فارغاً صارَ عقلها من كلِ فكرٍ
غيرِ صورةٍ لا تظهرُ
منْ لونِ قهرِ الناسِ البادي،
ما كانتْ تفهمُ منَ الأمرِ
إلا نهاراً عديمَ الشمسِ
لأيامهمْ التي تتبدى مثلَ المصابيحِ
تحتَ السقوفِ،
ما كانتْ تفهمُ غيرَ المظاهرِ
التي تحتلُ الطاولاتِ
عندَ كلِ صباحِ يومٍ،
وعنْ فجأةٍ منْ ظهورِ الظلامِ
ظهرتْ بهيأتها
لكيْ تتركَ الجهلَ يسودُ الحريةَ،
فاجتاحتها شظايا منْ فرقعاتٍ
كانتْ تخطُ خطوطاً مقطعةً
وتحتلها بالدماءِ لونها الأسودُ
ليستْ تدري إلى أين فرتْ
علىبطنها، غائبةً،
روحها بين الحياةِ والموتِ
بينَ تضافرِ جهودٍ لمْ تقدرْ
وبينَ شللٍ آدميٍ في الفهمْ.
ليستْ تذكرُ إلى أينَ فرتْ
على ركبتيها، جاثمةً،
ربما إلى كشفِ حقيقةِ هذا الموتِ
الذي جاءَ غفلةً
معَ طلةِ الربيعِ الجميلِ
ولونِ السماءِ الجديدِ
الذي تغيبَ كثيراً إلا في لوحةِ الرسمْ.
كانتْ السماءْ فقيرةَ الزرقةِ
سوى منْ بقعةٍ ضوئيةٍ
انقسمَ الناسُ على أنفسهمْ
حولَ بروزِ الوهمْ .
وحولَ ما كانَ ظلاماً
على شرفاتِ النوافذِ،
ما كانَ للنهارِ أنْ يأفلَ
قبلَ تسليمِ المشعلِ إلى قمرِ الضياءِ
وقبلَ ظهورِ الجهلِ
فوقَ بساطِ العلمْ ....