أغادير..-عبدالواحد محمد (مصر)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
مقالات

أغادير..

  عبدالواحد محمد    

هي عالم من  مشاعرأصيلة  وبهية   تبحث عن ملهم لها في دروب مبدعة لاتعترف بفاصل بين حد وحدود ربما كانت هي الأخري ملهمة لنا جميعا بفضل الروح التي تشكلت الأصالة لديها بحرف الألف الذي فقدناه كثيرا في غيبة  عولمة الديار  وقهر التلفزة  الفضائية التي سجنتنا بلا سبب غير أننا صدقنا الحكاية  بلا سؤال للزمن ؟!
لتمضي معي في رحلة  قدرية مخصبة بصوت يطالعني عبر الأثير الإذاعي  الترحالي  الذي حرمت منه شابا بعدما كان هو الصديق لي طفلا يحلم بالسفر والكتاب الذي يدون فيه كل قصائدنا العربية بضمير النصر والثقافة النابضة بفلسفة وطن كبير يمتد من المحيط حتي الخليج .. بل كان ركن حجرتي يضم المذياع هدية من والدي الراحل الذي أخلص لهذا الصندوق الذهبي حتي لقي ربه وأنا مازالت شغوفا بهذا الكنز الذي يضم قصائدها العبقية والتي حولتني في عصرنا إلى فتى يافع وشاب حكيم يمتطي جوادا عربيا غير مهجن !
نعم ربما كانت تحمل أسماء من بينها أغادير .. رؤي .. أصالة .. وهي هكذا تلك الفاتنة التي تؤكد أن للسطر العربي حضورا يوميا عبر الأثير الإذاعي كشلال متدفق من مياه  نهر بلا حدود ؟
سيدتي الرائعة، كنت محطة ،أحن لها بلا موعد وربما كان القدر رحيما بي وسط طابور لاينتهي من عالم فضائي  ترقص فيه كل الصبية بلا فن وفنون ؟
فكنت الفن والقصيدة التي لم تغب عني بل غيرت من منطقي نحو عالم آخر يشجيني كل ليلة قبل أن آوي لفراشي فكان وجهك حاضرا وساحرا يفرض نفسه علي كما فرضت قصائدك الشجية والحميمية على قلبي وعقلي ليس من خلال الصندوق الإذاعي فقط بل كان نداء النداء كل ليلة ؟
فحقك علينا سيدة الدار هو القرب منك ليس رغبة ماجنة أو سفر يضعف من نبل قصائدك العربية التي أرددها  لطفلي قبل النوم  لكي يعلم أنك ( الأصل ) في كل عصر وزمان مهما ظلمتنا الرياح العاصفة ؟
فالفرق بين تلفزة جيل وأثيرك الحي النابض بحب الأوطان مختلف جدا ورائع صوتك فبقوا هم بين وهم  ليصبحوا مثل بيحيرة راكدة بلا جمهور يصفق لهم بل للصورة فقط ؟
فرق حقيقي  وأصيل سيدتي الحبيبة والرائعة وأنا أحاول أكتشاف نفسي مرة أخري وسط عالم فضائي مخيف لعقلي وجسدي  ومدينتي التي انتصرت على كل الغزاة بفضل قصائدك العربية ؟
فأنت نبت طيب وطاهر ونبيل  لكل معنى صال وجال من زمن رغم عمرك الشاب وحداثة تجربتك ..فالصدق التراكمي والإبداعي هكذا يأتي من رسول ورسل بلا مقدمات فوالدك مثل والدي حتما لم يغن بهلوانا أو ينشد غير قصائدنا العربية ربما عاش مثل أبي في كنف الراوي الكبير ليحكي لنا قصة الأجيال  وهو يعزف علي ربابة  عطر الليل )  بوعي يؤكد أننا لم نولد  غرباء ؟
سيدتي ( أصيلة ) الزمن وعنوان أسفاري لعالم لا أدري كيف سيكون دونك عندما يطالعني النهار بعد ليل حالم وقصائد تعزف لي وحدي  لحنا عربيا أصيلا ؟
ربما أجدها أنانية مني لكي أسلب اللآخرين متعة اللحن   لكنني أقسم لهم ولك أنني غير ذلك هم ذهبوا للتلفاز وأنا مثلكا ارتضيت أن أكون مخلصا للأثير الإذاعي وكل قصائدك القادمة ؟
 ومن بين الأسماء التي تناديني دوما اسمك  العذب عندما يفرض علي السطر العربي رغما عن أنفي مثل الليل  العبقي  فالحرف الأول من روايتي  يحمل كلماتك ليطوف بها  وسط كل سلاطين الفكر ونبوءة  مذهبك دافع لهم ولي لكي نلتقي هكذا أقسموا  لي بعدما فتنتهم  قصائدك الأثيرية  تحولت مثلما أنا تحولت وربما شخصي المتواضع أكثر لأن أكتب الرواية وأنت تكتبين القصيدة ؟
سيدتي أغادير بل أصيلة كل العشاق أغفري لي بعض حماقاتي  لأنني لم أجرب غير حكمة أبي أنني معك سوف أولد من جديد.
هكذا أقرأ خبرية مستقبل قادم فيها تتبوئين  كل الديار التي أقسمت أن تكون لك حليفتك   ورفيقتك   ومعبودتك  بلغة تفتح ألف باب وباب لحوار إنساني جدا  وهذا هو  قدر تلك الديار وقدركم في مسائية عطر الليل مسافرا وملهما  لكل نداءات  عصر قادم ؟
سيدتي لاتظني بي سوء فحبك عبادة روحية دافعها  العمل والبحث عن كتاب نقرأ منه سويا  العربية التي  جنى عليها من لايملكون غير رفض   الحقيقة  وهي قصيدتك التي  عطرت  غرفتي   ومسحت كل دمعاتي يوم رحلت  بلا  شروق  فأنت  زمن  وعصر لايرفض   عالمنا  وفضائيتنا  وواقعنا بكل مايحمله من هجر للقصيدة لأنك الوطن الذي يسامحنا جميعا يغفر تلك الحماقات  الكثيرة والعجيبة والغريبة.  فقبلاتي لك  ولكل من أحبك طفلا ورجلا وامرأة   وشيخا وزوجا  وبنتا  وجمهور لاعدد له لتبقين خير قصيدة عربية ياسيدة الدار.  قالوا أنك أغادير وقلت هي كل الأسماء الأصيلة.



 
  عبدالواحد محمد (مصر) (2009-12-07)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

أغادير..-عبدالواحد محمد (مصر)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia