العالم-عبد الواحد محمد (مصر)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
مقالات

العالم

  عبد الواحد محمد    

وكأن وجه العالم تغير فجأة وأنت تبحث عن نفسك وسط الطوفان الهستيري الذي نجوت منه بفعل معجزة ربانية في تساؤلات مفتوحة مع الذات والآخر الذي يعي حدوتة البشر وعلاقتها بالتاريخ الترنيمي المحرف في قوالب غناءة بسقراطية غريبة الشكل والوضع والمدخل إلي كهف .. وقصر .. وحدود .. وغابات .. ودول . وعقل يتلقى بلا أدني تفكير ؟!
هذه هي علة الفتي بوحة الذي توهم كثيرا أنها تحبه وتفضله على رجال الكون ليغرق نفسه في ملذات ورغبات وقراءات تحريفية مائة في المائة وهو لايعي غير حبه الكبير لصاحبة الوجه الملائكي والعقل الهستيري الذي ولد له كل المعاني العابثة علي أنها حقيقة لا تقبل مجرد جدل واحد ؟
ليقبع بوحة في كهف من كهوفها المنتشرة بعمق مخيف جداً ويصعب معرفة عنوانه بدقة فوقع في شرك صديقته وأكل وشرب من رحيقها المسموم ليتبدل حاله من سئ إلي أسوأ في كهفه مغيبا وكأنه عدم الأصدقاء والخلان والأقارب في تلاطم موجي عجيب ؟
وهنا يكمن للآخر رؤية تعكس هذه الحالة المتردية لبوحة الصبوح وهو بالطبع غير شخصية الفنان اللمبي محمد سعد في اكتشاف عالم آخر فيه روابط من ذهب وحكم وتاريخ غير محرف في ترنيمته الغزلية والتي ضفرها من رحيق واقع فرض نفسه عليه نتيجة تجربة جادة فيها طرح بلا حدود ومكنون عقادي .. وغزالي .. ودرويشي مخصب برائحة المقاومة التي تكسب العقل سلاما حقيقيا بلا ردة عقود وأزمنة وقرون السحر والأسطورة والأيادي التي بترت ثم عادت في غمضة عين ؟
نعم تغير وجهه وعقل بفعل رؤية موضوعية جديدة خرجت من رحم امرأة لم تمتهن الدعارة الفكرية وسيلة لتحقيق طموحاتها بل ارتدت ثوب العشق للمكنون التاريخي الوطني لتصدره لنا للنجاة من قبح العقل الهستيري مع رفاق الرحلة القدرية من الوجه الآخر لقصيدة خالدة مازالت تغازلنا اليوم في كلمات الشاعرة فدوي طوقان
حياتي دموع
وقلب ولوع
وشوق وديوان شعر وعود
وفي ليل سهدي
يحرك وجدي
أخ كان نبع حنان وحب
وكان الضياء لعيني وقلبي
فهبت رياح الردى العاتية
وأطفأت الشعلة الغالية
رؤية فدوي طوقان لوجهه الأخ الذي رحل في كلماتها الصادقة والتي سجلتها بعمق إنساني إلي من يستحق بعكس بوحة الصبوح الذي يسكن كهف امرأة لا تستحق سوي تجاهلها للأبد ؟
لنري وجهه فدوي طوقان يعود ألينا في قصيدة بوح تعمق فينا رؤية عالم جميل
لقاؤنا ودربنا الأرحب
وشاطئ النهر
والعيش في حديقة الزهور
وحارس الحديقة الطيب
والمقعد الأخضر
هل تذكر؟
لقاؤنا إذ تسبق الموعد
خطأ تستهدف  عبر المدى
ركنا هناك
علي رصيف الشارع الصاخب
حيث ألقاك
سبقت مثلي ساعة الموعد هناك تغدو فرحتي فرحتين
وأقطع الشارع في لمحتين
كأن في خطوي جناحين
هناك ألقاك
في قلق الانتظار
منفعلا مستثار
نهتف : أبطأت وفي لحظة
يفقدنا الرصيف روحين
مع الهوي طائرين
وننثني نحو المدي الأبعد
قلبا إلي قلب يدا في يد
هل تذكر ؟
فرق بين عالم بوحة .. وشاعرة المقاومة فدوي طوقان في كل قصائدها المضفرة بلون الأرض الباسلة والمتفائلة دائما مهما كانت كل الإغراءات التي تنال من قدسية فكر مقاوم لكل ماهو سلبي لئيم ؟
ستنجلي القمرة يا موطني
ويمسح الفجر غواشي الظلم
والأمل الظامي مهما ذوي
لسوف يروي بلهيب ودم
هو الشباب الحر ذخر الحمي
اليقظ المستنفر المنتقم
ورغم كل مظاهر قصائدها الفتية في تلك هذه المرحلة التي كتبت فيها إبداعاتها الاأنها ظلت تحمل رؤية خاصة كمبدعة في
نفسي موزعة معذبة
بحنينها بغموض لهفتها
شوق إلي المجهول يدفعها
مقتحما جدران عزلتها
شوق إلي ما لست أفهمه
يدعو بها في صمت وحدتها
أهي الطبيعة ؟ صاح هاتفها
أهي الحياة تهيب يا بنتها ؟
ماذا أحسن ؟ شعور تائهة
عن نفسها تشقي بحيرتها
لنري الفرق جليا بين عالمين فيه بوحة يسكن في المجهول مع من تمارس حرفية بيع الوهم بمنتهي البراعة وهو لايعي غير تنهيدة عازفة بلحن هابط فيه كل الموبقات التي أمرضته فجأة بمرض عضال دفع ثمنه علي الفور بالموت مجهولا في كهفها السري بلا مراسم عزاء ؟
وبقت فدوي طوقان شاعرة عربية نردد شعرها في صحبة كل الناجين من هستريا العقل العولمي المركب بشفرات لم تعد سرية بل بهلوانية ؟!



  abdelwahedmohaned@yahoo.com
الأخوة الاعزاء في شبكة 48 الاعلامية
تحية وتقدير
مرفق مقال بعنوان العالم
  عبد الواحد محمد (مصر) (2009-09-30)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

العالم-عبد الواحد محمد (مصر)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia