معرض التشكيلي المصري رضا عبدالرحمن: دمج الشخصية بالأبعاد الثلاثة للمنظور-طنجة الأدبية
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
تشكيل

معرض التشكيلي المصري رضا عبدالرحمن:
دمج الشخصية بالأبعاد الثلاثة للمنظور

افتتح في السادسة من مساء أمس جاليري رؤى للفنون المعرض الشخصي للفنان التشكيلي المصري رضا عبدالرحمن "ناس من حولي". يحتوي المعرض الذي رعته وزيرة الثقافة نانسي باكير ويستمر على مدار 20 يوما على 40 عملاً نفذت بمواد مختلفة منها الأكريليك والأحبار والأصباغ الخاصة على الورق والقماش.
يقول الفنان رضا عبدالرحمن عن معرضه "في العام 2007 وجدت نفسي مهتما بالعودة الى تكوين النماذج الإنسانية وعمل حوار مع هذه النماذج والتوقف عند العمل من خلال الذاكرة المؤقتة ومحاولة تشكيلها بشكل أكثر معاصرة وتشكيل ألوان تسيطر على مساحة العمل وإضاعة اللوحة أحيانا والسيطرة على العاطفة بمصاحبة اللون في محاولات عديدة للتعرف على الحقيقة وعلاقتها بمساحة اللوحة".
وقدم الناقد المصري كمال الجويلي لمعرض رضا عبدالرحمن من خلال وصفه لإحدى اللوحات المشاركة قائلاً "يقدم عبدالرحمن في معرضه الشخصي الجديد لوحة على خلفية وردية هادئة، تندمج فيها الشخصية "الموديل" بالأبعاد الثلاثة للمنظور، الحاضر بالإيهام، وينجح الفنان هنا في جعل مركز التكوين متمثلا في وجه الفتاة المتأمل في بساطة ثرية، بينما تمتد الحركة الى اليدين المسترخيتين، من أعلى إلى أسفل، متجهة الى اليسار مع حركة القدم، صاعدة من جديد مع بقعة الخلفية الحرة. كل ذلك بحس موسيقي غنائي، يجمع بين التجريد ولمحات الواقع بهمس رقيق".
ويتابع كمال الجويلي تقييمه لأعمال رضا عبدالرحمن بقوله "هذا المعرض اضافة جديدة بين اعمال الفنان بعد معرضيه الاخيرين في فرنسا، حيث حقق نجاحا ملحوظا يستوجب ولا شك التقدير ويدعو إلى المتابعة والتأمل. وهو دعوة من الفنان إلى الشباب إلى تعميق الدراسات والبحث وتملك لغة التشكيل التي يفتقر اليها الكثيرون".
وقال الناقد المصري محمد كمال عن تجربته "الفنان رضا عبدالرحمن واحد ممن اجتمعت لديهم موهبة الرسم والثقة في الذات، حتى صار رساماً من فصيل الكبار في تاريخ حركة الفن المصري المعاصر، وفي هذا السياق نجد رضا يحشد كل طاقته الابداعية وحرفيته التشكيلية على الخط كوحدة اصيلة في معمار الصورة، يلملم عليها فيضا من القيم الجمالية بين نغم وإيقاع وانسجام، بما يجعل اوراقه بأحجامها المختلفة تشدو بموسيقى خطية عبر قلم فصيح لا يعرف التردد أو الارتباك".
وأضاف "فإذا دققنا قليلاً في أداء عبدالرحمن سنلحظ انه لا يلجأ تقريباً إلى تقنيات التهشير والتظليل لأنه يستطيع بقدرة لافتة أن يمارس اللعب بحيل الظل والنور على جسم الخط نفسه، والذي يطأ الورق في مساحة زمنية وموضعية محدودة، اعتماداً على تحول القلم إلى إصبع سادس في كف اليد من لحم ودم وأعصاب، عند أعلى نقطة على منحنى التوافق بين العقل والوجدان، لذا فمن غير المدهش أن نجد رضا يصطحب دفتر الرسم اينما ذهب كصديق مخلص يبسط له زراعيه كلما أراد، وهو ما يجعله قادراً على التقاط الاسكتش بسرعة وسهولة في المقهى والجلسات الخاصة وأثناء رحلاته الفنية المتكررة، وفي هذا الإطار نراه في اللحظات التي يحاكي فيها المشاهد يستطيع أيضا من دون عناء يذكر أن يضبط أبعاده الفيزيقية المألوفة للعين عند الحد الأدنى للإجهاد الذهني".
يذكر أن الفنان رضا عبدالرحمن من مواليد الإسماعيلية، 1966، وهو حاصل منذ عام 1999 على شهادة الدكتوراة "الفلسفة في الفنون الجميلة" تخصص تصوير جداري عن رسالة بعنوان "دور التصوير الجداري في المنشآت الرياضية المصرية "دراسة تطبيقية""، وكان قد حصل عام 1995 على ماجستير الفنون الجميلة، تخصص تصوير جداري عن رسالة بعنوان "دور التصوير الجداري في الأبنية التعليمية المصرية" ودبلوم الجرافيك بتقدير جيد جدا ًودبلوم النقد وعلم الجمال بتقدير جيد جداًً. وقد تخرج الفنان رضا عبدالرحمن عام 1988 بحصوله على بكالوريوس الفنون الجميلة من جامعة المنيا، قسم التصوير، شعبة جداريات، بتقدير جيد جدا.
وحالياً يعمل رضا عبدالرحمن مسؤولاً عن الفنون التشكيلية بصندوق التنمية الثقافية في وزارة الثقافة المصرية.. وهو يمارس فنون التصوير والرسم والموزاييك والحفر والنحت، وله مشاركات في أكثر من 16 معرضاًً داخل مصر وخارجها، وعدد آخر من المعارض الجماعية. وقد اقتنيت اعماله من جانب متحف الفن الحديث وصندوق التنمية الثقافية وهي موزعة على عدد آخر من الأماكن العامة والحكومية والفنادق والمقتنين الأفراد بمصر والخارج.
وللفنان رضا عبدالرحمن العديد من اللوحات الجدارية والتماثيل الميدانية الموزعة على مدن بكل من البحر الأحمر وجنوب سيناء والإسماعيلية. وأسس أول مطبوعة شهرية منتظمة للفنون التشكيلية في مصر تحت اسم "بورتريه"، وأنشأ لها قاعة عرض تحت نفس الاسم وأسس مركز القاهرة القديمة للفنون، كما أقام أول سمبوزيوم دولي للتصوير في مصر (2007)



 
  طنجة الأدبية (2008-02-02)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

معرض التشكيلي المصري رضا عبدالرحمن: 
دمج الشخصية بالأبعاد الثلاثة للمنظور-طنجة الأدبية

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia