البحث في الفكر الديني-محمد إسماعيل بطرش
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
مقالات

البحث في الفكر الديني

الدين متلازمة مع وجود الإنسان و له دور كبير في حضارته الفكرية و التزامه الخلقي، غير أن المعتقد الديني قد تطور بتطور الإنسان مع الزمن و تنوع الحضارات التي أقامها على الأرض و التي كان لرجال الدين دور في نشوء النزاعات بين الأديان و وضع الحواجز المعيقة بين بني البشر.
فيما يلي، سأحاول القيام بدراسة فيما بين أيدينا من الديانات معتمدا فيها التمحيص في بعض المعلومات الموسوعية من موسوعة الإنكارتا في العرض التاريخي للديانات اليهودية و المسيحية و الإسلام عارضا ما قادتني إليه هذه الدراسة من محاولة لتوحيد الفكر الديني ليكون الدين عامل توحيد بين الناس لا عامل تفرقة و تنازع و اقتتال يكاد أن يفقدنا الأرض التي نعيش عليها.
بدءا من فكرة القدرية و الجبرية، أعتقد أن الإنسان منذ خلقه وُجِد مسؤولا، فالحياة العاقلة أمانة عرضها الخالق  على الإنسان دون غيره من المخلوقات و كان الإنسان في قبوله اختيار حمل أمانة الحياة العاقلة كإنسان مكلّف مسؤولا تجاه الخالق و كل ما يعمله في حياته مسجل عليه ليوم الحساب و لعل هذا هو أصل الأخلاق لدى البشر، " أم حسبتم أننا خلقناكم عبثا، و أنكم إلينا لا ترجعون".
يمتاز الإنسان عن سائر المخلوقات بالعقل. غير أن العقل البشري ليس مطلقا، بل هو قدرة محدودة، ، بعتبتين دنيا و عليا، شأن كل شيء، و لكن ألا يوجد ما هو وراء حدود العقل؟ بلى، يوجد عالم الغيب الذي لا نستطيع إدراكه إلا بالإيمان.
هنالك عالمان : عالم الشهادة، و عالم الغيب. في عالم الشهادة يستوي فيه الإنسان مع الكائنات الأخرى غير العاقلة و التي لها حواس تدرك بها ما يحيطها من وسط ضمن حدود هذه الحواس، أما عالم الغيب فلا سبيل إلى إدراكه بغير وجود معجزة وجد من أجلها الأنبياء و الرسل و هي أساس الأديان.
لو استعرضنا مفهوم الله في الأديان، نجده مفهوما متطورا يبدأ بالمحسوس لينتهي إلى المجرّد، و لعل الفكر المجرد هو أعلى قدرات العقل البشري.
كان الإنسان منذ خلقه يتساءل من أين و إلى أين و نشأت من تلك التساؤلات كل الفلسفات. غير أن الأديان تمتاز عن الفلسفات بأنها وجدت لتؤكد على المسؤولية الأخلاقية لدى الإنسان و ارتباطها بمفهومي الثواب و العقاب.
كان لكل نبي كتاب، غير أن الدراسة النقدية لنصوص هذه الكتب تبين ما يلي:
نصوص التوراة الموجودة الآن هي من عمل الكتبة اليهود لأن موسى كان قد كسر الألواح التي أنزلت عليه في جبل الطور عندما وجد قومه يعبدون العجل الذهبي الذي صاغه لهم السامري لدى عودة موسى  من ميقات ربه. و لا أدل على ذلك أن التوراة المنتحلة تذكر موت موسى و دفنه على لسانه في حياته، كما أنها لا تزال تُراجع و تحور و تزاد بدءا من التلمودين لتكرس فكرة شعب يهوه المختار و احتقار باقي الأمم، إلى الفكر الصهيوني و بروتوكولات حكماء صهيون.
لم يكتب الإنجيل في حياة السيد المسيح و كان المسيحيون الأول موحدين على مذهب آريوس يؤمنون بالمسيح نبيا و ليس إلها أو ابن إله حتى التئام مجمع نيقية الذي عقده لهم قسطنطين رأس الإمبرطورية البيزنطية في مدينة إزنيك بتركيا عام 325 للميلاد و الذي كان بداية التغريب للدين المسيحي عن منشئه السوري و جعله وسيلة للاستعمار الأوربي الصليبي و تثبيت رجال الكهنوت نصوص الأناجيل الأربعة في سيرة السيد المسيح و إدخال معتقد التثليث الذي ابتدعه الكاهن اللاتيني ترتوليان و جعل رجال الدين و الكنيسة وسيطا بين الله و الناس بادعاء أن الوحي لا يزال يتنزّل عليهم و أن  الله لن يغفر للعبد الخاطئ ما لم يغفر له رجل الكنيسة أولا، و من ذلك نشأت سلطة الكنيسة كإقطاع و صدّرت صكوك الغفران تبيعها للناس.
يمتاز الإسلام الصحيح بعدم وجود رجال دين فيه، و بأنه لا يُكره الناس على اعتناقه، و بأنه يصحح الدينين السابقين معتقدا و ممارسة. غير أن تحول بعض معتنقي ديانات سابقة إلى الإسلام قد أدى إلى وجود الفرق و الشيع التي ليست من الإسلام في شيء و أنما هي ممارسات لطقوس مبتدعة كلها أباطيل. و الآن نحن كلنا مسلمون.
يشجع الاستعمار الحديث على قيام النزاعات العنصرية و القبلية و الطائفية على مبدأ فرق تسد و يكون رجال الدين وسيلته في ذلك، و نظرا لأننا لا نستطيع حذف الدين من حياة الشعوب لذلك كان مبدأ فصل الدين عن الدولة الحل الوحيد لهذا الإشكال. غير أن محاولة تصحيح و توحيد المعتقد أمر ينسجم مع إنهاض الناس من عثرات الأديان فالدين لله و الوطن للجميع.
الدين و الكتاب:

ينقسم العالم اليوم إلى ميدانين متقابلين مسلم و غير مسلم و لكل منهما ميزات و سمات . فالعالم المسلم يبلغ المليار و النصف يعتقد بوحدانية الله و تنزهه عن الصفات بينما العالم غير المسلم يتبع كتبا موضوعة و رجال دين أقاموا من أنفسهم سلطة بعد غياب أنبيائهم المرسلين يكتبون الكتاب بأيديهم و يدعون أنه من عند الله و ما هو كذلك. و يصورون للناس طقوسا و رموزا ما أنزل الله بها من سلطان و اتخذوا من أنفسهم وسيطا بين الناس و ربهم الذي ابتدعوه على هواهم إن هو يهوه إله اليهود، أو هو الثالوث المشرك لدى المسيحيين فأنى يؤفكون.

كانوا في عصر ظلماتهم يبيعون للناس صكوك الغفران و يتصرفون بهم كما يشاءون. و كانت نساؤهم سلعا يسددون بها ديونهم و متعا مستباحة لرجال الدين و رجال الإقطاع بدون وازع من دين أو خلق. و يذكر لنا التاريخ كيف أن الإسكندر المقدوني ارتكب الفاحشة مع أحد الغلمان جهارا أمام الحاضرين في ساحة المسرح يوم انتصاره على الفرس كما يذكر لنا جان جاك روسو في اعترافاته و هو كما يدعونه فيلسوف الثورة الفرنسية و مرجع الديموقراطية أنه لا يعرف عدد أبنائه و بناته اللاشرعيين في دور اللقطاء كما يصور لنا بوكاشيو في عشيراته (الديكاميرون) كيف كان رجال الدين ينتهكون أعراض نساء السذج من أتباعهم باسم الدين الذي حولوه وسيلة للتكسب و الاستمتاع الحرام. و ها نحن في عصرنا الحاضر نشاهد على شاشات التلفاز حفلا من المثليين ذكورا و إناثا أزواجا أزواجا بالآلاف عددا يمنحون في سان فرانسيسكو شهادات زواج رسمية في حفل عام على رءوس الأشهاد تٌقرها أعراف الديموقراطية الأميركية و تدعو إليها الناس باسم العولمة و الحرية التي يضمنها الدستور الأميركي العتيد.

إذا استعرضنا حال ما عليه الناس من عقائد في العصر الحاضر يتبين لنا أن القرآن الكريم و هو آخر كتاب أٌنزله الله على رسوله محمد عليه السلام أكمل الله به الدين و أتمّ به على الناس نعمه و رضي بالإسلام دينا للناس أجمعين: " اليوم أكملت لكم دينكم و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الإسلام دينا".

تنزّلت التوراة على موسى عليه السلام لكنه كسر الألواح إذ رأى بني إسرائيل يعبدون العجل عندما عاد إليهم من ميقات ربه. و قاموا يكتبون الكتاب بأيديهم بعد قرابة ألفي سنة من وفاة موسى و نسبوا الكتاب إليه مثبتين عن لسانه متى مات و أين دٌفن. أما يهوه إله بني إسرائيل الخاص دون الناس أجمعين فيصورونه فيما انتحلوه على التوراة بأنه بشكل إنسان له محل إقامة و يمشي على قدميه وقت العصر عند آدم و حواء في جنة عدن وهو الذي ظهر لموسى كما ظهر في عهد دانيال بشكل شيخ هرم له لحية بيضاء. ورد في شريعة موسى 124000 نبي و أن اليهود ينتظرون قدوم نبي آخر الزمان و يسمونه سلطان الأنبياء.

أما الإنجيل الذي أٌنزل على عيسى عليه السلام فلم يكتب منه آية واحدة في عهده و بقي المسيحيون فترة 325 سنه بعد المسيح بدون كتاب إلى أن انعقد مجمع نيفية على أمر قسطنطين الذي كان وثنيا شأن الروم و عٌرِض في ذلك المجمع 27 سفرا لثمانية كتّاب انتٌخِب منها أربعة من أصل 40 أو 50 نص مختلف، بل و متعارض، لما اعتبروه إنجيلا. و عٌرِض في ذلك المجمع موضوع الأبوة و البنوّة الذي تقدّم به الخصي المصري خادم الرهبان أوريفين كما عٌرضت فكرة التثليث التي تقدّم بها الراهب اللاتيني الملحد ترتوليان و تم التصويت على التثليث مقابل التوحيد فصوّت ثلث الحاضرين للتثليث بينما بقي الموحدون أكثرية إلى أن شتتهم قسطنطين. و حتى الحواريين لم يكن لديهم إنجيل مكتوب بل كانوا يتداولونه شفاهة.

جاء السيد المسيح مبشّرا بملكوت الله و مصححا لما حوره اليهود من شريعة موسى. خٌتِن السيد المسيح و هو ابن ثمانية أيام غير أن الكنيسة التي وجد فيها 500 مذهب مختلف التزمت يوم الأحد و أبطلت الختان. كان السيد المسيح يعمل نجارا و قد رفض اليهود الاعتراف به لأنه لم يكن على الصورة التي كونها أحبار اليهود لمسيحهم كما أقامت الكنيسة مكان السيد المسيح النبي المرسل يسوعا خياليا متألها رغم أنه قال لهم ما جئت من نفسي لكن الله أرسلني لماذا لا تفهمون. بشّر السيد المسيح بمجيء البارقليط ، مبشرا برسول يأتي من بعده اسمه أحمد المرسل من قبل الله و الذي سيأتي بعد السيد المسيح و يبيّن كلامه و إنجيله الحقيقي الذي لم يفهموه.

أقامت الكنيسة من نفسها وسيطا بين الله و مخلوقاته ، فلن يٌغفر لشخص ما لم يقل له الراهب أنا غفرت لك كل خطاياك.

كان بولص و هو رأس الكنيسة يهوديا موسويا قد اعتبر أن الشريعة هي السبب في بقاء الخطيئة و أن السيد المسيح قد خلّص الناس من لعنة الشريعة.

اتخذ اليهود و النصارى أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله و جعلوا الصليب و الإيقونات معبودات من دون الله
فأشركوا. و لننظر الآن ما يثبته القرآن الكريم في هذا الصدد:
" كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين و منذرين و أنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه و ما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البيِّنات بغيا بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه و الله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم." " و رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم." "قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم ألا نعبد إلا الله و لا نشرك به شيئا و لا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله."

" إن الدين عند الله الإسلام و ما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم و من يكفر فإن الله سريع الحساب. فإن حاجّوك فقل أسلمت وجهي لله و من اتبعن و قل للذين أوتوا الكتاب و الأميين أأسلمتم فإن أسلموا فقد اهتدوا و إن تولّوا فإنما عليك البلاغ و الله بصير بالعباد."

" قل آمنا بالله و ما أٌنزل علينا و ما أٌنزل على إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و الأسباط و ما أوتي موسى و عيسى و النبيّون من ربّهم لا نفرّق بين أحد منهم و نحن له مسلمون. و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يٌقبل منه و هو في الآخرة من الخاسرين."

" إنا أنزلنا التوراة فيها هدى و نور يحكم بها النبيّون الذين أسلموا للذين هادوا و الربّانيّون و الأحبار بما استٌحفِظوا من كتاب الله و كانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس و اخشون و لا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا و من لا يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون. و كتبنا عليهم فيها أن النّفس بالنّفس و العين بالعين و الأنف بالأنف و الأذن بالأذن و السن بالسن و الجروح قصاص فمن تصدّق به فهو كفّارة له و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون."

"و قفّينا على آثارهم بعيسى بن مريم مصدقا لما بين يديه من التوراة و آتيناه الإنجيل فيه هدى و نور و مصدّقا لما بين يديه من التوراة و هدى و موعظة للمتقين. و ليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه و من لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون."

" و أنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب و مهيمنا عليه فاحكم بينهم بما أنزل الله و لا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق لكل جعلنا منكم شرعة و منهاجا و لو شاء الله لجعلكم أمة واحدة و لكن ليبلوكم فيما آتاكم فاستبقوا الخيرات إلى الله مرجعكم جميعا فينبئكم بما كنتم فيه تختلفون. و أن احكم بينهم بما أنزل الله و لا تتّبع أهواءهم و احذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك فإن تولّوا فاعلم أنما يريد الله أن يصيبهم ببعض ذنوبهم و إن كثيرا من الناس لفاسقون."

"يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود و النصارى أولياء بعضهم أولياء بعض و من يتولّهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظّالمين. فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسرّوا في أنفسهم نادمين. و يقول الذين آمنوا أهؤلاء الذين أقسموا بالله جهد أيمانهم إنهم لمعكم حبطت أعمالهم فأصبحوا خاسرين. يا أيها الذين آمنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبّهم و يحبّونه أذلّة على المؤمنين أعزّة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله و لا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء و الله واسع عليم."

" إنما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون. و من يتولّ الله و رسوله و الذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون."

" يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا و لعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم و الكفار أولياء و اتقوا الله إن كنتم مؤمنين. و إذا ناديتم إلى الصلاة اتخَذوها هزوا و لعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون. "

" قل يا أهل الكتاب هل تنقمون منا إلا أن آمنا بالله و ما أٌنزِل إلينا و ما أٌنزِل من قبل و إن أكثركم فاسقون. قل هل أٌنبِّئكم بشرّ من ذلك مثوبة عند الله مَن لعنَه الله و غضِب عليه و جعل منهم القردة و الخنازير و عبَدَ الطاغوت أولئك شرُّ مكانا و أضلٌّ عن سواء السبيل. و إذا جاؤوكم قالوا آمنّا و قد دخلوا بالكفر و هم قد خرجوا به و الله أعلم بما كانوا يكتمون. و ترى كثيرا منهم يٌسارعون في الإثم و العدوان و أكلهم السٌّحت لبئس ما كانوا يعملون. لولا ينهاهم الربّانيّون و الأحبارٌ عن قولهم الإثم و أكلهم السٌّحت لبئس ما كانوا يصنعون. و قالت اليهود يد الله مغلولةُ غٌلَّت أيديهم و لٌعِنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان يٌنفق كيف يشاء و لَيزيدنَّ كثيرا منهم ما أٌنوِل إليك من ربِّك طغيانا و كٌفرا و ألقينا بينهم العداوة و البغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله و يسعون في الأرض فساداً و الله لا يٌحبّ المفسدين.و لو أنّ أهل الكتاب آمنوا و اتّقوا لكفّرنا عنهم سيئاتهم و لأدخلناهم جنّات النّعيم. و لو أنهم أقاموا التوراة و الإنجيل و ما أٌنزل إليهم من ربّهم لأكلوا من فوقهم و من تحت أرجلهم منهم أٌمَّة مقتصدة و كثير منهم ساء ما يعملون. يا أيها الرسول بلِّغ ما أٌنزلَ إليك من ربِّك و إن لم تفعل فما بلّغت رسالته و الله يعصمٌك من النّاس إن الله لا يهدي القوم الكافرين. قل يا أهل الكتاب لستم على شيء حتّى تٌقيموا التوراة و الإنجيل و ما أٌنزِل إليكم من ربِّكم و ليزيدنّ كثيرا منهم ما أٌنزل إليك من ربِّك طغيانا و كفرا فلا تأس على القوم الكافرين. إن الذين آمنوا و الذين هادوا و الصابئون و النصارى من آمن بالله و اليوم الآخر و عمل صالحا فلا خوف عليهم و لا هم يحزنون. لقد أخذنا ميثاق بني إسرائيل و أرسلنا إليهم رسلا كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذّبوا و فريقا يقتلون. و حسبوا ألا تكون فتنة فعموا و صمّوا ثم تاب الله عليهم ثم عموا و صمّوا كثير منهم و الله بصير بما يعملون. لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم و قال المسيح يا بني إسرائيلَ اعبدوا الله ربّي و ربَّكم إنه من يٌشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنّة و مأواه النار و ما للظالمين من أنصار. لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة و ما من إله إلاّ إله واحد و إن لم ينتهوا عما يقولون ليمسّنّ الذين كفروا منهم عذاب أليم. أفلا يتوبون إلى الله و يستغفرونه و الله غفور رحيم. ما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل و أمّه صدّيقة كانا يأكلان الطعام انظر كيف نبيّن لهم الآيات ثم انظر أنّى يؤفكون.قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضَرّا و لا نفعا و الله هو السّميع العليم. قل يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحقّ و لا تتّبعوا أهواء قوم قد ضلّوا من قبل و أضلّوا كثيرا و ضلّوا عن سواء السّبيل. لٌعِن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود و عيسى بن مريم ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون. كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون. ترى كثيرا منهم يتولّون الذين كفروا لبئس ما قدّمت لهم أنفسٌهم أن سخط الله عليهم و في العذاب هم خالدون. و لو كانوا يؤمنون بالله و النّبيِّ و ما أٌنزل إليه ما اتخذوهم أولياء و لكن كثيرا منهم فاسقون. لتجدَنّ أشدّ الناس عداوة للذين آمنوا اليهود و الذين أشركوا و لتجدنّ أقربهم مودّة للذين آمنوا الذين قالوا إنّا نصارى ذلك بأنّ منهم قسيسين و رهبانا و أنهم لا يستكبرون. و إذا سمعوا ما أٌنزل إلى الرّسول ترى أعينهم تفيض من الدّمع مما عرَفوا من الحق يقولون ربّنا آمنّا فاكتبنا مع الشاهدين. و ما لنا لا نؤمن بالله و ما جاءنا من الحق و نطمع أن يدخلنا ربنا مع القوم الصالحين. فأثابهم الله بما قالوا جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها و ذلك جزاء المحسنين. و الذين كفروا و كذّبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم. "

و إذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني و أمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحقّ إن كنت قلتٌه فقد علمته تعلم ما في نفسي و لا أعلم ما في نفسك إنك أنت علّم الغيوب. ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربّي و ربَّكم و كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنتَ أنت الرّقيبَ عليهم و أنت على كل شيء شهيد." (سورة المائدة)

فهلاّ راجعنا القرآن الكريم لنرى فيه ما يميز الخبيث من الطيب و يبين لنا ما كانوا و ما زالوا فيه يختلفون.



 
  محمد إسماعيل بطرش (2009-09-10)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

البحث في الفكر الديني-محمد إسماعيل بطرش

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia