شتاء عراقي .. الى الشاعرة جوزيه حلو-علي الاسكندري(العراق)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
مقالات

شتاء عراقي ..
الى الشاعرة جوزيه حلو

  علي الاسكندري    

ربما تدرين ياجوزيه بشتاء اهل العراق  ..  فاكهة الفقراء فيه البلح ( الخستاوي ) ولهب مدفأة عتيقة زيتها ناضب وايامها متداعية ... وفاكهتي انا عطر امرأة بعيدة سكنتني منذ الفراغ الازلي  الاول  وكأسً ضالعة في غـيــِّـها هي كذلك من حلب العصائر البلحية يسمونها اهل السودان عصير البلح ونسميها نحن في العراق خمرة مغشوشة لفرط حـِـدّتـها وتواطئها مع لون الكحول  ورائحته الطــبــيــّـة النـفــّـاثة وفعله المجنون الذي يشابه الى حد بعيد فـعل شراب الروم وغيره من لذائذ الموائد الليلية والتي اصبحت الان اثر بعد عين بعد انْ تـجـشــّــاتْ بـغـداد في ربيع 2003 من غيرِ .

 شبع ووفد الى البلاد الازارقة والخراسانيون والمحجبون والمصابون بلوثة ( تورا بورا ) والشقران والبرشان وممن هم من وراء اعالي البحار حتى صارت البلاد لفرط رطانتها ( سايد لب ) بالنسبة لسكان المعمورة وصرنا دجاجيون في طبائعنا نأكل ما تيسر من سورة المائدة ونغلق ابوابنا وافواهنا قبل حلول ثعالب المغيب .... ورغم غابة الخناجر المـُـشـتـبـكة على نــَـهــْــدَيْ مدينتي التي تتشهى رائحة الذكورة فقد تسللت ُ بـخـفـة ِ فــَـهـد ٍ افريقي الى هوامشها التي فــَـرَكــَــتـــْـها قبضة محارب ملثم له ملامح قبائل ( الزولو ) وكانت غنائمي زجاجة خمرية لاشرقية ولاغربية غــَــرَفــَـها صديقً لي بطاسةٍ مباركة ( فافونية ) من زيره الفخاري العتيد ومع الزجاجة كتاب جوليا كريستيفا ( علم النص ) ليلتها عدتُ سالما غانما كأني تطيبتُ بطيوبِ الفردوس وربحتُ التاج الكسروي النفيس ولم ينتقص من لـيـلتي تلك سوى عبق الانوثة الغائب ابدا والمتخفي بين ظلال العباءات والحجب المدهونة بغبار القرون البائدة ...  وقد افادتني كثيرا كريستيفا في تشريحها وتحليلها لماهية النص وكيفية تحقيق نــصــيــته ِ حين افادت بأن كل نص او مدونة او كتابة لاتتحقق ( نصيــّــتها ) الا بثلاثة شروط ، اولها منتج النص ( المبدع ) وثانيهما النص المكتوب على الورقة ( وحاليا على صفحات الاثير اللامتناهية ) وثالثهما  المتلقي الذي لانص قبله ولابعده اذ ما فائدة  ملحمة كلكامش والاوديسة والالياذة  اذا بقيت مطمورة تحت جبال الازمنة .... وانا نص عراقي فراتي مفتوح منذ فتح  الاندلس وغرناطة وطليطلة بل منذ اول عاقولة هجرية نبتت في فجيعة تاريخي .... نص بابلي مدهش لكنه مرضوض  تحت غبار الاسلاف  لم يتحقق لي الشرط الثالث ،  نص انا بهيئة انسان يتدثر بشظايا السماء السابعة ويفترش رئة البحر  وعناء اليابسة اللعوب ويمشي على جمرة السؤال المقلق ابدا  ( الى اين تمضي بنا عاصفة الحياة ... ؟ )
نص مفضوح انا ياسيدتي ...   ابي ذئب قديم وامي شهوة داكنة وقلبي نشيد الانشاد  جرجرنه بنات اورشليم في منعطفات الصحف ودوخته عيون المها في كرخها ورصافتها  المفقودة  في طيات  اهل القمة لم يقرأني جمال العراق ولم تطالعني عرائس البحر  .................  لذلك سابقى مربع ينقصه الضلع الرابع  .. الضلع  الذي تسللت منه الانوثة الى برعم  العالم التالف .. ضلع القراءة  المفقود .



 
  علي الاسكندري(العراق) (2009-12-03)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

شتاء عراقي ..
الى الشاعرة جوزيه حلو-علي الاسكندري(العراق)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia