الشاعر حسن الخرساني يستذكر النوارس في ميسان-حوار دجلة السماوي (الولايات المتحدة)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
حوار

الشاعر حسن الخرساني يستذكر النوارس في ميسان

دجلة: الشاعر حسن الخرساني، كنت قد تحدثت عن تجربتك الشعرية وعن مجموعتك الشعرية صمتي جميل يحب الكلام، وكيف فازت المجموعة بالطبع المجاني وذلك مما سهل علي مؤونة سؤالك عنه! وأريد استكمال الصورة من خلال الحوار وليكن بدء التساؤل عن ماذا تشكل الطفولة للشاعر الخرساني؟

- من بين أصابع ِ دجلة تفتحتْ زهرة ُ الطفولة ِ وأينعتْ من توهج ِ النخيل ِ وذكريات ِ النوارس ِ لذلك شكل َ الجمال ُ ـ من مدينة ميسان ـ وعلى ذوات ذاتي لوحة ً في الذاكرة ِ التي حملتْ ألوانـُها حضارة َ سومر وقوانين َ الجنوب وأسرار َ الخجل ِ في منطقة ِ الروح.
-
دجلة: تأثير الغربة في قصائدك؟ وهل أنت مع من يميز بين الغربة والتغريب؟؟

- إنّ أساس َ الميدان المعرفي للشاعر يكمن ُ في الوطن وهذا له ُ الأثر الكبيرفي بناء القصيدة ِ برمتها عندما تتلقفـُك َ الغربة ُ.. وهذا يعني:
الغربة ُ هي مساحة ٌ واسعة ٌ للوقوف على ما يحدث في الوطن والعالم، فالشاعر ُ الحقيقي يكشف ُ من خلالها (الغربة) معنى الزمن ِ البعيد والزمن الذي يحيط به ِ وزمن المستقبل..؛
ويبقى المتلقي هو الحكم الذي يكشف ُ خيانة َ الذات الشاعرية عندما تكون مرايا الشاعر مزيفة.
وسؤالك (هل أنتَ من يميز بين الغربة والتغريب؟)
إنني أرى في فهم الذات التي تحقق ُ وجودَها بأسرارها المعرفية بالنسبة ِ للمثقف ِ هي الحكم النهائي للتميز بين ـ الغربة والتغريب ـ ومن خلال المـُنتج.

دجلة: كيف تختزن في مخيالك الصور التالية؟
السفر؟ البحر؟ الصمت؟ العبث؟ الوجود؟ اللون الابيض؟ أبواك الأم والأب؟؟ تراب الوطن؟ الصداقة؟

- للذاكرة ِ ـ ياسيدتي ـ طرقها في الاتحاد مع ماهيات ِ المفاهيم ـ السفر، البحر، الصمت.. الخ وأنا أرى أن هذا الاتحاد لا يتحقق إلاّ بالغوص ِ في تلكَ المفاهيم والتحليق معها للوصول إلى الغاية.

دجلة: المؤتمرات الشعرية التي شاركت فيها ماذا أضافت إليك وماذا أنقصت منك؟

- يمكنني القول إنّ جميع َ المشاركات في التجمعات الأدبية تفتح ُ للمرءِ آفاقا ً جديدة ً من خلال التلاقح ِالفكري والحضاري المختلف مما يُضيف للجميع سلبا ً أو ايجابا ً طرقا ً أخرى للمعرفة.

دجلة: أنت مع فكرة تطور القصيدة العربية! أليس كذلك؟

- التطور ُ نتيجة ٌ حتمية ٌ تصاحب ُ المرءَ والحياة في كل شيء؛ والقصيدة ُ العربية ـ طبعا ً خاضعة ٌ لهذا التطور ولابد ّ للجميع الاعتراف بذلك.

دجلة: قصيدة النثر ثمة من يغمطها حقها وثمة من يعليها فوق منزلتها؟ كيف توجه القول في قصيدة النثر؟

- لقد تشكلتْ َ لقصيدة النثر كينونتـُها في الميدان الثقافي وللجميع الحق في الاعتراف بها أو عدم الاعتراف.
وأنا أرى أن الكثير من الكتاب قد دخلوا من النافذة ِ إلى محراب قصيدة النثر مما حطموا أنوثتَها مع سبق الإصرار..!

دجلة: من صديقك لحظة كتابة القصيدة ومن غريمك؟؟ الهدوء/ الصخب/ الفرح/ الحزن/ الربيع/ الخريف..

- ليستْ هناكَ لحظة لكتابة القصيدة وهذا يعني أنّ القصيدة َ تفرشُ وجودَها في زمن ٍ غير محدد حاملة ً معها قلقَها اللامتزن والمتزن معا ً؛ وأنا أكتبُ القصيدة َ بلا صداقات أو عداوات تجعلـُني رهينَ النتائج.

دجلة: هل نصدق مقولة الشعر وحي أم الشعر صناعة؟؟

- الشعر ُ ملكة ٌ بالإضافة ِ(وهو الأهم) الثقافة ُ الحقيقية ُ والإخلاص ُ الدائم.

دجلة: يقول ناظم حكمت أن أجمل القصائد تلك التي لم نكتبها بعد! فما أجمل قصيدة كتبتها؟
- قصائدي كلُها أنا..؛ وللمتلقي الحكم على الذائقة الجمالية للنص وهذا يعتمد ُ أيضا ً على ثقافة المتلقي وخاصة ً تجاه قصيدة النثر..!

دجلة: ما رأيك بقول يذهب إلى أن الترجمة خيانة النص؟ إذن ما هو السبيل إلى الشعر غير العربي؟

- سيدتي، يجب أن يُقرأ الشعر ـ بالذات ـ في لغة ِ الأم وإلاّ نكون ُ قد قرأنا نصا ً يتيم َ الهوية بالنسبة ِ لنا وذلك لأنّ بين الشاعر والمترجم زمنا ً مفقودا كما أرى.

دجلة: صمتي جميل يحب الكلام تعلم؟ هل ترى أن شعرك شيء من الصمت أم الكلام؟ أيمكن اعتبار هذا العنوان بحثا عن مفارقة جميلة؟

- الصمت ُ هو غابة ُ من النور والظلام معا ً لم تترجمْه ُ جاذبية ُ الكلام لهذا يبقى الصمت ُ كلاما ً ينتظر ُ من بريد الروح إشارة ً ليفجرَ نفسَه ُ أمامَ الآخرين.

دجلة: أين تجد نفسك مع القدامة أم مع الحداثة؟

- إنني أجدُ نفسي في كتابة ِ القصيدة ِ ولا تهمُني المسميات ما دامتْ النتيجة ُ هي الأبداع.

دجلة: حين تبحر في القصيدة أين تكون؟ يعني من يكتب من، أنت أم القصيدة؟

- سبقَ وأن قلتُ في حوار ٍ أجراه ُ معي الأستاذ عادل مرزوق من البحرين وقد سألني نفس السؤال وقلتُ له ُ: أنا والشعر طفلان في رحم ٍ واحد، ننتمي ولا ننتمي، نفتحُ أبوابَ الشمس ونتسامى في الغياب، نبكي ونضحكُ ونغني معا ً، فهل أكتبُ القصيدةَ أم تكتبني ؟
سؤالٌ عاطل ٌ ـ لم نتعرف عليه ِأنا والقصيدة لحد الآن.

دجلة: أنت الناقد والشاعر في آن واحد! هل هذا القول ينطبق عليك؟

- عندما تكون شاعراً واعيا ً ومثقفا ً حتما ًستكون ناقدا ً واعيا ً لجميع ِ أعمالكَ

دجلة: هل تتوقع من القاريء أن يحتج عليك! ولماذا؟

- وللناس ِ أراء ومذاهب كما يقولون؛
وـ الماذا ـ هذه تعتمد ُ أيضا ً على ثقافة ِ المتلقي في قراءة النص.

دجلة: ما رأيك بالسرق الشعري هل وارد ام لا ؟ أعني هل صحيح قول جوليانا كرستيفا في نظرية التناص أن الشاعر لن يسلم من السرق الشعري مهما كان مبدعا؟

- هناك اتحاد ٌ بين ذوات الشعراء في بعض ِ أجزاء التفكير والتفكر لهذا ربما تكون النصوص متشابهة من حيث التوهج في المعنى وهذا لا يعني مطلقا ًهناك سرقة؛
أما كتابة نص الآخر كما هو فالحكم واضح ٌ وجلي.

دجلة: هل حاولت كتابة قصة شعرية أو أوبريت؟ هل رسمت يوما ما لوحة تشكيلية؟ هل غنيت وأعجبك غناؤك؟
- نعم لي محاولات في كتابة القصة والمسرح بطريقة ٍ شعرية ٍ ولقد فزت ُ بالجائزة ِ الأولى في القصة القصيرة في منتدى دموع لبنان 2006 عن قصتي (مسلة الشمس).

دجلة: الحوار مع شاعر يمتلك في شعره غنائية عالية وأعني حسن الخرساني يمثل فرصة مهمة لتشريح لحظات الخلق عند المبدع وهموم التجربتين الحياتية والشعرية! ولعل القارئ الكريم قد لاحظ معي تلقائية الجواب لدى هذا الشاعر المبدع.

الثلاثاء 5 شباط فبروري 2008



  dijlah.assayegh@yahoo.com
  حوار دجلة السماوي (الولايات المتحدة) (2008-03-02)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

الشاعر حسن الخرساني يستذكر النوارس في ميسان-حوار دجلة السماوي (الولايات المتحدة)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia