجة القاضي تتجول، وعند حلول المساء، خفتت أصوات العصافير وبدأ صوت الصراصير وخفت الضوء، دخل إلى الركح أربعة أشخاص يحملون صندوقا على الأكتاف، علبة كرتون حتى تكون خفيفة على الأطفال، وعند الصباح يخرجون الصندوق. تتكرر العملية ثلاث مرات، في المرة الرابعة قال لهم الابن):
الابن: نَزّْلو الصندوق، نزّلوه آشفيه؟
زوجة القاضي: (تقول بغنج وهي تمسّد على شعرها المصفوف وتكشيطتها الفاخرة) فضيحتينا الله يفضحك! أنا كنت حاسَّة ما يخرج الطرح على خير(تلتفت عنه وكأنها تتحدث إلى نفسها همسا)  بالصّح راني كتبت واح مولاتي البرا للقاضي باش يشنقك ونتهنَّا مَنَّكْ وما يجي من خليقتك! (تناديه بدلال، وهي تخرج رسالة من الجانب الأيسر من صدرها) سوسو، هاك هاد الرسالة دِّيها لزوجي العزيز سعادة القاضي، أوقُلْ ليه تعطي لحامل الرسالة كل ما يتمناه على إخلاصه ليك (تطلق أغنية أحكم يا قاضي لنجوى كرم)
الابن: واخا لالاَّ مولاتي هيَ اللي ما تعاودش! (أخذها منها، ومن فرط ارتباكه سقطت منه وهو يريد أن يضعها في شكارته)
(وحين وضعوا الصندوق خرج منه شخص بقبعة ذات نجوم تذكِّر بالعلم الأمريكي، وهو يقول بلكنة غريبة)
صاحب القبعة الأمريكية: اللي غلب يأَف! اللي غلب يأَف! آسيدي مللي هَصلتيني افُ هْليا هَليني نمشي فهالي.
الابن: هاديك كلمة بفلوسي شريتها.
صاحب القبعة الأمريكية: اللي غلب يأَف! اللي غلب يأَف! آسيدي.. سيدي المسامِهْ كغِيم، دينكم دين التسامُه آسدي، وانتما ناس السلم والمروءة! (تمسّح به وكأنه يريد أن يقبل يديه ورجليه، والتقط الرسالة بخفة دون أن ينتبه إليه الابن، وأخفاها بفرح وهو يردد) إيوا الهمزة أنا مولاها، دّاها ودّاها ولاّه ما خلاّها!
الابن: يا لاَّه سير فْحالك! : يا لاّه! يالاّه دابا دابا! دابا! (مقلدا صوت الممثل المغربي محمد الجم) وانْتُما لا تعاودو تجيبو شي براني، سيرو الله يخزيكم!
الجماعة: (وهي تغادر الركح مهرولة): وَخّا انعماس! الله يطول فعمرك نعاماس! اللي تحب نعاماس!
صاحب القبعة الأمريكية: Oh, my God!، (بلهجة غربية وهو يغادر الركح، ويتبعه الابن) هَمدو الله! هَمدو الله! إنه لم يغَ الغِّسالة!همدو لله يا سيدي يا غَبّي!

المشهد السادس:
زوجة القاضي(تدخل منادية، وهي تهتم بهندامها): سوسوٍ!، سوسو! أجي اللَّهْنا الله يسوس ليك العظام! شوشتي لي بالي، بقيتي ليا غير نْتا يا الكَرادة، واش من ريح جابتك ليا! (تتنهد) كنا عايشين (تضغط على الشين جيدا وهي تمضغ العلك) هانيين، (ثم تقول بلهجة مصرية) أطيعة! أوف!
(يدخل الابن مسرعا ومرتبكا وهو يرتعش)
الابن: آش حب الخاطر آلالاّ!
زوجة القاضي: الله يلويلك اللسان مع المصران ! فين البْرا اللي اعطيتك تديها لسيدك القاضي؟
(يحك رأسه دلالة على النسيان، ويدخل يده باحثا عنها في شكارته)
زوجة القاضي: كيفاش اعطيتك البرا أو ما تديهاش لسيدك، واش انتا مضبّع ولا واكل نانوخة !
(فجأة دخل القاضي يحمل ملفات كثيرة، وهو متعب)
القاضي (بلهجة الآمر): آش من برا وَاشْمَن نانوخة؟
الابن: والو آسيدي، أَمَّنْ عْلِيَّا ونقول ليك!
القاضي: قل آشنو عندك، عليك لامان!
(الابن جلس بقرب القاضي وبدأ يحكي...)
الابن: القضية أُو مَافيها يا سيد القاضي أن أمي لما مات بّا، خَدْمات عند الناس باش تْكَبَّرْني وتْقَرِّيني...(بدأ الصوت يخفت، والضوء يخفت، لترفع ستارة صغيرة في زاوية المسرح فيظهر صاحب القبعة الأمريكية مشنوقا، بعدها يخرج القاضي والابن ويد كل واحد منهما على كتف الآخر، وتسرع المرأة منتحبة لمعانقة الجثة، ثم يسدل الستار).



 
  عبد النبي ذاكر (المغرب) (2009-04-14)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

شْكُونْ يَشْري كلمة
مسرحية للأطفال في ستة فصول
إلى الناقد المسرحي
د. حسن المنيعي
بقلم: د. عبد النبي ذاكر
عن حكاية شعبية أمازيغية-عبد النبي ذاكر (المغرب)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia