دور المثقف اليمني تجاه القضية الفلسطينية ...!!-هايل علي المذابي (اليمن)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
مقالات

دور المثقف اليمني تجاه القضية الفلسطينية ...!!

  هايل علي المذابي    

مثقفو اليمن يؤكدون :
القضية الفلسطينية  حاضرة في مخيلة وأعمال المفكرين والمثقفين اليمنيين

لاشئ يشوه الأداء العلني للمثقف أكثر من تغيير الآراء تبعا للظروف ومن ثم التزامه الصمت الحذر وهو الذي من المفترض أن يستطيع بفكره التحكم في أوسع جمهور ممكن مُكوّن من أنصار طبيعيين له ( بدل أن يشجبه بقوة ) ومن هنا تأتى المشكلة التي يواجهها المثقف – ليست المجتمع الجماهيري – و يسببها له أولئك المطّلعين على بواطن الأمور والخبراء والزُمر المحترفين الذين يقولبون الرأي العام ويجعلونه ممتثلا ويشجعون الاعتماد على عصبة صغيرة متفوقة من أهل السُلطة المُدعين معرفة كل شئ ، منتهجين الأساليب ذاتها ، ويروجها العالمون بدخائل الأمور لمصالح خاصة ، بينما يتحتم على المثقفين أن يكونوا أولئك الذين يحتجون على النعرة القومية والتفكير المؤسساتي والشعور يا لامتياز الطبقي أو العرقي أو الجنسي .
من جملة القضايا الشائكة والهامة والخاصة بالعرب والمسلمين بل والعالم أجمع قضية فلسطين  والتي تحتفل هذا العام بالقدس عاصمة الثقافة العربية ....تساءلنا حول دور المثقف اليمني إزاء هذه القضية على أساس أن اليمن أرضاً وشعباً لها موقف مشرف تجاه هذه القضية لا ينكره نزيه  ....
استطلعنا آراءهم وخرجنا بالحصيلة الآتية .....

الأديب والمثقف  معروف درين يتحدث عن هذا الدور قائلا :
تلقت الأمة العربية ضربة موجعة وخسارة فادحة باحتلال دولة فلسطين وتهجير سكانها وطمس معالمها وهويتها العربية الإسلامية على يد الكيان الصهيوني الغاصب الذي يحظى بدعم وتأييد أمريكي أوربي وانحياز وصمت المجتمع الدولي , غير أن الشعب الفلسطيني لم يأبه بهذه التحالفات الظالمة ولم ترهبه آلة العدو الصهيوني وما ترتكبه من جرائم بشعة لأنه صاحب حق ومطالبه مشروعة, كما أن شعوب الأمة العربية – وان تباينت مواقفها الرسمية والشعبية - لن تخذلهم وسيأتي اليوم الذي تستعاد فيه الحقوق وتنتصر المبادئ ..
هكذا ونظرا لمكانة فلسطين الدينية والتاريخية وللقواسم الكثيرة المشتركة بينها وبين شعوب الأمتين العربية والإسلامية فقد ظلت – ولازالت - قضيتها حاضرة بقوة وطاغية على معظم الفعاليات الشعبية والرسمية , بيد أن هذا الحضور يكتسب صفة النسبية ويختلف من دولة لأخرى ليعكس بجلاء جهود الدعم والمساندة في هذه الدولة او تلك , وأنا هنا لا اقصد الانتقاص او التقليل من حق أي دولة ولا اقصد أيضا التقييم والمفاضلة والقصة لا تتعدى الاستهلال فقط بهذه السطور للحديث عن دور المثقف اليمني في القضية الفلسطينية.
لأن المتابع الحصيف يدرك مدى انشغال واهتمام الشعب اليمني بمختلف فأته  بالقضية الفلسطينية ودعمهم السخي لها سواء بالدم من خلال مشاركة بعض الجنود اليمنيين مع إخوانهم الفلسطينيين في معارك التحرير وساحات النضال والمقاومة المشروعة او من خلال حملات التبرعات المنظمة والمنتظمة (المادية والعينية )او من خلال الكلمة الصادقة النابعة من الحس القومي وشعور المثقف اليمني بالمسئولية الملقاة على عاتقه تجاه إخوانه في فلسطين الجريحة المستباحة ثروة وبشرا .
فمنذ النكبة وحتى اللحظة والمثقف اليمني يقاوم الاستعمار الصهيوني حيث اختار الكلمة سلاحا للمقاومة والصمود طريقا للنصر وقد انعكست هذه المقاومة الجريئة على أدبيات وفعاليات المثقف والثقافة اليمنية بشكل عام ولا يحتاج الى إثبات , فجل الوسائل الإعلامية والإصدارات الأدبية والفكرية والندوات واللقاءات انطلقت من القضية الفلسطينية فكانت موضوعها الرئيس والقليل جدا تطرق لها عرضا وربط بينها وقضايا أخرى , وهناك مثقفون تنبؤا بنكبة فلسطين وحذروا منها وخصوصا الأديب اليمني الكبير علي احمد باكثير .
ولان أعمال المثقفين اليمنيين الخاصة والمخصصة للقضية الفلسطينية أكثر من أن تحصى او تحتويها سطور كهذه فهي حاضرة – القضية الفلسطينية – في الشعر, النثر , القصة , المسرح , الرواية , المقالة وفي كافة صنوف المعرفة وسنكتفي هنا بالإشارة لموقف شاعر اليمن الكبير ومفكرها العظيم المرحوم / عبد الله البردوني وتحديدا بعض أبياته في قصيدة (أبو تمام وعروبة اليوم ) التي يقول فيها :
تسعون ألفا لعمورية اتقدوا                   وللمنجم قالوا اننا الشهب
قيل انتظار قطاف الكرم ما انتظروا         نضج العناقيد لكن قبلها التهب                                           
واليوم تسعون مليونا وما بلغوا              نضجا وقد عصر الزيتون والعنب
وحسبنا إشادة أخواننا الفلسطينيين واعترافاتهم وتقديرهم لمواقف الشعب اليمني بكافة أطيافه وفأته وليس أدل على ذلك الثقة الكبيرة بدور أبناء اليمن حاضرا ومستقبلا في دعم القضية الفلسطينية التي عبر عنها الشاعر الفلسطيني الكبير الدكتور/ محمد صيام في إحدى الصباحيات الشعرية في جامعة صنعاء قبل بضعة أعوام  بقوله :
يا إخوتي إن الدروب تباعدت                  والجرح في الأقصى هناك يعاني
فقفوا مع الآمال حتى تنجلي                    سحب الجراح وتنجلي أحزاني
وثقوا بأن النصر يأتي من هنا                   وبأن سيف الفاتحين يماني    
كل ذلك يجعل المثقف اليمني والعربي أمام مهمة صعبة ودور كبير تفرضه الظروف والمتغيرات الدولية وواقع اللعبة السياسية في المنطقة , وهذا يستدعي أن نكون عند حسن ظن إخواننا في فلسطين بنا وسنكون كذلك إنشاء الله .

* القاصة والأديبة  إيمان عبد الوهاب حُميد لها نظرة أيضاُ تجاه هذا الأمر مؤداها :
أن دور المثقف اليمني إزاء القضية الفلسطينية هو أن لا يغيبها في إبداعه ونتاجه  ، ويفترض منه أن يجعلها الأرضية أو القاعدة التي تنطلق منها كافة قضايا العروبة ،  فـفلسطين دمعة تسيل على خد العروبة مذ وعينا وجودنا ، لذلك يجب أن يكون لها حضور قوي فيما نكتبه ليعرف من سيأتي بعدنا أننا اصحا ب حق ولن نصالح حتى يعود الحق إلى أصحابه ، وتعود الأرض إلى أبنائها ، أيضا علينا أن نتعرف أكثر على ما يعانيه الشعب الفلسطيني الشقيق وقراءة أدب المقاومة وان نحرص على ان لا نغفل عن القضية في المناهج الدراسية لربط الجيل القادم بهموم أمته ، ويفترض أن يعرف طلاب الإعدادية والثانوية من هو غسان كنفاني وسحر خليفة ومعين بسيسو ومحمود درويش وادوراد سعيد وسميح القاسم ليعرفوا كيف اثر هؤلاء وعبروا عن قضايا وطنهم وعروبتهم ، وبرزت هويتهم في كل ما كتبوه يكتبونه ، يفترض أن يحس المثقف اليمني بمسئوليته كامل تجاه بني قومه من الفلسطينيين فمن لم يهتم بأ مر المسلمين فليس منهم .

* الأستاذ الشاعر والأديب والمثقف بشير المصقري يتحدث عن هذا الدور قائلاً :
المثقف اليمني ليس له دور أساسا تجاه نفسه ما بالنا تجاه القضية الفلسطينية وإذا كان المثقف اليمني غارق في لاهوتات تفرمل قضايا تهمه شخصيا وتهم مستقبله كونه أداة تنوير وها أنا أتساءل ماذا يمكن أن يقدم كائن مستلب لمحيطه كائن ما زال مهموم بغياب كلي لاستقراره مهموم بدءا من الرغيف وحتى ثمن كفنه, وعموما المثقف العربي يعاني من اهتزاز قوامه الفكري والثقافي بين ما هو سياسي وما هو ثقافي. إن الثقافة العربية ليس لها أدنى إستراتيجية ثابتة تجاه القضية الفلسطينية ثم إن المثقفين العرب أنفسهم مختلفون في قضية مصيرية وهي ظاهرة التطبيع ما بين مؤيد ومعارض ومن جهة أخرى أن الحمية لا ترتفع لدى المثقفين إلا أثناء وقوع عدوان ومذابح وانتهاكات في حق الشعب الفلسطيني وهنا قد تجد فوضى خلاقة في النصوص الشعرية والمقالات ومختلف الفنون الصحفية والآراء المتفاعلة كما حدث في إبان العدوان الأخير على غزة, وهذا يدل على أن دور المثقف تجاه القضية الفلسطينية ينشط بنشاط قادة الدولة العبرية آلتها الحربية ويزول بزوال هذه الاعتبارات وهذا عيب كبير لحق بالمثقف اليمني. والآن كلنا يعلم أن القدس عاصمة للثقافة العربية لهذا العام وعلى وحي الحدث ماذا فعل المثقفون اليمنيون تجاه القدس كجزء هام في قضية الاغتصاب الصهيوني وما هو الدور الذي قامت به أو لعبته المؤسسات الثقافية الرسمية والأهلية تجاه تظاهرة القدس عاصمة ثقافية سيما وقد مضى نصف العام.. ماذا قدم المثقف من رؤى وتنظيرات ثقافية خاصة والقدس تتعرض للتهويد كل يوم . وأنا شخصيا لم أقرأ ولم أسمع ولم أشاهد سوى بضعة مقالات في صحف يمنية مشتتة هنا وهناك وأخيرا المثقف اليمني بحاجة لترتيب أوضاعه النفسية أولا ثم لملمة قضاياه الخاصة ليستعيد الثقة بنفسه وحيثما قد تفقه دوره الحقيقي والمأمول تجاه القضية الفلسطينية في الإطارين اليمني المحض والعربي الجديد يوما سيدخله في سباق غير متكافئ مع الزمن والضحية بلا شك القضية الفلسطينية التي ستبقى تعاني من غياب هوية ثقافية تشكل الضد في الصراع العربي الصهيوني بكل وجوهه.

* وعن مناسبة القدس عاصمة للثقافة العربية يتحدث رئيس اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين - فرع صنعاء - الشاعر والأديب محمد القعود ويقول : إن الوسط الثقافي اليمني ينظر إلى القضية الفلسطينية، كقضية مصيرية لكل العرب والمسلمين.
وقال "ستشهد اليمن على مدار العام فعاليات ثقافية وأدبية وشعرية وفنية مختلفة تؤكد الهوية العربية والإسلامية لمدينة القدس والدعوة لتآزر إسلامي وعربي عاجل للحفاظ عليها ضد المخططات الصهيونية الهادفة إلى طمس الهوية العربية والإسلامية للمدينة" ودعا الأديب محمد القعود جميع الأطراف الفلسطينية إلى الابتعاد عن الصراعات السياسية على حساب الثقافة، لأن من شأن ذلك أن يؤثر تأثيراً سلبياً على قوة وأثر هذا الحدث الثقافي الهام.وأهاب القعود بجميع الفعاليات الثقافية العربية والفلسطينية إلى الإسهام الجاد والتفاعل مع الاحتفاء بالقدس عاصمة الثقافة العربية، وذلك بما يليق بهذه المناسبة العزيزة، التي يجب أن تبرز فيها عروبة وإسلامية القدس وما تحتضنه من موروث ثقافي عربي أصيل.


* الفرقاء فماذا سيوحدهم؟!
أما الشاعر والأديب جميل مفرح فقال : الثقافة ليست مجال نختلف فيه بل هي إطار وأفق يوحدنا ويجمعنا، فهي ليست عمل دعائي نُزايد فيه أو نختلف حوله كالسياسة، لم يبق لنا في الوطن العربي شيء يوحدنا سوى الثقافة" وتساءل جميل مفرح "إذا لم يوحد هذا الحدث الهام إخواننا الفرقاء في فلسطين، ماذا سيوحدهم إذا لم تجمعهم الثقافة"؟!! وأضاف: "طالما الفرقاء في فلسطين يؤكدون أنهم يدافعون عن الحق الفلسطيني في البقاء والحياة والحرية والحفاظ على الهوية الفلسطينية والعربية والإسلامية ضد التهويد، فما ألمانع أن تكون الثقافة وهذه المناسبة المظلة التي يجتمع تحتها جميع الفلسطينيين" ودعا مُفرح الجهات الفلسطينية إلى عدم تفويت هذه المناسبة الهامة واستغلالها كحدث يفضح الممارسات الإسرائيلية ضد الثقافة والهوية الفلسطينية العربية لمدينة القدس، والعمل على تعزيز انتمائها الفلسطيني والعربي والإسلامي، مؤكداً أن الشاعر الفقيد محمود درويش لم يكن فتحاوياً أو حمساوياً بل كان فلسطينياً عربياً.



 
  هايل علي المذابي (اليمن) (2009-09-28)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

دور المثقف اليمني تجاه القضية الفلسطينية ...!!-هايل علي المذابي (اليمن)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia