مسرحية..... في انتظار...هاملت-حيدرعبدالله ألشطري
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
مسرح

مسرحية.....
في انتظار...هاملت

  حيدرعبدالله ألشطري    

توطئة
من اشلاء الرجاء المنغمسة في وحل التيه....
ومن ابعد بقعة ضوء جادت بها الشمس   ....
كانت تلك الاصوات المبحوحة .....تصرخ:
ايــــــــــه..ايها الامل المبعوث بالدخان ...
الم يكن غير هذا الالم من نافذة للـــــــ.....
يا ايها الالم......
 لم كل ذلك الجدب ......؟
 وللانتظار....رائحة تفوح من حبات الرمل المدجج بالهجير
ايـــــــــه ايها الانتظار .....
اي مفاتيح للصبر ....تلك التي تلوح بها منذ ولادتك الاولى .....
وكم من هاملت يستطيع ان يفتح مغاليق الحقيقة
واي غيمة تلك التي ستدر علينا مطرا ........؟
الممثل/ (يقوم بتمثيل احد مشاهد هاملت
TO BE OR NOT TO BE        
           (ثم يتجه ليفتش في المكان )
          ترى أين أنت ...يامن لم تعرف الراحة يوما....أية عدالة هذه
          وأي عبء ذلك الذي وضع على كاهلك ...
         أنا لا استطيع تحمل هذه الأعباء  ولست قادرا حتى على
          تصورها ....لقد حملت حملا ثقيلا أحنى ظهرك حتى لم تكد
          تقف بطولك .
         أيها الأمير الجميل المدلل...من ذا الذي يجرؤ على كسر قلبك
         الرقيق وتشويش رأسك  وأنت لا تستحق كل هذا .
         يا ألهي ....جرم مأساوي كبير وشخصية نبيلة نقيةتنقصها قوة
         العصب الضرورية لتحمل المصائب الكبيرة.....إنها مقارنة
        غير متساوية ...فكيف لك تحمل ذلك وإصلاح اضطراب
        الزمن...صدقني حتى لو لم تكن بهذه الصفات وكانت لك من
        الشدة والغلاظةما يميز شخصيتك لكنا قد تعاطفنا معك.
        فهذه مسؤولية عظيمة لو تعرض لها أي واحد منا لقضت
        عليه...
        لذلك لا ادري كيف سأقوم بأداء هذا الدور ورسم هذه المشاعر
        والأحاسيس....إني لا أقوى على ذلك ...ولكني في الوقت نفسه
        أريد أن امثل دوره فلطالما أحببته ولطالما حلمت بهذه الفرصة
        الكبيرة منذ سنين .
       ( يدخل الشبح فجأة )

الشبـح/ ( من ذلك الذي يقبل صاغرا سياط الزمن ومهانا ته ..ويرضخ
         لظلم المستبد ويسكت عن زراية المتغطرس.....؟)
         هذا ما جئت به...وتلك هي الرسالة التي يجب أن تصل إليه .....
          إنها اكبر من قضية عرش ..رغم إنهم سلبوه منه ..وأنا ما جئت
          من اجل ذلك...ثم إن العرش لم يكن همه الأول ..رغم انه الوريث
         الشرعي له .
         أنا اعرف بأنه لايستحق هذا العناء ..ولكن أيضا ليس هناك من
       يقوم بهذا الدور سواه ...نعم ليس هناك سواه ..فالعدالة لا توهب
       بل يسعى إليها .. ..يالتعاسته ...أني أواسيه وأتألم من اجله لاني
        سوف لن ادعه يبني عشا للطيور أو يسقي شجرة بماء عذب
        وإنما سأكون سدا منيعا أمام مملكة أحلامه...

الممثل/(مخاطبا الشبح)
          ماذا يمكن للإنسان أن يفعل إزاء ما يشاهد من جرائم قتل وسلب
          حقوق وخيانات عظمى
الشبح/ اعتقد بان عليه مواجهة قدره وتحمل أعبائه....فهذا هو حال
          الإنسان في كل العصور....وإلا.....!

الممثل/ وإلا ماذا.....؟

الشبح/ وإلا.. امتلأت الأرض بالمجرمين والسراق والقتلة ...هناك
         مسارات يجب على الإنسان أن يعدلها

الممثل/ ولكنها مهمة كبيرة وواجب ثقيل على الإنسان

الشبح/( العدل في السماء والسلام على الأرض)

الممثل/ ولكن الزمن يسير.......؟

الشبح/ ولا ينتظر ...ومن يتخلف عليه اللحاق به

الممثل/ ماذا تفعل هنا

الشبح/ أنا على موعد

الممثل / وأنا كذلك
          (يتفحص المكان )
         نعم انه نفس الزمان والمكان

الشبح/ تنتظر من ....؟
         
الممثل/ ( بعد برهة)
           أنا انتظر هاملت .....! فلقد رأيته البارحة في المنام وطلبت منه
          أن أراه  وكان الموعد..وأنت تنتظر من ....؟

الشبح/ أنا أيضا انتظر هاملت ...فأنا اعرف انه سيأتي إلى هنا


الممثل/ لا بد لي من أن انتظره ..كي التقي به ..وإلا سوف لن استطيع
          أداء دوره الصعب ...نعم انه صعب جدا ...حتى بعد أن تعرف كل
          أبعاد الشخصية ...ثم إني أريد أن اسأله ...فلدي أسئلة كثيرة تحتاج
          إلى أجوبة واعتقد أن ليس هناك سواه من يستطيع الإجابة عليها

الشبح/ انه شخص وديع ....وديع جدا

الممثل/ ومن أين تعرفه....؟

الشبح/ إني اعرفه جيدا ..حتى يمكن أكثر مما يعرف هو نفسه ...أنا من
         رباه على ذلك......!

الممثل/ ولكن كيف .......!؟

الشبح/ اسمع ياولدي ...إن في كل زمان يجب ان يكون هناك  هاملت
       مادام هناك للجريمة حواضن لها ترسم وتخطط وتدير ثم تنفذ.

الممثل/ وهل لكل خطيئة تحدث ..يجب أن يكون هناك هاملت لإصلاحها
         أي كلام هذا .....ثم لماذا أنت هنا ..ولماذا تنتظره أنت أيضا....؟

الشبح/ علي أن أدله على الطريق الصحيح.....!
         
الممثل/ (يضحك)
          اي انتظار هذا واي منتظر..... وهل أنت مجرد خيال ..ومن أي      
         جيب من الجحيم اتيت ....؟

الشبح/ أنا لم آتي من الجحيم ..ولم أكن شيطانا ..ثم إني لست بدمية تحرك
        فكيها ....أنا روح إنسان

الممثل/ إذن أنت .....!

الشبح/ نعم أنا.....!

الممثل/ ( يرقص فرحا )
          إذن سوف يأتي ....وسألتقي به... ولكن لا ادري هل سابلع
          لساني في حضرته ام انني سوف استطيع ان اسأله كل الاسئلة
          (يحدثه وكأنه في حضرته )
          سيدي الامير....كيفــ........؟
         ( ينتبه ويخاطب الشبح )
         ولكن قل لي ...من أي زمان وأي مكان أتيت

الشبح/ أنا من كل الازمنة التي تتوالد وتكرر نفسها وما من حل

الممثل/ ومتى سيكون الحل

الشبح/ عندما لا نحتاج إلى هاملت ....وعندما يكون كل واحد منا هو

الممثل/ ولكننا ألان بحاجته

الشبح/ لأننا نعيش في هذا العالم ........!

الممثل/ وفي أي عالم سوف لن نحتاجه

الشبح/ في العالم الذي يكون فيه الإنسان إنسانا.........!

الممثل/ ومتى يكون هذا العالم .....؟

الشبح/ في يوم ما ستحين ساعته ......!
        (يدخل شخص ومعه طفل )

الممثل/ هيه ...انظر أظن انه هاملت

الشبح/ وأين هو .....؟

الممثل/ هذا هو ...
         (يخاطب الشخص )
         هيه هل أنت هاملت ......؟

الشخص/ (يضحك بهستيريا)
            وهل أن مثلي يصلح أن يكون هاملتا ...أنا بالكاد أصلح أن أكون
            عطيل مثلا ...هذا إذا ما وجدنا دزدمونه ترضى بهكذا عطيل

الشبح/ ومن تكون .....؟

الشخص/ أنا والد هذا الطفل

الشبح/ ومن يكون الطفل.....؟

الشخص / انه ابني .......!
            ( يضحك )
           إنها متوالية تبدأ من حيث تنتهي .....أليس كذلك....؟
           ما أكثر الدوائر التي ندور فيها ولا نعرف متى وأين سنقف
          ( يخاطب الاثنين )
          اسمعوا إنها تشبه كثيرا قصة البيضة والدجاجة ...ومن كانت أولا
          البيضة أم الدجاجة .
          هل سمعتم بها ........؟
           ( يوجه كلامه للممثل )
           هيه من كانت أولا ...البيضة أم الدجاجة

الممثل/( لايجاوبه )

الشخص/ ( يوجه سؤاله للشبح )
             وأنت.... من كان أولا البيضة أم الدجاجة

الشبح/ ( لايجاوبه )

الطفل / اعتقد إنها كانت الدجاجة ....يا أبي

الممثل / ولماذا لم تكن البيضة ....؟

الطفل/ لو لم تكن الدجاجة ... فمن أين أتت البيضة ...ثم من الذي رقد
         على البيضة حتى فقست ....ها...؟

الشبح/ نعم... هو الواحد الذي لايخلق الأشياء إلا متكاملة

الشخص/ وهي الأجوبة التي تفسر الأشياء وتعطيها معانيها

الممثل/ ولكنها لاتكون في متناول اليد في كثير من الأحيان

الشبح/ وما فضلك أمام الأجوبة الجاهزة التي تأتيك دون عناء

الممثل/ وهل ولد الإنسان ليتحمل معاناة البحث المضني

الشبح/وما فائدته إن لم يجد صور الحقيقة المبهمة

الممثل/ ولكن هناك حقيقة مرة مع كل فعل يستلب من الإنسان حقه

الشبح/وهذه هي النتيجة ...أن تأخذ الإنسانية معناها الحقيقي

الشخص/( بحدة)
            وأين كانت الإنسانية من أولئك الذين جعلوا ابني هذا لا يستطيع
            أن يذهب وحده إلى المدرسة .

الطفل/ أبي ..إني اسمع جرس المدرسة يرن...اعتقد إن الدرس الأول قد
         ابتدأ....هيا نلحق قبل دخول المعلم إلى الصف
        ( يسمع صوت انفجار )

الشخص/  إنها مفخخة أخرى ..........!

الممثل/ وهي أرواح أخرى قد أزهقت بدون حق

الشخص/ ما معنى أن تصبغ الدماء أرصفة الشوارع وتعبدهااشلاء
            الأجساد المتناثرة ....اعتقد إن الانفجار حدث قريبا من المدرسة
           وهذا يعني إن الضحايا أكثرهم من الأطفال....يا الهي كان من
          الممكن ان يكون ولدي هذا احدهم ...انها العناية الالهية وليست
          المصادفة التي اختارت ان يكون ولدي ليس من ضمن الذين
          سقطوا في هذا الانفجار
الممثل/ ولكنه قد يكون احد الضحايا في تفجير اخر ...نعم فهو موت
          مؤجل الى حين

الشبح/ بل انه القدر الذي على الانسان ان يتقبله ......!

الطفل/ انظر يا ابي .....انظر الى تلك الشجرة التي احترقت من جراء
          الانفجار......مـــا كان ذنبها.....؟

الشخص/ انه سؤال صعب  ياولدي ...اعتقد بان حتى اولئك الذين نفذوا
            الانفجار لا يعلمون ما ذنب كل اولئك الضحايا......!

الطفل/ ومن الذي يعرف يا ابي .....؟

الشخص/ وهذا السؤال اصعب من الاول

الممثل/ بل هو اسهل الاسئلة ......!

الشخص/ هذا بالنسبة لمعطيات تفرضها انت وتثبتها

الشخص/ بل هي حقائق واضحة وجلية

الطفل/ ومتى اذهب الى المدرسة يا ابي ...؟

الشخص/ سوف لن تذهب ياولدي

الشبح/ (بشدة )
          بل سيذهب ....فما هي الا اقل من ساعة حتى يقوموا بتجميع
         الاشلاء
         ( يقوم بتمثيل عملية التجميع )
         وقد يركبوا رأسا على غير جسد ....وقد يضعوا أيدي في غير
         محلها وعندما ينتهون من ذلك سوف يعود كل شيء الى حاله
         وتبدأ الحياة من جديد .....هكذا هي الــ .........!

الممثل/ في الانفجار الذي حدث البارحة وبعد ان قمنا بتجميع الاشلاء
          بقيت لدينا جثة تنقصها رجل واحدة ولا ندري اين ذهبت ....!

الشخص/ لا تستغرب فربما هذه الجثة تعود لشخص كان قد فقد رجله
            في انفجار سابق ......!
           (ينتبه )
           اسمعوا انا لحد الان لم اعرف من انتما ....ولماذا انتم هنا
الشبح/ وهل يفيدك هذا بشيء .....؟

الشخص/ ربما .....!

الممثل/ نحن ننتظر شخصا سيأتي الينا

الشخص/ وان لم يأتي .....؟

الشبح/ بل سيأتي

الشخص/ وما حاجتكم به

الشبح/ لكل منا غرض وحاجة

الشخص/ اذن استودعكم الله فلا حاجة لي مع صاحبكم ....
            (يحاول ان يخرج ويهم بذلك ...ولكن رجلاه لا تقويا على ذلك
              ويجرب عدة مرات بدون جدوى حيث يبدو وكأن رجلاه قد
            تسمرتا بالارض )
           يبدو انني سانضم الى قافلة المنتظرين ........!

الطفل/ ( ينظر جانبا )
        اني ارى الشمس وقد شابها الشحوب ....اكان ذلك بفعل دخان
        الانفجار

الشبح/ ما اسمك ايها الصغير ....؟

الطفل/ اسمي ..هـــا....

الممثل/( يخاطب الشبح بفرح غامر )
         يقول ان اسمه هــــا....
الشبح/ نعم ...نعم
       (يخاطب الطفل )
      ما اسمك ياولدي ........؟

الطفل / اسمي ...هــا...هـــــاني

الممثل/ ( بخيبة )
         هاني......؟

الطفل / نعم هاني

الشبح/ وفي اي مرحلة دراسية انت

الطفل/ انا في المرحلة الابتدائية

الممثل / وهل تعرف هاملت ....؟

الطفل/ ومن هو هاملت ...؟

الشبح/ لايهم ...لا يهم ياولدي ....هل لديك اصدقاء.....؟

الطفل /( يجاوب في الفراغ )
           ان امي ميتة.....!

الشبح/ هل لديك اصدقاء.....؟

الطفل/ لقد رأيتها بعيني عندما سحقتها سرفة الدبابة ....!

الشبح/ هل لديك اصدقاء ....؟

الطفل/وقد اخذ الدم يتناثر من جسدها وكأنه يخرج من خرطوم مياه..!

الشبح/ هل لديك اصدقاء ...؟

الطفل / لم تغمض عينيها التي كانت تنظر بهما الي ...وانا لا املك شيئا..!

الشبح/ هل لديك اصدقاء .....؟

الطفل/ كان ذلك وانا لم ادخل المدرسة بعد ...
        (بحرقة )
        لماذا يموت الناس ....ها ........؟

الشبح/ ان هذه هي النهاية المنطقية للانسان

الطفل/ ان هي كذلك فلماذا نطلب بثأره ....؟

الشبح/ (يستغرب )
        ومن اين عرفت انني هنا كي اطلب بثأر .....؟

الطفل/ لا اعرف انك هنا لتطلب بثأر ...ولكني اعرف ان كل من يقتل
         يطلب بثأره

الشبح/ لأن من قرر ان ينهي حياته شخص اخر مثله ......لذلك كان على
         شخص ثالث ان يقرر نهاية هذا الثاني

الطفل / ولكننا بذلك سنخسر ثلاثة.....!

الممثل/ ربما تنتهي اللعبة على هذا الحال ...وربما تستمر الى اجل غير
          مسمى

الشخص/ هيه .....سوف تفسدوا عقل ابني ....متى ياتي صاحبكما .....؟

الشبح/ عندما تستطيع الذهاب من هنا

الشخص/ ومتى استطيع الذهاب من هنا ......؟

الممثل/ عندما تهدأ مشكلة الانفجار هناك ...وترجع الحياة الى طبيعتها

الشخص/ ولكن قد يكون هناك انفجار اخر

الشبح/ اذن عليك ان تبقى معنا

الشخص/ وهل ان الذي تنتظرونه يمتلك حلولا لما نحن فيه ....؟

الشبح/ نعم ....!

الممثل/ ربما.....!

الشخص/ وهل يمكن ان نعيش على امل الـــ...ربما ...ياللتعاسة
            (يخرج هو وابنه بعد صراع حيث يستل جسده هو وابنه
              بصعوبة )

الشبح/ كيف لك ان تشكك في قدراته ....؟

الممثل / وما الذي يجعلك مـتأكدا من قدرته على التغيير

الشبح/ لاني اراه لا كما تراه انت.... انا اعرفه جيدا

الممثل/ وذلك يحتم عليك ان تدلني عليه ..حتى وان لم ياتي

الشبح/ لابد وانه سياتي .....!

المثل/ وهل انت متاكد من انه سوف ياتي .....؟

الشبح / لا يمكن ان يتركنا على هذا الحال ....انه واجبه الذي عليه تاديته
         سياتي وسيصرخ بصوته المدوي لا عنا زمن الاخطاء

الممثل/ ولكننا ننتظر منذ زمن .....؟

الشبح/ وهذا لانه لم نفعل شيئا ..لابد وان يكون انتظارنا مقرونا بعمل مـــا

الممثل/ وماذا نعمل ونحن ازاء ازمات لا قبل لنا بها

الشبح/ عليك اولا ان تكون مؤمنا به وبقدراته

الممثل/ لماذا لم تبقى نائما قريرا في قبرك ...الم يكن ذلك افضل حالا من
         الذي انت فيه .....؟

الشبح/ ومن الذي يقبل ان تبنى مملكته على اعمدة الفجور والخيانة
        والخطيئة ...الم يكن هذا سببا في توقك لتمثيل دوره...بالمناسبة
        انه يحب التمثيل وكثيرا ما جعل منه منبرا لكشف الحقائق التي
        يخفيها البعض
       (تحدث ضوضاء وارتباك كبير يهتز له كل شيء وكان زلزالا قد
        ضرب المكان )
       هيه اسمع ...انها نذر قدوم هاملت...
       ( ينظر الى الاعلى )
       اخيرا قد اتى ......لقد نجونا ...هيه اين انت ياهاملت....؟
       (يبحث عنه في كل مكان )

الممثل/ لم يكن هو ابدا ....يبدو انه انفجار جديد
         (تسمع اصوات ضجيج عالية تاتي من الخارج )
         يبدو ان هذه هي علامات وصوله ..اسمع ..اسمع
          ( تبدا الاصوات بالاقتراب )
          انه هو .....لا يمكن الا ان يكون هو
          (تقترب الاصوات اكثر ..ثم تبدا بالتلاشي )

الشبح/ يبدو انه رتل عسكري
         ( بخيبة )
          انها اصوات سرف الدبابات والتي لا يمكن ان تحمل معها هاملت

الممثل/ يالهي .....ما العمل هل سنبقى مستسلمين هكذا ...لقد وفيت                         
        بوعدي ولكنه لم ياتي
       (صوت قطار ينقطع وهو في شدته دون ان يتلاشى )

الشبح/ ولكنه لا يمكن ان ينقض وعده

الممثل/ولكن متى ...؟

الشبح/ ربما قد اتى وذهب وربما اتى ولم يذهب

الممثل/ وماذا تعني

الشبح/ (بتاكيد )
           لايمكن الانتظار اكثر من ذلك

الممثل/ نعم ...احسه قريب مني

الشبح/ لا يمكن للوقت ان يستطيل اكثر من ذلك

الممثل/ نعم ....اني اشم رائحته في كل مكان

الشبح/لا يمكن للماساة ان تتسع اكثر من ذلك

الممثل/ نعم...انه يملاني من راسي حتى اخمص قدمي

الشبح/ لا يمكن ...والا سيحدث انفجار رهيب

الممثل/ نعم....نعم...نعم

الشبح/ (يتنحى جانبا )
         انا اكثر شخص يعرف باني ليس هو ...فانا محض روح

الممثل/ (يعود الى حاله الاول..حيث يمثل مشهد الكينونة)
        TO BE OR NOT TO BE THAT IS THE QUESTION



 
  حيدرعبدالله ألشطري (2009-08-26)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

مسرحية.....
في انتظار...هاملت-حيدرعبدالله ألشطري

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia