لماذا تركتني في العراء
و علقت قلبي على أسمال السهاد
و كنت قد جئتني بزهر الجراح
على شفاه الرغبة
و جئتك أمشي على أكف الرعشة
أشاركك حزن الدهشة
و تشاركينني هول الصدمة
***
لماذا تركت قلبي وحيدا أمام الريح
و أطفأت شمعته المتبقية بحزن عينيك الخائفتين
و حرمت نبضاته من همس الشوق
من رصيف لا يعبر إلى نهديك
و موعد كالطاعون تفرين منه
و يحملني إليك صبيا يخشى نبيذ شفتيك
و يحلم تحت شمس الهاجرة
بالنهر الجاري من تحت قدميك
***
لماذا تركتني أسيرا بين خريف لا يشبهني
و كآبة آتية من غرفتي المنسية
لماذا زرعت في أحداقي همس النسيان
و أضعت لخطواتي الأنفاس و المصباح
و أرقت على جسدي دماء المنفى
و سعال الغربة
و ظلام الأكفان
آه منك يا امرأة قادمة من ضفيرة الأشجان
يا ضاحكة من غبار الأزمان
يا عارية إلا من حرارة الأفران
فكي عني القيد
و جففي من ألمي المنهك دمك القزحي و خطواتي البلهاء