المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء:حينما صمتنا نطق منا الجسد-أحمد طنيش-الدار البيضاء
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
متابعات

المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء:حينما صمتنا نطق منا الجسد

للبيضاء مشروع ثقافي متكامل حول تيمة المسرح الجامعي من خلال تجربة المهرجان الدولي للمسرح الجامعي المنظم من طرف كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، هذا المشروع الثقافي الذي يصل إلى محطته 28 سنة وهي محطة تطمح أن تكون نضجا فعليا وتنظيميا من خلال المنتوج الإبداعي والثقافي المقترح ومن خلال المنجز التواصلي والديبلوماسي الثقافي المواز، ومن خلال شعار الدورة 28: المسرح والمجتمع، صمت نحو انطلاق جديد، الذي انطلق يوم الاثنين 11 يوليوز وسيختتم فعالياته يوم السبت 16 يوليوز 2016.
عاشت الدار البيضاء البيضاء في اليوم الثاني من المهرجان، يوما مسرحيا لم ينم، يوما يبدأ من الساعة التاسعة صباحا، حيث ينطلق كل إلى وجهة البرمجة الفنية والإبداعية، إذ تنطلق مجموعة من مقر المهرجان إلى كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك للتأطير والاستفادة من الورشات التكوينية الموزعة على تيمات مرتبطة بمهن المسرح وبشعار الدورة 28، "الصمت"، وتنهي الورشات في الساعة 12، وفي نفس الزمن 9 صباحا تنطلق الفرق المسرحية التي لها عروض مسرحية في نفس اليوم للاستعداد والتحضير الفني والتقني للعرض..
 تنطلق العروض المسرحية التي تقدم في ثلاث أوقات موزعة على اليوم المهرجاني، العرض الأول في الساعة الرابعة والنصف زولا والثاني في السادسة والنصف مساء، والعرض الأخير في التاسعة ليلا، ليختم اليوم بمقهى منتصف الليل لمناقشة العروض المقدمة وهي فرصة أخرى يستمع فيها المهرجان إلى مبدعيه ومهرجانييه ويتعرف على ورشتهم الداخلية التي أعطتنا المنتوج الإبداعي المسرحي المقدم، وهي فرصة يتم التحاور فيها وممارسة بوح علني حول الإبداع وتكوين مواز آخر، بعد هذه المناقشة هناك فرق مسرحية ستقدم عرضها ضمن برنامج الغذ، تبقى ساهرة لإجراء تداريبها وتمارينها النهائية لتكون في مستوى الحدث، وهي فرصة أخرى للجنة المنظمة لتقييم تجربة اليوم ووضع ترتيبات ليوم الغد، وهكذا دواليك يسير المهرجان، حيث نعيش المهرجان الدولي للمسرح الجامعي 24/24.
تقرير اليوم الثاني:
1ـ انطلقت الورشات التكوينية بفضاء كلية الآداب والعلوم الإنسانية، حيث استفاد منها في اليوم الأول ما يقارب 150 شاب وشابة، وستواصل الورشات عملها في نفس الزمان والمكان وستتوج بمنتوج مشترك لحفل الاختتام.
2ـ قدمت في اليوم الأول ثلاث عروض مسرحية، وهي كالتالي:
      العرض الأول: "جسر أرتا"، لأكاديمية الفنون المعهد العالي للفنون المسرحية، مصر، تناول العرض المسرحي قصة مهندس معماري مرموق مع جسر منتصب على نهر أرتا، حيث تتعارض تصمامه المحبوكة والمدرسة مع واقع غرايبي ويتعرض الجسر للإنهيار للمرة الثالثة على التوالي، من تم يظهر له الشيطان الذي يقترح عليه عقد اتفاق إذا أراد أن ينجح مشروعه، ويتمتل هذا المقترح في تميمة مفادها أن يدفن زوجته تحت الجسر وينخرط هذا المقترح في إطار تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، في الصراع المسرحية وفي تنام المساومة يختار المهندس زوجته وبالتالي يهدم الأسطورة على معبد الشيطان، وهي دعوة لانتصار العقل على الخرافة.
      العرض الثاني: "بيادق"، لكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز، فاس، المغرب، سارت فكرة المسرحية في مسلك الانتقاد الذي يسلكه الشخص الأناني للوصول إلى غايته، وفق برغماتية ينظر فيها فقد أمام رجليه ولاتهمه المساحة الكبرى التي يشترك فيها مع الآخر المرتبط به بيولوجيا أو جغرافيا أو بالأحرى إنسانيا، هذا الأناني الذي نتغلق حوله العوالم حينما يتعلق الأمر برغباته المنبوتة، وهو ما يحوله دمية وبيدق متحرك، يملء الأمكنة التي هي مسار الآخرين ومسار مشترك إن تحرك فيها بفكر تشاركي أما وأن ينظر إلى العالم من بؤرته فقط فهو ملغي في البدء من ذاته، فكرة المسرحية تنتمي إلى عالم العبث محبوكة فنية بتقنية البانتوميم..
العرض الثالث: "حديقة دوائر الحلم"، لأكاديمية المسرح روما صوفيا أميندوليا، إيطاليا، تدور أحداث المسرحية في مكان مجهول يعيش فيه أطفالا ينتظرون ولادتهم، أطفال تحلم بهم الكائنات الحية، لكل طفل دائرته وعالمه وحلمه وأمله وحياته الخاصة، فضائهم الرمزي مكان المخاض استعدادا للولادة التي يجهلون مصيرها ومصيرهم أنهم بيقون رهيني زمن الانتظار ويطول المخاض وتتعطل الولادة، وظفت المسرحية تقنية الدوائر برمزيتها ودلالاتها الموحية لصور تتراءى وتتابع صانعة زمنها وإيقاعها تلك الدوائر التي تلعب أكثر من دور مع سبعة شخصيات بلباس أبيض و سبعة دوائر لها أكثر من دور فهي عجلة الزمن وآلة دوس ومرايا مكاشفة وخيال ظل ووسيلة تعبير وإيقاع..
وختم اليوم  بمناقشة منتصف الليل حيث بسطت مواضيع المسرحيات الثلاث أمام الحضور النوعي الذي يمثل جنسيات المهرجان من مصر والمغرب وإيطاليا وأمريكا والصين وتونس والمكسيك وألمانيا وفرنسا، وحضرت اللغات الحرفية التي سيرت بتقنية عالية من التواصل التداولي ترجمة وشرحا وتفسيرا وتأويلا، سير اللقاء كل من فتاح الديوري، وعبد المجيد ساداتي، وعبد المجيد بوزيان.
اعتبرت هذه الجسلة والمناقشة الليلية للعروض المسرحية تكوينا موازيا وماستر كلاس حيث قدمت تصورات فنية وتقنية تجاوزت حيثيات العرض وورشته الداخلية، وخاضت في عالم الفكر المسرحي وسؤال المسرح في علاقته بالمجتمع وبالإنسان، مستحضرة رهاناته التحولية ومنتظراته الإبداعية.



 
  أحمد طنيش-الدار البيضاء (2016-07-13)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء:حينما صمتنا نطق منا الجسد-أحمد طنيش-الدار البيضاء

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia