الساحرة (إلى الكافرين بدين الكرة)-محمد بلمو
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

الساحرة
(إلى الكافرين بدين الكرة)

  محمد بلمو    

في بهوِ اللُّغة


 أشياءٌ تَتزاحمْ 


تقضمُ أصابعَ الكتابةْ


 كراسي..


 فاغِرةٌ أفْواهها


 في مُربَّعِ ضَوءْ


بِرُكْنِ حانةٍ منزويةْ


أقْنِعةٌ مُسلَّحةٌ نَهَبَتِ الرَّبيعَ


مِنْ أَيْدِي ثُوَارٍ 


غَمَسُوا راياتِهِمْ 


في ماءِ الحُلُمِ البَعيدْ 


فِي الصُّخورْ


وعادوا مدَجَّجينَ بِالأَرَقْ


***


لنَا حزْمَةُ رِيحٍ مَضْغُوطَةْ


تُضْرِمُ النَّارَ في غاباتِ الحُشُودْ


تُعَوْلِمُ الضَّجِيجَ في مقاهي الضَّبابْ


وأنْتَ تَلْتَحِفُ الظِّلَّ 


تَسْقِيهِ مِنْ قِنِّينَةِ عَطَشِكْ


أَسْلَمْتَ انْزِيَاحَكَ لِشَرَاسَةِ الْمَكَانْ


لَعَلَّ سِرَّ هذا الجنونِ يُمِيطُ الِّلثَامْ 


***


نَزِقَةٌ بَيْنَ أَقْدَامٍ خَبِيرَةْ


تِلْكَ التِي تَصْدَحُ فِي الْعُقُولْ


تَهُزُّ الأَبْدَانْ


كُرَةُ رِيحٍ مَضْغُوطَةْ


 فَقَطْ


وَنُجومٌ ترقصُ بلا موسيقى


زُبَنَاٌء يَتَكَدَّسُونَ فِي قِطَارَاتِ الشَّغَفْ


***


نَزِقَةٌ بَيْنَ أَقْدَاٍم خَبِيرَةْ 


تُبْدِعُ الْفَرَحَ وَالْحُزْنَ مَعًا


خَلْفَهَا شَرِكَاتٌ وَرَاسَمِيلٌ


تَلْهَثُ


وحُكُومَاتٌ تَتَوَجَّسُ


وزُّبَنَاءٌ 


يَنْتَظِرُونَ هَدَفًا ثَالِيًا 


فِي مَرْمَى خُصُومٍ بَارِعِينْ


ثَمَّةَ زُبَنَاءُ طَيِّبُونْ 


يَعْرِضُونَ عَلَيْكَ وَجَبَاتٍ وَوَلَّاعَاتْ


مُتَحَرِّرِينَ مِنْ ضَجَرِ الْحُدُودْ


وَقَهْرِ الانْتِمَاءِ الْمُغْلَقِ فِي قَوَارِيرِ الُّلغَةْ


ثَمَّةَ عُرَاةٌ صَاخِبُونْ


قُطْعَانٌ مِنَ الضَّجِيجِ المَجْنُونْ


عَبِيدٌ مُعَاصِرُونَ لِكُرَةِ الرِّيحْ


مَنْ يَنْتَشِلُكَ مِنْ هَذَا الصُّدَاعْ


يَقْذِفُ بِكَ فِي رَحْمَةِ البَرَارِي الْمُتَّزِنَةْ


...


 


عَلَيْكَ أَنْ تَعْتَرِفْ: 


كُرَةُ الرِّيحِ الْمَضْغُوطَةِ


تُقَسِّمُ الْعَالَمَ شَطْرَيْن


فِي كُلِّ مَدِينَةٍ نِصْفَيْنْ


فِي كُلِّ حَيٍّ


تَسُوقُكَ عُنْوَةً إِلَى اسْتِعَارَاتِهَا


تَنْفُثُ فِي سَمَائِكَ جُيُوشَ إِغْرَاءْ 


غَمَامَةَ دُخَّانٍ تَنْفُشُ شِعُرَكْ


لَكِنَّكَ مُحَايِدٌ غَرِيبْ 


تُفَضِّلُ وَجْبَةَ الْغِيَابِ 


بِتَوَابِلِ الْحُضُورْ


كَيِ تَقْتَنِصَ بِعَنَاءٍ مَا قَدْ يَصْلُحُ لِلشِّعْرْ


تَبْتَسِمُ لِلْمُتْعَبِينَ اللاهِثينْ


وَرَاءَ انْتِصَارِ الْعِنَادْ


كُلُّ هَدَفٍ يُشْعِلُ حَرَاِئقَ فَرَحٍ


وَبُحَيْرَاتِ حُزْنٍ فِي الْجِهَةِ الأُخْرَى


وَأَنْتَ تُخْفِي حِيَادَكَ الْمَشْبُوهْ


الْمُعَلَّقِ فِي مَرَايَا جَائِعَةْ


حِينَ سَاقَتْكَ دَهْشَةٌ


إِلَى مُقَابَلَةٍ عَادِلَةْ


عَلَى تَلْفَزَةِ حَانَةٍ مُنْشَرِحَةْ  


ذَاتَ مَسَاءِ مَسْرَحِي صَاخِبْ





 
  محمد بلمو (2015-09-07)
Partager

تعليقات:
العربي الرودالي /تمارة المغرب 2015-09-08
إنها قصيدة مسرحية مضغوطة في خمس فصول مؤثثة بألم متأسف، يكتبها شعر هامس وتشخصهالقطات لم يفلت عنوة من تصويبها، ركن أو خفاء أو حس أو شعور أو لهاث وحتى حياد...الحركة فيها زاخمة تكاد تسمع قذفاتها وأصوات صخبها وضجيج زبناء غافين بعيون مسحورة، لا ترى صورا تماوجها مشاهد من ضباب وحرائق فرح وبحيرات حزن،ويراها الشاعر المحايد .. ينقسم العالم وتنشطر مدن وأحياء... وتميل لغة الشعر بدون أن تنزاح استعاراتها إلى طرف أو جهة، لأن العالم المجنون بات يضغط في كل حين ريح كرة تنزق بين أقدام تغذي العناد..فهل الشاعر يبكي، في زاويته، نهب ربيع من أيدي ثوار، لم يسجلوا أي هدف؟
البريد الإلكتروني : mr.roudali@yahoo.fr

العربي الرودالي /تمارة المغرب 2015-09-07
إنها قصيدة مسرحية مضغوطة في خمس فصول مؤثثة بألم متأسف، يكتبها شعر هامس وتشخصهالقطات لم يفلت عنوة من تصويبها، ركن أو خفاء أو حس أو شعور أو لهاث وحتى حياد...الحركة فيها زاخمة تكاد تسمع قذفاتها وأصوات صخبها وضجيج زبناء غافين بعيون مسحورة، لا ترى صورا تماوجها مشاهد من ضباب وحرائق فرح وبحيرات حزن،ويراها الشاعر المحايد .. ينقسم العالم وتنشطر مدن وأحياء... وتميل لغة الشعر بدون أن تنزاح استعاراتها إلى طرف أو جهة، لأن العالم المجنون بات يضغط في كل حين ريح كرة تنزق بين أقدام تغذي العناد..فهل الشاعر يبكي، في زاويته، نهب ربيع من أيدي ثوار، لم يسجلوا أي هدف؟
البريد الإلكتروني : mr.roudali@yahoo.fr

العربي الرودالي /تمارة المغرب 2015-09-07
إنها قصيدة مسرحية مضغوطة في خمس فصول مؤثثة بألم متأسف، يكتبها شعر هامس وتشخصهالقطات لم يفلت عنوة من تصويبها، ركن أو خفاء أو حس أو شعور أو لهاث وحتى حياد...الحركة فيها زاخمة تكاد تسمع قذفاتها وأصوات صخبها وضجيج زبناء غافين بعيون مسحورة، لا ترى صورا تماوجها مشاهد من ضباب وحزن وفرح،ويراها الشاعر المحايد .. ينقسم العالم وتنشطر مدن وأحياء...وتميل لغة الشعر لدون أن تنزاح استعاراتها إلى طرف أو جهة، لأن العالم المجنون بات يضغط في كل حين ريح كرة تنزق بين الفرح والحزن تغذي العناد..فهل الشاعر يبكي في زاويته، نهب ربيع من أيدي ثوارن لم يسجلوا أي هدف؟
البريد الإلكتروني : mr.roudali@yahoo.fr

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

الساحرة
(إلى الكافرين بدين الكرة)-محمد بلمو

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia