انطباعات أولية حول فيلم " غزية " لنبيل عيوش-أحمد سيجلماسي
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
متابعات

انطباعات أولية حول فيلم " غزية " لنبيل عيوش

انطلقت يوم الأربعاء 14 فبراير 2018 ، ببعض القاعات السينمائية الوطنية ، العروض التجارية لفيلم نبيل عيوش الجديد " غزية " (2017) . وهذا الفيلم ، الذي تستغرق مدة عرضه ساعتين تقريبا ، يتميز بتصويره الجميل لفضاءات طبيعية متنوعة بنواحي ورزازات ومناطق أطلسية أمازيغية جبلية ، بالإضافة إلى فضاءات الدار البيضاء المختلفة التي تجري فيها أغلب الأحداث ، وبالمقاطع الموسيقية المصاحبة لبعض مشاهده . كما يتميز بالأداء المقنع لأغلبية الممثلين المشاركين في تشخيص أدواره ، خصوصا يونس بواب والشابتين مها البخاري و دنيا بينبين وأمين الناجي في دور المعلم والسعدية لاديب ... وحسب تصريح لمخرجه فهو يقدم من خلاله نظرته للمجتمع المغربي من زوايا متعددة (واقع التعليم بالعالم القروي ، الفوارق الطبقية ، أحداث الدار البيضاء ، الحريات الفردية ، معاناة يهود مغاربة كبار في السن ...) عبر خمس قصص أو مصائر متشابكة .

ومرة أخرى يبرهن نبيل عيوش في هذا الفيلم الجديد ، كما في أفلامه السابقة ، على أنه قادر على إنجاز أفلام بالمواصفات التقنية المتعارف عليها دوليا . وهذا ليس غريبا على مخرج ومنتج ومنفذ إنتاج يحسن العثور على مدعمين ومشاركين في الإنتاج من داخل المغرب وخارجه ، ويشتغل مع تقنيين أجانب متمرسين في إدارة التصوير وهندسة الصوت والمونطاج وغيرها من التخصصات .

ما أثار انتباهي في فيلم " غزية " هو تركيز مخرجه أكثر على جسد زوجته الحالية مريم التوزاني ، بطلة الفيلم والمشاركة معه في كتابة سيناريوه ،  من جوانبه المختلفة وعلى رأسها وجهها ، الذي صوره على امتداد زمن الفيلم في لقطات مكبرة كثيرة ، وبطنها المنتفخ نسبيا ، الذي كشفت عنه عاريا في نهاية الفيلم ، وهي حامل في شهرها الثاث أو الرابع بابنهما " نوهام " ، الذي يبلغ عمره حاليا ستة أشهر حسب تصريحها لأحد المنابر الإعلامية ، وكأنني به يحتفي بها وبجسدها أكثر من غيرها من الممثلات ، خصوصا في أول ظهور لها على شاشة السينما كممثلة بعد أن مارست الصحافة وكتبت وأخرجت أفلاما قصيرة متميزة نال بعضها جوائز هنا وهناك .

 أما الخيوط السردية الرابطة بين القصص المتعددة في الفيلم وشخصياتها ، فيبدو للوهلة الأولى أنها ليست بالمتانة والوضوح الكافيين ، الشيء الذي يظهر نوعا من الضبابية في الرؤية والهشاشة في البناء الدرامي للفيلم مع غياب التماسك المحكم بين أحداثه ، كما أن بعض مشاهده تحضر فيها المباشرة أحيانا ويغلب على حواره خليط من اللغات (الأمازيغية والعربية الدارجة والفصيحة والعبرية) مع طغيان ملحوظ للفرنسية .

ولعل تضمن الفيلم  لبعض المشاهد " الساخنة " ذات المنحى البورنوغرافي هو الذي دفع لجنة المشاهدة التابعة للمركز السينمائي المغربي إلى تصنيفه في خانة الأفلام الممنوعة مشاهدتها على الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن ستة عشر سنة .

من بين الممثلين المشاركين في الفيلم هناك البلجيكي أرييه وورتالتر (Arieh Worthalter) وعبد الله ديدان ، وفي أدوار صغيرة كل من الحسين التيجيتي وحميد الزوغي وبنعيسى الجيراري وأمال صقر وغيرهم .

على أية حال يمكن اعتبار فيلم " غزية " إضافة عددية للفيلموغرافيا السينمائية المغربية ، لكنها ليست بالضرورة إضافة نوعية .



 
  أحمد سيجلماسي (2018-02-15)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

انطباعات أولية حول فيلم

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia