عبدُ الحفيظ الحَجُّوجي شاعرٌ يتألّـَّقُ صامتاً في رحاب القصيدة المغربية الأمازيغية المُعاصرة!-فريد أمعضــشو (المغرب)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
مقالات

عبدُ الحفيظ الحَجُّوجي شاعرٌ يتألّـَّقُ صامتاً في رحاب القصيدة المغربية الأمازيغية المُعاصرة!

    في القطر المغربي شعراءُ أمازيغ كُثـرٌ يقولون الشعر إلهاماً.. تتدفق الكلمات الجميلة المُوحية من بين شفاههم تدفقاً.. يحترقون بلظى القريض احتراقاً فيعبّرون عن خوالجهم و أحاسيسهم تعبيراً مُنْساباً شفافاً يحمل الكثير من مَيَاسِم العذاب و الصدق و العمق و الفَرادَة.
    في االقطر المغربي شعراءُ أمازيغ يقولون الشعر في صمتٍ.. يُكثرون من قرْضه، و لكنّ الناس من حَواليهم يَحْسِبونهم مُقِـلّين أو لا صلة لهم بعالم القصيدة.. اختاروا أن يكونوا شعراء و شواعر في الظل بعيداً عن أضواء الشهرة و عن إغراءات المُسْتقطِـبين و عن طقوس "الأدب المُـناسَـباتي "!
    قد لا تُسْعفني هذه الأسطر على أن أسرُد لكم نماذجَ من هؤلاء الشعراء و الشاعرات، و لكن حَسْبي ها هنا أن أعرّفكم بأحدهم ممّن أعرف معرفة حقة اجتمع فيه ما تفرَّق في غيره.. اجتمع فيه الإحساسُ الصادق و التعبير المُتّزن البديع و التفاعُل المتواصل مع آهات الأنا و مع ظروف الآخر المحيط به و البعيد عنه معاً.. إنه الشاعر الأمازيغي الشابّ عبد الحفيظ الحَجُّوجي الذي رأت عيناه ضوءَ الوجود ذاتَ يوم من أيام 1975 بمدينة العروي (إقليم الناظور ) الواقعة إلى الشمال الشرقي من المملكة المغربية. في ريبرتواره الشعري قصيدٌ عديدٌ يمكن أن يستويَ في دواوينَ إن جُمِع (ثمة مجهودات و مقترَحات من بعض الباحثين للقيام بهذا العمل قريباً أو الإسْهام فيه). و قد بدأ في كتابة نصوصه الأولى أواخرَ الثمانينيات، و لكن انطلاقته الفعلية في دنيا الكلمة الشاعرة الناضجة كانت خلال النصف الأول من تسعينيات القرن المنصرم. و نظراً إلى قيمة مَقُوله الشعري، و حضوره المتميّز في عالم القصيدة الأمازيغية المعاصرة، رغم ابتعاده المستمرّ عن الأضواء البَرّاقة التي تُظهِر من تشاء و تقْبِر من تشاء، فقد اسْتُدْعِيَ مراراً للمشاركة في عدد من اللقاءات و المهْـرجانات في مدن مغربية كثيرة كالناظور و وجدة و فاس، و لاسيما في أوساط الطلبة داخل الكليات.
    و لمّا كان الحديثُ عن كامل تجربة الشاعر عبد الحفيظ الحجّوجي الغنية في هذا الحيّز الضيّق غيرَ ممكنٍ، فقد ارتأيتُ أن أقفَ تحديداً عند أحد نصوصه المنتمية إلى بداياته الشعرية، و يتعلق الأمر بقصيدته "أَجْذِيذْ " (الطائر) المنظومة سنة 2000 ، و التي اشتغل فيها، بوعي و عمق واضحين، على ثنائية الأرض/السماء أو القيد/الحرية بلغةٍ رصينة، و بإيقاع رنّان. و وُقوفي عند هذا النص لن يكون بالتحليل و المقارَبَة النقدية، بل سيكون ترجمة له إلى العربية لتعريف القارئ العربي بالشاعر و بعض شعره عَلَّ هذه الخطوة تكون مُحَفّزاً للدارس و الباحث عن كنوز الشعر المـــغربي المـعاصر المكــتوب باللــسان الأمازيــغي للنـّبْش في هذا الشعر المـتمــيّز قوالـبَ و موضــوعاتٍ، و استكْــناه دُرَرِه، و سَبْـر أغْــواره، و ملامَسة أبعاده المختلفة.

قصيدة "أجْذِيذ" باللغة الأمازيغية (لهجة تَرِيفِيتْ)
1- ضُـــو أيَجْـــذِيذ ذﮔ جَـنّا وَدْجـــي وِشْ غَيَــطْــفَـــــنْ
2- ضُـــو أيَجْـــذِيذ ذﮔ جَـنّا وَدْجــــي مِـــشْ غَــيْرَقْـفَـنْ
3- ثَــمْـــوَاثْ ذيْـــسْ ثِسَـــنْدَشْـــتْ ثـمْواثْ ذيْسْ إنَدّايْنْ
4- ثَــمْــوَاثْ ذيْــسْ يَـنِّي إيَمّانْ ذﮔ ضُورَانْ ذﮔ ذمْرَاوَنْ
5- ثَــــمْوَاثْ ذيْــــسْ ثِـخَـشْــفــينْ نْ وَزْرَانْ إقََــــــذعَنْ
6- ثَــــمْوَاثْ ذيْـــــسْ رَقـْـفَـــــزْ إذِشْ تْــخَـــــــــــمّارَنْ
7- أزْري أنَّــــشْ ذِرَقـْــفَــــــزْ ذازْري إخَــــــــــــرّيقَنْ
8- أزْري أنَّــــشْ نْ تِــــذَتْ  سُــهَــــزّي نْ وافْــــريوَنْ
9- أمْــــشانْ نْـــــتُوذاثْ أنّاشْ يَخْضاريثْ أوشِي خَرْقَنْ
10- وَنْ يَـــــخْسَـــــــنْ أثِــــبَـــدَّرْ وَسِّـــي مِنْ ثِــرَقْــفَنْ
11- ضُـــو أيَــــجْذِيذ ذﮔ جَــــنّا وَدْجـــي وِشْ غَـيَـطْـفَنْ
12- ضُـــو أيَــــجْذِيذ ذﮔ جَــــنّا وَدْجــــي مِشْ غَـيْرَقْفَنْ
13- وَحْــــذَشْ نِــغْ أكَـــرْفاﮔ ضُـــو ما مَــشْ ثَخْــسَضْ
14- رَذِجْ وَيْــــزَمَّ أشْ يَـسْــشَـــــنْ ما مَـشْ غاثَضْوَضْ
15- وِيزَمَّانْ أغاشْ دْ يَسْشَنْ وِيزَمَّانْ أغاشْ دْ يَسْوِزَّضْ
16- شَـــكْ ثـُـعْـــــــرِيذ ذﮔ جَــــنَّا رَذِجْ واشِـي تِــيوَاضْ

قصيدة "أجْذيذ" (الطائر) مترجَمَة إلى اللغة العربية
1- طِــــرْ ،يـــا طـــائرُ، في العَـــــليَـاءِ لا أحَـــــدَ يَأسِــــــــــرُكْ!
2- طِــــرْ ،يـــا طـــائِرُ، في العَـــــليـاءِ لا شَــــيْءَ يَضِـــــــيرُكْ!
3- فـي الأرْض فَـــخٌّ.. في الأرْضِ قــنَّاصُونَ يَتَـــرَبَّصونَ بِكْ!..
4- فـي الأرْضِ مَـــنْ يَــــصـــيدُ فــي المُـــرُوجِ و البَـــــرَاري..
5- فـي الأرْضِ شِــــــــــــــبَاكٌ حَــــدِيــدِيـــــــــــــةٌ حَــــــــادّةٌ..
6- فـي الأرْضِِ القَــفَـــصُ الــذي فـــيه يُــــــــــــــودِعُــــــــونَكْ!
7- جَـــمَالُـــكَ ،و أنــــتَ تَــقْــبَــــــعُ بين جُــدُرِهِ، جَمــالٌ زائِفْ..
8- جَـــمالُـــكَ الحَـــــــــقُّ في حَـــرَكةِ جَـــــناحَـــيْكَ انْـــــــتِـشاءًَ
9- مَــــــــــكانُ حَـــــياتِــــكَ اخْـــــتارَهُ لـــــكَ خَــــالقُــــــــــــكْ !
10- لا أدْري مــا دَهَـــى مَنْ تَـــطَــــاوَلَ عـــلى تـــبْديــــــــــلِهْ!
11- طِــــرْ ،يـــا طـــائرُ، في العَـــــليَـاءِ لا أحَـــــدَ يَأسِـــــــرُكْ!
12- طِــــرْ ،يـــا طـــائِرُ، في العَـــــليـاءِ لا شَــــيْءَ يَضِــــيرُكْ!
13- طِـــرْ ،يا طــــائرُ، كــما تَــــشاءُ: وَحــــيداً أوْ معَ سِـــرْبِكْ!
14- لا أحَــــدَ بــــــــقادِرٍ على أنْ يُـلــقِّــنَــــكَ أصُــولَ الطّـيَرانِ
15- مَنْ يَقدِرُ على الإشارَةِ إليْكَ؟!.. مَنْ يَقدِرُ عَلى مَدِّ اليَدِ إليْكْ؟!
16- أنْــــتَ دَوْمــاً فـي عَـــــــلُ.. لا يَــــدَ تَـــصِلُ إليْــــــــــكِْ!!!



 
  فريد أمعضــشو (المغرب) (2009-09-16)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

عبدُ الحفيظ الحَجُّوجي شاعرٌ يتألّـَّقُ صامتاً في رحاب القصيدة المغربية الأمازيغية المُعاصرة!-فريد أمعضــشو (المغرب)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia