شذرات من كتاب الشعر - 2 --حسن الرموتي (المغرب)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
قصة/نصوص

شذرات من كتاب الشعر - 2 -

  حسن الرموتي    

*سار  صوب البحر سادرا بخطى وئيدة  و الشمس تلهث  وراءه ، كان الموج  يضحك و يغويه، تقدم الشاعر واثقا من نفسه ،  ألقى  بنفسه في الماء، قال عجوز حكيم: لن يطفو صاحبكم  إلا  إذا غرق العالم .
 
*كان يتردد على محطات القطار كثيرا يراقب الغادين و الرائحين، يتأمل القطارات الذاهبات إلى الآفاق البعيدة ، لم يحلم يوما بالرحيل  ،كان يحلو له فقط أن  يحصي عذاب الانتظار.
 
*استهوته  بحور الخليل و عللها ، فصنع زورقا  و مجدافين من بقايا  قصيدة  يتيمة ، عندما توغل عميقا في البحر الطويل  وجد ابن زريق االبغدادي  وحده يبحث عن قمره .
 
* حين أنكرته  الخيل و الليل و البيداء …، تأبط الشاعر شرا  أو سيفا –و قيل صاروخا عابرا للقارات- و سار وحيدا ، لم  يلتفت إلا  لاستعارة  بليغة بكت حزنا عليه .
 
*توقفت جرعة القهوة السوداء سواد الإسفلت في حلقه وهو يسمع على التلفزيون خبر نعي صديقه الشاعر. حمل قصيدة غير مكتملة وفي أصيص وضعها، و صب قليلا من الماء، في الصباح كانت شجرة تين تخترق سقف البيت.
 
*قال الحاكم بأمر الله: لأصلبن الشاعر على غيابه أو يأتيني بسلطان مبين .عندما بحثوا عنه وجدوا يطارد استعارة بليغة استعصت عليه ليمدح الحاكم .
 
*من رحم أمه أطل الشاعر  برأسه الصغير، ابتسم في وجوه ممرضات كالحات، حين أحس ببرودة العالم سقطت من عينيه الواسعتين دمعتان، ثم عاد إلى رحم أمه يلتمس الدفء.
 
*في طريقه إلى الجريدة ألفى الشاعر  صديق طفولته يبحث عن حلم ضاع منه أمس، بحثا  معا دون جدوى، حين أعياهما البحث قرر أن يقتسم مع صديقه حلما وجده منذ عشرين سنة.
 
*حين افرد  الشاعر إفراد البعير المعبد  ، تأمل ظله  فوجده باهتا ، اخرج هاتفه الجديد وقرر أن يركب رقما  ليتصل بنفسه .
 
*في الشارع العام  كان  يسير كما المارة ، تحسس صدره كما يتحسس المفتاح في جيبه ،اكتشف  انه لا يحمل قلبه ، حين وصلته وشوشات العابرين،  نظر إلى قدميه ليجد قلبه يحمله و يئن .
 
* حين امتد العالم الموبوء أمامه  و انداح الأفق ، كان  شاعر المدينة الوحيد  الناجي من محاكم التفتيش يسأل  عابر سبيل عود ثقاب، فاقسم أن يطهر العالم غدا .
 
*حين فتح الشاعر باب غرفته ألفى القصيدة تنتظره  على  حافة السرير، عندما اكتشف بحرها  البسيط ، فك أبياتها ، و بنى  قفصا لمعشوقته .



 
  حسن الرموتي (المغرب) (2009-05-08)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

شذرات من كتاب الشعر - 2 --حسن الرموتي (المغرب)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia