الكشف عن طلاسم الموت..-التجاني بولعوالي(هولندا)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

الكشف عن طلاسم الموت..

كل شيء يمـــــــــــــــــوت..
وتزهــو المدافن بالشدو والزنبقات
ويجثم عبر السهوب الظميئة والمدن
أَلجوع والخوفْ
ثمة السنبلات وقد نضجـتْ
ثمة الجدر الشامخاتْ
ثمة الأمن.. لكنْ
أيكفي رغيف الطعام المعلب بالشجن الأبديّ
وكأس المدام المحاصر بالغيد والخصر والقبلات
وسجع الكلام المعفـر بالطين والحجر الأزرق
لانبعاث الســـــــــــــــــــلام!
*****
كل شيء يمـــــــــــــــــوت..
وتبقى التواريخ شاهـــــــدةً
فالعصافير لن تهجر الشجر الأخضر
والصباح يظل حزينا.
مثل قس يجس يد امرأة مــــــــاردهْ
من يعيد لزيتوننا الفرحـــة
ويؤثث بالنور ليل المدينـــة
يمسح بالشيح يتم المروج
يبارك زغردة النسوة النازحات
إلى القلعة الآمنــــــــهْ
*****
كل شيء يمــــــــــــــوت..
ويكبر طقس النهاية في قسمات الصغار
وتصغر خارطة الأمــــــل..
في سؤال الكبـــــــار
يسقط النبض من أذرع الشجر الناعس
تسحب الريح أذيالها من وراء البحـــار
لتنشرها في المرافئ والمدن المشرعهْ
للأصيل المعـــــــارْ
يدفق الماء من ثدي أرض
تلقن ذا الجذر أن يرفع الرأس
شطر العلا
أن يبوح رويدا رويدا بسر الحصـــار
*****
كل شيء يمــــــــــــــــوت..
وتلتئم النار بالمــــاء،
لا شيء يخمد شيئا..
تكون الخصوبة، تمتد فينا بنسغ بهي
يبل الخلايا الظماء
تكون الولادة من رحم البعث
تنثرنا عبر أفياء صحو مباغتْ
ينسل الجدث المتوغل في الغيب من غفوه
العظام التي قد أرمَّت تهيئنا للقاءْ
والجنان الذي نازعته قوى الشـــر
ها يلج الطين، يزرعه رغبة في البكاءْ
تحضر الكلمات الأخيرة
يمتزج البوح بالجرح في بذرة واحدهْ
تنتشي بالرطوبة والمـــاء
تخرج زهرتها المشتهاه
يتهادى إليها اليقيـــــنْ
أو ترابطها بومة الشؤم؛ تحزبها بالمــــواءْ
*****
كل شيء يمـــــــــــــوت..
أيا واثقا بالظنــــــــون..
أيا ماسكا بالتمائم في سغب
هل تفردت بالكشـــــــف؛
إن الرؤى تخطيء الزعــــــــم
حتى ولو حدسته المتـــــــونْ
أو تداول في الكتـــــــب
هل تهادى إليك عزاء القوارب
تنفر من روحها، تهجر الزمن العاثــــــــــر
نحو أرصفة الفقد والشغب
حيث يينع طين الجنـــــــوب
ويذبل غصن الحنيــــــــــــنْ
كالسنابل ينتابها الصيف في عجب
*****
كل شيء يمــــــــــــــوت..
تربص، أيا ضارما صفحات الحياه
إن صمتا يسيج خفقك يشبه صمت القبورْ
هل تصيخ لترتيلة النمل بين الحفـــــــرْ
وأنين العنادل،
إنْ ترتفع في السماء تسبح
إنْ تنزل الأرض تسجدُ؛
تخشى القديــــر
تربص، ولا تنس شهقة هذا الحجرْ
في بهيم الليالي وتحت ضياء القمرْ



 
  التجاني بولعوالي(هولندا) (2008-01-24)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

الكشف عن طلاسم الموت..-التجاني بولعوالي(هولندا)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia