دأبت مؤسسة العرب للصحافة والنشر - التي تُصدر صحيفة "العرب العالمية " و"العرب الأسبوعي "، و"العرب الرياضي " - كل عام على إصدار مجلّد جديد في سياق سلسة الأعمال الكاملة للمؤسس الحاج أحمد الصالحين الهوني التي تحمل عنوانا لها "اللهم قد بلّغت اللهم فاشهد ".
المجلد الثالث يجمع افتتاحيات الحاج الهوني لسنوات 1990، 1991، 1992،1993 ، وهي سنوات شهدت أبرز الأحداث في المنطقة وخاصة اجتياح العراق للكويت وما انجر عنه من أحداث بارزة أهمها "عاصفة الصحراء " التي قادها بوش الأب على العراق ثم إحكام الحصار عليه وما خلفه من تأثيرات إنسانية واجتماعية واقتصادية فارقة ليس فقط على العراق بل في المنطقة ككل.
يشار إلى أن المجلد الجديد تم إصداره في الذكرى الثالثة والثلاثين لإصدار "العرب" في لندن، وهو تلازم رمزي يهدف إلى إبراز ارتباط المؤسسة بمواقف الحاج أحمد الصالحين الهوني، وهي مواقف جعلته أحد أبرز الكتاب والإعلاميين العرب طيلة 30 عاما.
وقد جاء في افتتاحية المجلد الثالث التي حملت عنوان "ذاكرة أمة " ما يلي:
"لا يمكن لأي قارئ، عابرا أم مختصا، أن يجد نصوصا بمثل حرارة ما كتبه الحاج أحمد الصالحين الهوني طيلة سنوات طويلة عن واقع العرب، وقضاياهم، والطريق التي عليهم أن يسلكوها كي يحققوا لأنفسهم العزة والكرامة..
حين تقرأ أحد نصوص الحاج الهوني يأسرك انطباع جارف بأن هذا النص كُتب لتوّه من أجلك ومعبّرا عن أحاسيسك وأمانيك.. تخرج إليك كلماته فوّارة ضاجة بالمعاناة، صارخة في وجه زمن عربي مأزوم تتحكم فيه الخلافات والحسابات الضيّقة صانعة فرقة تعود على الأمة بالوبال.
الكتاب الذي بين أيدينا يؤرخ للحقبة التي تمتد من سنة 1990 إلى سنة 1994، وهي حقبة مليئة بالأحداث والحروب والأزمات، فضلا عن انتفاضات الأمل العربي في وجه الاحتلال والزيف والتخلف.
كانت نصوص الحاج الهوني تستقرئ المستقبل بدقة كأنما هو ماثل أمامها، يمكنك أن تكتشف كم كان الرجل عارفا بخبايا المشهد الفلسطيني متوقعا أن تصل الخلافات بين حركتي فتح وحماس يوما ما إلى حد المواجهة، ولهذا دعاهم أكثر من مرة إلى تغليب المصلحة الوطنية وتعميق الانتفاضة وتطوير المؤسسات الوطنية لتشمل مختلف ألوان الطيف الفصائلي...".
ونقرأ أيضا.. "الذي يطّلع على هذا المجلّد والمجلد اللذين سبقاه يخرج بانطباع أساسي حول ما كتبه الحاج احمد الصالحين الهوني، هذا الهرم الإعلامي الكبير، وهو أن هذه المدونة يمكن وصفها بذاكرة الأمة، إذ تراوح في طرق المواضيع بين الاهتمام بالقضايا السياسية الحارقة التي فرضت على العرب أن يدافعوا عن وجودهم ويرفعوا لواء تحرير أراضيهم، وبين القضايا الأخرى ذات الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تحتاج أيضا إلى جهد وخطط وبرامج واعتمادات ونيات صادقة من أجل بناء أرضية صلبة للتغيير العربي المنشود، تغيير لا يتوقف عند التحرير بل يمتد إلى البناء، ولا يغرق في التفاصيل الماضي بل يُعد العدة ويضع لبنات المستقبل".
تعليقات:
