القاصة حنان قروع توقع مجموعتيها القصصيتين:"أسراب من سراب" و"صرخات من دهاليز منسية"-جمال ازراغيد-الناظور-المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
متابعات

القاصة حنان قروع توقع مجموعتيها القصصيتين:"أسراب من سراب" و"صرخات من دهاليز منسية"

احتضنت قاعة الاجتماعات بمؤسسة الأعمال الاجتماعية للتعليم بالناظور مساء السبت 22 ابريل 2017 فعاليات الحلقة الرابعة عشرة من حلقات "مدرس وكتاب" التي ينظمها فرع اتحاد كتاب المغرب بشراكة مع المؤسسة  - السالفة الذكر – لقراءة وتوقيع المجموعتين القصصيتين " أسراب من سراب" و "صرخات من دهاليز منسية" للقاصة حنان قروع  التي تشتغل أستاذة للتعليم الثانوي التأهيلي، تخصص اللغة الفرنسية، والتي شاركت في عدة مهرجانات وملتقيات جهوية ووطنية للشعر والقصة القصيرة جدا. فضلا عن المجموعتين القصصيتين السابقتين ساهمت في مؤلفات جماعية كالمجموعة القصصية "أنامل" ،وديوان"حروف شرقية"(2015).
استهلت الأمسية الثقافية بكلمة ترحيبية قدمها المسير الأستاذ جمال أزراغيد  رحب فيها بالحضور وبالأستاذين المشاركين د.فؤاد عفاني ودة.جميلة رحماني الذين لبوا الدعوة شاكرا إياهم على هذه الثقة في الإطارين كما رحب بالقاصة حنان قروع التي هنأها على إصداراتها الإبداعية ، ثم عرج على التعريف بالمحتفى بها وبمجموعتيها اللتين تطبعهما اللغة الشعرية باعتبار صاحبتهما أقرب إلى الشعر متمنيا لها التوفيق والتألق في مسيرتها الإبداعية ، داعيا نساء ورجال التعليم موافاة الاتحاد والمؤسسة بأعمالهم الإبداعية والفكرية والتربوية قصد برمجتها في الحلقات القدمة للتعريف بها وقراءتها وتوقيعها.
بعده أطر الأستاذ د.فؤاد عفاني الأمسية بمداخلة  وسمها ب"الثنائيات في صرخات من دهاليز منسية"، وبالمناسبة فالأستاذ صدر له كتاب" نظرية التلقي.. رحلة الهجرة" فضلا عن منشورات مشتركة في الشعر والقصة والنقد. وهو حريص على النشر في مجموعة من المنابرالوطنية والعربية..ركز في مداخلته على التذكير بالمقدمة التي وضعها د.جميل حمداوي للمجموعة والتي أبرز فيها مقومات الكتابة عند المبدعة في قصصها التي صنفها ضمن القصة الشاعرية. ثم انتقل إلى الحديث عن المرآة المكررة في المتن مبرزا دلالاتها وإيحاءاتها وانعكاساتها في علاقتها بالشخصيات .وبعدئذ تطرق الأستاذ فؤاد عفاني في مداخلته إلى ظاهرة الثنائيات المتحكمة في نصوص المجموعة القصصية "صرخات في دهاليز منسية"؛ وقد تم حصر تلك الثنائيات في: الأمل واليأس، الروح والجسد، الرجل والمرأة. بعد استقراء تجليات حضور تلك الثنائيات انتهى الدارس إلى أن شخصيات المجموعة تمثل فئات مهمشة من نساء المجتمع ولهذا في تحمل في داخلها بذرة اليأس والأمل. لكن ما ميز فعل الكتابة عند القاصة حنان قروع هو تجاوزها للبعد الفيزيائي للجسد الأنثوي وإشادتها بفكر المرأة وروحها وأخلاقها.
إن انشغال المجموعة القصصية بهموم المرأة وإخفاقاتها جعلت الساردة تمارس في نصوصها لعبة مزدوجة؛ وجهها الأول الدفاع عن المرأة والتحسيس بوضعها؛ أما الوجه الثاني فيتمثل في قتل الرجل فنيا وذلك بخنق صوته السردي... إن المتأمل في نصوص المجموعة يكتشف أن لا صوت يعلو فوق صوت المرأة ولا صوت يعلو فوق صوت المؤلفة ولعل ما يؤكد ذلك هو هيمنة ضمير المتكلم أنا مقابل حضور باهت لبقية الضمائر. وحتى في الحالة التي أعطي فيها الرجل زمام السرد كما في نص اعترافات رجل فإننا نقرأ نصا كله عن المرأة وامتداح خصالها..
كل ذلك –كما قال الباحث- يؤكد الملاحظة التي توصلت إليها الدكتورة سوسن ناجي حينما انتبهت إلى أن صورة الرجل في الكتابات النسائية غير واضحة، فالمرأة حينما تكتب تنزل نفسها المنزلة الأولى بينما تضع الرجل ثانيا، في الحين أن االرجل أثناء عملية الكتابة غالبا ما يضع المرأة في مرتبة الصدارة...
أما الأستاذة دة.جميلة رحماني التي صدرت لها مؤلفات في النقد والأدب ، ومقالات في مجموعة من المجلات والملاحق الثقافية الوطنية والعربية كما لها مشاركات في كثير من الملتقيات، فقد قدمت مداخلة نقدية تناولت فيها المجموعة القصصية "أسراب من سراب" استهلتها بأن قصص القاصة حنان قروع تتميز بالإنصات لنبض المجتمع  . ثم توقفت عند خطاب العتبات وبالأخص عتبة العنوان الذي هو جملة اسمية يطبعه الجناس غير التام  الذي أكسبه نغما موسيقيا، يميزه التمرد الدلالي وقول شيء ليس مباشرا... كما توقفت عند عتبة الإهداء الذي جاء قصيرا ومكثفا يحمل قناعا ذات وظيفة دلالية وإيحائية. وبعدئذ انتقلت إلى الحديث عن جغرافيات الكتابة عند القاصة المحتفى بها التي تتميز بمجموعة من المظاهر أهمها :الشخصيات المستمدة من الواقع،التخييل الذاتي... وغيرها . كما استعرضت  تمظهرات الذات وبنياتها الممزقة حيث تعيش هذه الذات الألم والغربة والهزائم المتتالية ما وسمها بالقلق الذاتي الذي يصبح الطابع الأساس لكتابتها واستدلت على كل ذلك بمجموعة من النصوص التي تدعم ما ذهبت إليه الباحثة في مقاربتها النقدية . وقد جاءت مداخلتها ثرية بمجموعة من المميزات المضمونية والفنية التي تميز المجموعة القصصية.
وأعقبت هاتين المداخلتين تدخلات وشهادات بعض الأساتذة  التي أنارت الكثير من جوانب هذه التجربة القصصية وما تمتاز به من مميزات ، وما تمتاز به هذه القاصة من خصال إنسانية وإبداعية.
وبعدئذ تناولت الكلمة القاصة المحتفى بها التي شكرت الجهتين المنظمتين على هذه الالتفاتة القيمة وكذا قراءها وعائلتها والحضور وزملاءها الأساتذة والطلبة الباحثين الذين يتابعون معها الدراسة في الماستر . ثم تحدثت بشاعرية عن تجربتها الإبداعية وما يتحكم فيها من طقوس وظروف...
وقبل الختام قدمت الشواهد التقديرية للأستاذين المشاركين في قراءة المجموعتين القصصيتين فؤاد عفاني وجميلة رحماني وكذا القاصة حنان قروع تقديرا لمساهمتهم الفعالة في إنجاح هذه الحلقة من حلقات الاحتفاء بأعمال الأساتذة المبدعين والكتاب.
وفي الأخير اخليت المنصة للقاصة لتوقع مجموعتيها القصصيتين لقرائها مع أخذ صور تذكارية تسجل هذه اللحظة الجميلة المائزة في حياة المبدع.



 
  جمال ازراغيد-الناظور-المغرب (2017-04-25)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

القاصة حنان قروع توقع مجموعتيها القصصيتين:

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia