القدس
لم تقل وداعا ،
ارتشفت قليلا من الصبر
و سارت كما الفجر،
لم تلتفت ،
و الحساسين على ضفائر الوقت
تغزل لها من أيامها
أيقونة بلون قوس قزح .
القدس كأنثى الطيور ،
حين تراود قمرا أو غزالا
بلغة شاعر
يمتشق وشاح الفجر ،
و يتأبط تضاريس المسافات ،
يوشوش في أذن استعارة يتيمة
أو تشبيه نسي أداته في تفاصيل البحور.
القدس
حين تتسلل إلى جرح القصيدة ،
و ترسم على جدار الأقصى ظلها ،
و تزرع في شرايين المواعيد
براعم للرفض.
القدس
حين تعزف للأرض لحنا،
و تكشف مفاتنها لصبايا الحجر
صباحا،
و في الهزيع الأخير
تسرج للغزاة
قصائد الرثاء.
القدس
نكاية بالليل
تحلم على صدر البراءة ،
و تنصت لعبير الكلام ،
و من اهذابها تغتزل
سلما لسماء ظليلة .
للقدس
تفاصيل البلاد ،
حين تفتح في القلب
شراعا ،
أو عرسا لزغاريد البحار
أو موعدا للسفر.