*سار صوب البحر سادرا بخطى وئيدة و الشمس تلهث وراءه ، كان الموج يضحك و يغويه، تقدم الشاعر واثقا من نفسه ، ألقى بنفسه في الماء، قال عجوز حكيم: لن يطفو صاحبكم إلا إذا غرق العالم .
*كان يتردد على محطات القطار كثيرا يراقب الغادين و الرائحين، يتأمل القطارات الذاهبات إلى الآفاق البعيدة ، لم يحلم يوما بالرحيل ،كان يحلو له فقط أن يحصي عذاب الانتظار.
*استهوته بحور الخليل و عللها ، فصنع زورقا و مجدافين من بقايا قصيدة يتيمة ، عندما توغل عميقا في البحر الطويل وجد ابن زريق االبغدادي وحده يبحث عن قمره .
* حين أنكرته الخيل و الليل و البيداء …، تأبط الشاعر شرا أو سيفا –و قيل صاروخا عابرا للقارات- و سار وحيدا ، لم يلتفت إلا لاستعارة بليغة بكت حزنا عليه .
*توقفت جرعة القهوة السوداء سواد الإسفلت في حلقه وهو يسمع على التلفزيون خبر نعي صديقه الشاعر. حمل قصيدة غير مكتملة وفي أصيص وضعها، و صب قليلا من الماء، في الصباح كانت شجرة تين تخترق سقف البيت.
*قال الحاكم بأمر الله: لأصلبن الشاعر على غيابه أو يأتيني بسلطان مبين .عندما بحثوا عنه وجدوا يطارد استعارة بليغة استعصت عليه ليمدح الحاكم .
*من رحم أمه أطل الشاعر برأسه الصغير، ابتسم في وجوه ممرضات كالحات، حين أحس ببرودة العالم سقطت من عينيه الواسعتين دمعتان، ثم عاد إلى رحم أمه يلتمس الدفء.
*في طريقه إلى الجريدة ألفى الشاعر صديق طفولته يبحث عن حلم ضاع منه أمس، بحثا معا دون جدوى، حين أعياهما البحث قرر أن يقتسم مع صديقه حلما وجده منذ عشرين سنة.
*حين افرد الشاعر إفراد البعير المعبد ، تأمل ظله فوجده باهتا ، اخرج هاتفه الجديد وقرر أن يركب رقما ليتصل بنفسه .
*في الشارع العام كان يسير كما المارة ، تحسس صدره كما يتحسس المفتاح في جيبه ،اكتشف انه لا يحمل قلبه ، حين وصلته وشوشات العابرين، نظر إلى قدميه ليجد قلبه يحمله و يئن .
* حين امتد العالم الموبوء أمامه و انداح الأفق ، كان شاعر المدينة الوحيد الناجي من محاكم التفتيش يسأل عابر سبيل عود ثقاب، فاقسم أن يطهر العالم غدا .
*حين فتح الشاعر باب غرفته ألفى القصيدة تنتظره على حافة السرير، عندما اكتشف بحرها البسيط ، فك أبياتها ، و بنى قفصا لمعشوقته .