ندوة "السينما والمدرسة والرهانات التربوية" بالدار البيضاء-عن إدارة الجامعة الصيفية : أ.س.
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
متابعات

ندوة "السينما والمدرسة والرهانات التربوية" بالدار البيضاء

ضمن أنشطة الدورة الثامنة للجامعة الصيفية للسينما ، التي تنظمها سنويا الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب (جواسم) ، يحتضن المركب الثقافي سيدي بليوط بالدار البيضاء ، صباح الأحد 28 غشت الجاري ابتداء من العاشرة ، ندوة وطنية في موضوع " السينما والمدرسة والرهانات التربوية " .
 يشارك في هذه الندوة ، التي تسير أشغالها نائبة رئيس " جواسم " الشاعرة أمينة الصيباري ، الأساتذة الباحثون : عثمان أشقرا وحميد اتباتو ومحمد صولة وفريد بوجيدة .
فيما يلي الأرضية الفكرية لهذه الندوة من اقتراح وإعداد الباحث والأستاذ الجامعي حميد اتباتو :
" اقتراح "السينما و المدرسة و الرهانات التربوية " موضوعا للتفكير ، من صميم احتياجات المرحلة ، بل يعد ضرورة ثقافية في وجودنا الحالي ، لما يمكن أن تقترحه السينما من مداخل لتحديث المدرسة و إسعافها على الإنجاز الفاعل لمهامها التربوية ، و لكون المدرسة الحقيقية و الحديثة هي التي تعمل على خلق الحاجة لدى روادها لاستهلاك السينما و الثقافة و الفنون ، و الارتباط بالجميل و الاستمتاع به ، و المساهمة في نشره و التعريف به ، كما أنها تنضج العلاقة مع ما يربي الذوق ، ويؤهل الوعي ، ويحضر السلوك ، ويطور التعاطي الإيجابي مع المجتمع و كل حقوله.
" السينما و المدرسة " إشكالية حقيقية  يمكن قراءتها من مداخل عديدة منها وضع السينما و المدرسة، و حضور المدرسة في السينما ، و شكل التفاعل الممكن بين السينما و بين المدرسة  لكسب الرهانات التربوية .إنه ما لم ننتبه إليه في حياتنا بشكل جدي لأن السياسة التعليمية اكتفت بإصدار مذكرات فوقية  تنص على تأسيس الأندية السينمائية و تفعيل الأندية التربوية ، و التنشيط الثقافي و الفني و الرياضي بالمؤسسات التعليمية و تفعيل أدوار الحياة المدرسية ، أو إدراج  دروس محدودة ذات علاقة بالسينما في البرامج التعليمية  ، أو مبادرات عابرة لم تجعل من السينما علاقة مشروعة و طبيعية في الفضاء التعليمي .العامل الآخر هو أن السينما المغربية من جهتها لم  تنفتح بالقدر الكافي على عوالم المدرسة و الطفولة لتجعل منهما مادة تسهل الإدماج السلس و الحقيقي  للفن السابع و ثقافته في العوالم التربوية للمدرسة و المجتمع.
ما يروج في مشهدنا الثقافي من مهرجانات و لقاءات حول السينما و التربية ، وما يقترح في المدرسة من مسابقات و أفلام و أنشطة ذات علاقة بالسينما ، و ما أدرج من مكونات و دروس بل و تخصصات سينمائية في مجال التعليم المغربي عامة يوهم بأن علاقة المدرسة بالسينما علاقة مشروعة ، وهو ما ينفيه واقع المدرسة نفسها الذي لا زال يرتهن للمعنى التقليدي للتربية ، وتحكمه عقلية رافضة للسينما و لأبعادها الحداثية الحقيقية.
العلاقة غير الطبيعية بين المدرسة و بين السينما تقولها السياسة التعليمية و ما تقترحه من برامج و مقررات و تخصصات ، وشكل حضور السينما في المجال التعليمي ، و التبخيس الواضح للقيمة التربوية للسينما في المدرسة  من جهة، كما  يؤكده عدم الاشتغال الكثيف و الخلاق على المدرسة و عوالمها ،أو استحضارها بشكل بئيس في السينما المغربية .هذا ما يجعل علاقة السينما و المدرسة مشروعا للتأسيس المستقبلي ، و ما يحيل على وهم ذلك في الحاضر ليس إلا خطوات أولية لاستئناس المدرسة بهذا الفن .في راهننا التعليمي لا يمكن لعلاقة المدرسة و السينما أن تصير  واقعا ملموسا إلا من داخل سياسة تعليمية تعنى بالتحديث الحقيقي للمدرسة العمومية ، و تدرك أن السينما آلية هائلة لتحقيق هذا التحديث ، ومن داخل حركية سينمائية فاعلة قادرة على مراكمة ما يستقطب الفئات العريضة المرتبطة بالمدرسة من أطفال و تلاميذ و طلبة و أطر تربوية ، وجذبها لتشكل الجمهور المستقبلي للسينما عامة و السينما المغربية بشكل خاص.
حديث السينما و المدرسة حديث في التربية أولا ، لما يمكن أن تكثفه هذه العلاقة من إمكانيات لإنجاح الرهان التربوي ، وهو ثانيا حديث في المجتمع باعتبار السينما و المدرسة من صميم العلاقات الاجتماعية على الجميع استثمارها لخدمة ما يفيد المجتمع ، وما يبني مستقبله ، و هو ثالثا حديث في السياسة لكون المعنى الحقيقي ل "السينما و المدرسة و الرهانات التربوية " يبدأ في السياسة و ينتهي فيها حيث تكون مناقشة السياسة التعليمية و السياسة السينمائية و الثقافية من صميم ما يجب التفكير فيه ، والعمل على نقض بؤسه لكسب الرهان التربوي الذي يعني المدرسة و السينما و المجتمع في زمننا المغربي الحالي .إنه ما نقترح لمناقشته في ندوة الجامعة الصيفية الثامنة للسينما بالدارالبيضاء يوم 28 غشت 2016  المداخل التالية :

-السينما و الرهان التربوي ؛

- المدرسة و صناعة الحاجة إلى الثقافة السينمائية ؛

- المدرسة و السينما في السياسة التعليمية بالمغرب ؛

- السينما و وظيفة التعلم ؛

- واقع السينما في المدرسة المغربية ؛

- المضمون التربوي في الأفلام المغربية ؛

- المدرسة أفقا للتخييل السينمائي المغربي ؛

- تدريس السينما بالمغرب : الرهانات المغدورة ؛

- المدرسة و السينما في المغرب : سؤال المشروعية و الجدوى ؛

- مادة السينما في المقررات التعليمية المغربية : قراءة نقدية ؛

- الرهان التربوي  للدرس السينمائي الجامعي .

إضافة إلى ما سبق يمكن للمشاركين في الندوة اقتراح محاور أخرى تغني الحديث  عن : السينما  والمدرسة و الرهانات التربوية".

تجدر الإشارة في الأخير إلى أنه مباشرة بعد اختتام أشغال هذه الندوة  سينظم حفل للتعريف بست كتب لأطر الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب وتوقيعها ، والإصدارات المبرمجة هي : " مفتاح نظرية السينما " (من ترجمة : نور الدين بوخصيبي ومحمد عبد الفتاح حسان وبوبكر الحيحي) و " محمد مزيان ، سينمائي وحيد ومتمرد " (جماعي من إعداد أحمد سيجلماسي) و " نسق الحكي الفيلمي / أصدقاء الأمس لحسن بنجلون نموذجا / مقاربة سيميائية " (للدكتور محمد صولة ) و " حميد اتباتو : قلق الكتابة والإنتساب " (جماعي) و " هوية السينما المغربية – فتنة اللامرئي وقلق المغلوبين " (الطبعة الثانية للدكتور حميد اتباتو) و " الصورة والمجتمع : من المحاكاة إلى السينما " (للدكتور فريد بوجيدة) .

 

 



 
  عن إدارة الجامعة الصيفية : أ.س. (2016-08-23)
Partager

تعليقات:
طال لعلو الدم /المغرب 2016-08-23
أبان المنظور التقليدي للتعليم في عدة مناسبات عن فشله في تحديث وعصرنة وتطوير النظام والمنظومة التعليمية بالمغرب. فرغم كل محاولات الإصلاح يظل مجال التفتح مهمشا ومقصيا ويخضع للتطوع والمبادرات الفردية التي غالبا ما تنطفئ شعلتها وتنكسر طموحاتها لتديب الإشعاع الثقافي والفني في اللامبالات والنسيان. فلا سبيل لإحياء أي مشروع هادف في بناء متردي ومتلاشي الأركان ولن تفضي الندوات والمحاضرات لشيء هو مفقود ومغيب في المؤسسات التعليمية. فلابد من إنشاء محترفات فنية قارة تعنى بالفنون والثقافة ولا سبيل لتكرار نماذج الأندية والتطوع بعد فشلها.
البريد الإلكتروني : artsplastiquestanger@hotmail.fr

أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

ندوة

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia