لِقَلْعَةِ سُوسِ الْوَاقِفَةُ عَلَى رُمُوشِ بَحْرٍ يُصِرُّ عَلَى الْحَفْرِ الْعَمُودِي رَائِحَةُ الْبَارُودِ الْمُزَيَّنُ صَدْرُهَا بِأَصْدَافِ جَنُوبٍ مُلوّنٍ بِتُرَابِ مَحَارِ الْأَرْكَانِ .. هُوَ مِهْرجانٌ وَطَنِيٌّ لِحُرُوفٍ صَدِيقَةٍ إِلَى أَنْفَاقِ مَدِينَةِ الْأَحْرَارِ سَافَرَتْ بِهَا سَوَاعِدٌ تَمْشِي عَلَى الْجِسْرِ الْغَرِيبِ.. مَبْتُورَةََ الْعَيْنِِ .. تَدُقُّ الأَبْوَابَ فَتُفْتَحُ النَّوَافِذُ .. مِنْ هُنَا .. عَلَى شَََوَاطِئِ كَلِمَاتِ مَرَارَةِ التّغْيِيبِ مَرَّ شَبَحُ مِهْرَجَانِِ الْحَرْفِ دَاخلَ قَفَصٍٍ صَنعتْهُ رَعْشةُ غَيْماتٍ قادِمَةٍ مِنْ سِلالِ الشَّمالِ .. مُتَسَلِّلاً مِنْ بَوّابَةِ الْمَدِينَةِ الْخَلْفِيَّةِ .. مَدْفوعاً وَ حَالِماً بِِشَمْسٍ مِنْ وَرَقٍ شَفّافٍ تَبْحَثُ أَنْتَ خَفَّاقاً عَنْ قِبْلَةِ لَهيبِ الشِّعْرِِ الْبَدِيعِ .. وَ رَفيقُهُ فِي تَعْبيدِ طَرِيقِ وَهْجِ البَحْرِ مِشْعَلُ الْقََصِّ بِكَ يَرْحَلُ الشَّوْقُ لِلِّقَاءِ بِطَلْعَةِ شَمْسِ الرُّوادِ .. لاَ مَجَالَ لِلسُّؤَالِ عَنْ وَهْجِ الْحُرُوفِ المَنْفِيةِ .. صُرَاخُ الْجُدْرَانِ كَلَوْنِ التَّابُوتِ يَهيمُ عَلَى وَجْهِهِ بَيْنَ شَوارِعِ الْمَدِينَةِ .. هِيَ سَلاَطِينُ شُمُوعٍ نَفَتْهَا الأَقْمَارُ الَّلعِينَةِ فِي لَيْلَةٍ طَاغِيَّةٍ إِلَى مَجَاهِلِ كَهْرَبَاءِ دَائِرَةٍ .. أَسْوَارُهَا الْعَميقَةُ وَهْمٌ قَدِيمٌ فِيهِ عَشَّشَ ذَكَرُ الرِّيَاحِ الْهَوْجَاءِ .. مَنْ صَيَّرَكَ عَبْداً لِأَهْوَاءِ مِهْرَجَانٍ صَنَعَتْهُ الْأَيْدِي مِنْ مَعْدِنٍ يَمْقُتُ نَغْمَةَ الصَّوْلَجَانِ ..؟ مَنْ صَيََّّركَ حَرْفاً سَهْلَ الْمَنَالِ .. سَرَقَتْهُ بَيْدَاءُ الْوَقْتِ وَ التِّيهِ فِي عَزِّ إِشْرَاقَةِ الرَّبِيعِ الْأَعَزَلِ ..؟ أَيُّهَا السُّؤَالُ الْفَوَّاحُ شِعْراً مَنْ صَيَّرَكَ حِكَايَةَ أَطْفَالٍ تُحَلِّقُ فََرَساً وَ احْتِرَاقاً خَارِجَ سِرْبَ الْمِهْرَجَانِ ..؟ سَلُونِي عَنْ كُنْهِ أَبَالِيسِ حَرْفٍ يَرْتَدِيهِ الَّليْلُ مِعْطَفاً فِي مَدِينَةٍ مُكَبَّلَةٍ بِالرِّجَالِ ..فَعُذْراً يَا صَغِيرَتِي .. عُذْراً .. فَالزَّمَنُ فَرَاشَةٌ سَاطِعَةٌ لاَ تَمْلِكُ إِلاَّ أَنْ تُوَاصِلَ هَذَا السَّفَرَ .. بَعِيداً عَنْ أَدْخِنَةِ أَوْثَانِ الْمَوَاسِمِ السَّيَّارَةِ .