قصيدة: ستظل الغيمة حبلى-بن مدربل رحمة الجزائر
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

قصيدة: ستظل الغيمة حبلى

  بن مدربل رحمة    

ستظل الغيمة حبلى بدمعي 


وستكتبني الرياح فوق الرمل 


نجما ظل الطريق الى مجرته 


فاصلا باردا لا تحرقه البدايات 


سأبقى انا كما انا 


لا يغيرني الابتسام 


لا يشحذ همتي الكلام 


لا يفيدني الاهتمام 


سيعرفني العربي 


من دون ان انطق 


فالخيبة مرسومة على جبهتي 


ويعرفني الشامي من لوعة دمي 


المسكوب على طريق بلا بداية 


ستظل احلامي حبيسة الاوراق 


لا يقرئها الا الغياب 


سأكتب مليار قصيدة غير منتهية 


واسكب الارق في كوبك 


قلبي ...


اوقد الحشا نارا من برد الحقيقة 


من جماد الحاضر والاحتضار 


وجعي عريق كوطني 


ووطني لا غيوم مثقلة بالغيث


 تضلل سماءه 


لا امطار يستحقها تنسكب


 على جراحه العطشى 


وطني ذاك مشنقة 


احبها وتكرهني 


تغازل عنقي النحيل 


تعذبه بالتمني تارة 


ظل...


وجهي لا وجه له 


لا اثر للعينين فيه 


لقد فقأهما الانتظار 


برمح السطحية 


باسلحة الدمار الشامل 


بخرائط الطريق الوهمي 


مشكل ...


وطني ذاك مشكل 


غير قابل للحل 


ولا التفكير 


يؤرقني فأنام حبيسة الظل 


فراغ عيناي المتبقي 


يتحجر ويصير سرابا 


ستظل الغيمة حبلى 


لن تلد يوما 


ستصير عاقرا 


ستصير بورا 


بعد الذي صار 


ويسالني وجهي الباهت 


ما الذي صار ؟


الا تعرف حقا ما الذي صار 


قتلنا الوطن 


قتلنا الامل 


قتلتنا الامنيات 


بدلا من ان تحينا


اني اردت ان اكون 


خارج منطق الكينونة 


فحفرت لنفسي خندقا 


كتبت اسمي عليه 


كتبت الكثير من الاوهام 


زينته بالسهو وبالحقيقة المكروهة 


لا شيء يشبهه 


الا العدم 


وسكنته وطنا 


عندما شح الوطن 


في اغترابي ذاك 


جفت بحاري 


ماتت انهاري 


اضمحلت زرقتي 


يغلبني الاسود 


واذعن له 


ابكي ثم اضحك للسماء 


فوطني الان وجعي 


والقوارب التي تعود اليه 


احرقت 


العاشقات غادرن على الغيم 


وبقيت انا 


اجلس على تراب القحط 


فالغيمة تلك لازلت حبلى 


بدمعي 


ودمعي طافح باللوم 


من الوم؟


اي شبر منك احفر 


لافك عقدة السحر 


واغرق العيش في الرغد 


في حقنا المشروع 


ذات وجهي 


هو ذاته ينوح 


يجبرني على الرحيل 


كيف اردعه ؟


كيف افتح الجرح 


ثم اخيط اطرافه؟


كيف اصير فراشة لا تخاف النار ؟


كيف اصنع  لنفسي 


ذاك القرار 


مازلت البعيدة التي تخاف 


لم اقترب رغم اقترابي 


يا وطني المتعدد 


الواحد في ظلاله 


ظلك الاخضر 


وجهك الاحمر 


يحمل في وجهي بنادق الصيد 


يخوفني في الليل كالاشباح 


يطردني من ارضي 


يعذبني 


كانما لست ابنته 


او لست ابنته ؟


متى تمطر السماء؟


متى يرتوي قلبي 


حبا وانتماء ؟





 
  بن مدربل رحمة الجزائر (2015-09-17)
Partager

تعليقات:
رانيا /algeria 2016-01-04
اللهم ادم علينا الامن و السلام
البريد الإلكتروني :

غازي خيران الملحم /سوري 2015-12-24
مع كل تطليعةقمر..وشراقةالنجمات..اذكررفاق العمر..زهوركانوابالحياة..فرقنازمان الكدر..وصرن بهل دنىشتات..آه منك يا دهر قاسي مثل الممات..نادت اجراس العيد..حيا على
الصلاة..ادعو رب الكون..يعيد للارض المسرات..
وتنزح ايام القهر..ويخيم الخير بثبات..
البريد الإلكتروني : gaze06@gmail.com

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

قصيدة: ستظل الغيمة حبلى-بن مدربل رحمة الجزائر

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia