"رونق المغرب" يحتفي بـرواية "صهيل جسد" للكاتب عبد الجليل ولد حموية بالقنيطرة-طنجة الأدبية
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
متابعات

"رونق المغرب" يحتفي بـرواية "صهيل جسد" للكاتب عبد الجليل ولد حموية بالقنيطرة

"رغم الشطط الذي واجهتنا به السلطات المحلية بالقنيطرة في محاولة منها لمنع نشاط ثقافي يحتفي برواية مغربية نشرها "الراصد الوطني للنشر والقراءة" إلا أن إصرارنا على إنجازه وكرم هيئة المحامين بالمدينة التي استضافتنا مشكورة، ها نحن نفتتح أمسيتنا بهذا الحضور الدافئ والداعم لنا ضدا على عقلية المنع والخنق التي تحن على ما يبدو إلى السنوات البائدة..." بهذه الكلمة استهل الأستاذ رشيد شباري (الكاتب الوطني لرونق المغرب) فعاليات حفل تقديم وتوقيع رواية "صهيل جسد" للكاتب عبد الجليل ولد حموية، الذي نظمه "الراصد الوطني للنشر والقراءة" مساء يوم السبت 20 يناير 2018، بنادي هيئة المحامين (القنيطرة)، تكريسا لسنته في الاحتفاء بالمبدعين والمبدعات المغاربة.


وقد ساهم الأستاذ عبيد لبروزيين (الخميسات) في الجلسة التقديمية بورقة وسمها بــ«البحث عن المعنى في رواية "صهيل جسد"»، والتي تحدث فيها عن الإنسان خلال محاولته للبحث عن المعنى/الحقيقة، الحقيقة الكامنة في أغوار نفسه عبر التوغل في كهوفها البلورية، ليبرر وجوده وإنسانيته. وتزامن هذا البحث مع الرغبة في إدراك الهوية، الهوية الشخصية المقترنة بالمبادئ التي يؤمن بها البطل (عبدو) في الرواية. هوية لازمنية، تنفتح على فضاءين مختلفين، قرية سبت آيت إيكو بحمولتها الإثنية والثقافية، ومدينة سان فرانسيسكو بدلالاتها التحررية من شرنقة العادات والتقاليد. مشيرا إلى أن هذه الهوية مقترنة بالمكان الذي تتشظى فيه ذات البطل، وتتجزء لتتحول إلى غربة قاتلة، ما جعل (عبدو) يرفض المعنى المزيف للهوية المحصورة في الماضي، والهوية المستحيلة في الحاضر، إنه الانتماء كرها إلى المكان والزمان. 


وحول الرواية نفسها، تحدث الأستاذ جمال الفقير (القنيطرة)  في ورقته عن التيمات والمواضيع التي تطرقت لها الرواية باعتبارها تعبير عن التهميش والفقر والشذوذ الجنسي من خلال (عبدو) كشخصية وجودية متمردة وثائرة، مشيرا إلى تفاصيل حياته بالمغرب وبالمهجر (سان فرنسيسكو)، ولكونها كشف للواقع المليء بالمتناقضات، من خلال حياة بطل الرواية وما عاشه من مآسي سواء في موطنه أو ببلاد الغربة، حيث أماطت الرواية اللثام عن بعض مظاهر المتاجرة بالدين التي تستشري بالمجتمع في سبيل تحقيق المصالح الشخصية (الإمام المغربي بسان فرنسيسكو)، النفاق... كما اعتبر الباحث جمال الفقير الرواية بمثابة سبر لأغوار الذات المثخنة بالجروح والكدمات، من خلال الكشف عن الأسباب التي تقف وراء حقيقتها وكنهها مثل (عبدو)، (كريستين)، (خالد)، (مايلي)،... حيث أخضع السارد شخوص الرواية إلى جلسات نفسية لإبراز عوالمها الداخلية، مشيرا إلى البعد الإنساني في أعماق الذات التي سعى السارد إلى إبرازها رغم اختلاف الشخوص عرقيا وجنسيا أو دينها أو من خلال ميولاتها  أو رغباتها الجنسية.


أما الأستاذ عبد الله استيتو (القنيطرة) فقد ساهم بورقة وسمها بـ «عنف الأمكنة وأثرها على الشخصيات ومستويات اشتغال اللغة الروائية "صهيل جسد" نموذجا»، ركز فيها على الأمكنة وأثرها على نفسية الشخوص من خلال تصنيف هذه الأمكنة إلى منفتحة مثل القرية (الفضاء الذي ترك جروحا في نفسية السارد على اعتبار أنه مكان يقع على الهامش وبعيدا عن كل المقاربات التنموية ما سيخلق تمردا لديه)، والمدينة (سان فرانسيسكو المكان الثاني المنفتح الذي ستجري فيه الأحداث والذي يتسم بالانفتاح والحرية واختلاط الأجناس، حيث يكون هناك تأثير متبادل بين الشخصية والمكان (عبدو، كريستين، خالد...) إذ تصبح المدينة حسب الرواية فضاء للممارسات الشاذة من جنس ومثلية وسحاق وتجارة محرمة) وإلى أمكنة مغلقة مثل الحضيرة (التي كان يسجن فيها البطل، ما ترك لديه فوبيا الأماكن المغلقة)، المسجد (طرده منه)، بيت كريستين، وبالتالي ساهمت الأمكنة في مضاعفة الألم والشروخ في نفسية الشخوص. وفي الورقة نفسها تحدث الأستاذ استيتو عن مستويات اشتغال اللغة في الرواية باعتبارها حاملة للأفكار والعواطف فضلا عن تصويرها للصراعات التي يموج بها الواقع الحي فهي الحاملة لقوانين المجتمع والمعبرة عن تحولاته، إذ بنيت لغة الرواية على مجموعة من التعالقات النصية والأشكال الخطابية، كاللجوء إلى اللغة المباشرة للتعبير ووصف الواقع المأساوي لحياة الشخوص والأمكنة، كما اعتمد  لغة التفاعل النصي مستدعيا أنماطا تعبيرية تخللت النص الروائي كالأغنية الشعبية لما لها من دلالة نفسية تعبيرية  على المتلقي، وعلى الأمثال الشعبية سواء بلغة فصيحة أو بالدارجة المغربية.  


وقد تلا تقديم الرواية كلمة الكاتب عبد الجليل ولد حموية شكر فيها "الراصد الوطني للنشر والقراءة" على جهوده في إخراج العمل إلى الوجود والاحتفاء به، كما شكر الأساتذة الباحثين على غوصهم العميق في متون الرواية، ثم تحدث عن سياقات الكتابة الروائية النفسية والثقافية، مضيفا بعض الإضاءات الكامنة في الرواية ودواعي انشغاله بالقضايا التي يتضمنها النص.


وبعد المناقشة التي أسهم فيها الحضور بملاحظاتهم وتساؤلاتهم، تم تسليم الكاتب هدايا رمزية احتفالا بالمبدع وبمنتوجه الإبداعي الذي شكل إضافة نوعية للخزانة الروائية المغربية. 



 
  طنجة الأدبية (2018-01-26)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia