سمائي ملبدة غيوما
و قلبي ممتلئ ألما
عن عهد راح منصرما
و عمر ضاع حزنا و غما
أمارس حياتي منهزما
أريد من الأعداء انتقاما
و يا ليت العدو كان غريما
فأطلب تقتيلا و اعداما
و لكنه النفس تجمدت سأما
و جسدا ثقل فأمسى هرما.
أهوى جمالا و حريما
و نارا تكون بردا و سلاما
و عيشا مترفا و خدما
و لكنه القدر يأمر ملزما
فلا المال كسبت و لا الخدم
و لا القلب زهى و تنعم
و لا الجبال صعدت و القمم
فكيف أفرح وقلبي ارتمى
في ماء فاسد فما سما
و لم برقص يوما فرحا باسما
نصيحتي لك احذر الانهزام
و الخنوع متخاذلا مسالما
و غض الطرف ساهما واجما
فهذا عصر امتلأ علما
و طغى المال فأصبح صنما
فرتب القدر بحساب أمما
فهامش لا يغادر اليم
و عالم آخر سِؤدده أتم
فازداد شعبه معرفة و تعليما
و أصبح للبشرية قائدا و إماما
و للجاهلين مدربا و معلما
فابتغوا يا شباب الحساب و العلم
و اكسبوا المال جما جما
و ترفلوا ثراء و نعيما
فلم يعد طلب العلا مذما
و لا الرقص في الأفراح مندما
و لا تنسوا نصيبكم متعا و غراما
و تذكروا الرب التزاما
و اجتنبوا التعصب و الهدم
و كونوا بناة ممتلئين أملا دائما
و للضعفاء هبوا عونا و كرما
فتتجنبوا التقتير أو اللوم
و اعملوا في الدنيا خططا و رسوما
و لا تقضوا أيامكم تهاونا و نوما
فلن ترفع الدنيا إلا مقاوما
فيكون القدر له داعما
واعظا مساعدا مقوما
فينال بين الناجحين اسما
و لا يكون للمفترسين طعاما
تلك دعوتي لكم ترحما
فتنالوا الدين و الدنيا إقداما
و تكونوا قوما أكابر و عظاما
فيأكل جياعكم مرقا و لحما
و يصبح للمريض جسدا معافى سليما
و تحوم الطيور في السماء حوما
و ترى العالم منيرا قائما
و الزرع قد علا و نما
و اللسان تحرر ليس بكما و لا صما
فيشذو شعرا و كلاما مهما
و يضع لكل الأمور خواتم
فلا يهاب سيدا و لا ظالما
و يكون للأسرار خزانا كاتما
مترنما أمثالا و حكما
هكذا تحسم الأمور حسما
و يغدو العقل سيدا متحكما
و يكون للوجود معنى متلائما
و يكون لكل يتيم أبا و أما
و يصبح الإنسان حقا ابن آدم
ناشرا الوعي عاملا و مترنما
أنشودة أمل نابذة التشاؤم.