قصة قصيرة نهاية مدمن-الغالب اليزيد (المغرب)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
قصة/نصوص

قصة قصيرة
نهاية مدمن

لم يكمل عز الدين تعليمه. اشتغل في فران أبيه مدة قصيرة ثم ترك الاقتراب من كل عمل.يعيش حياة فارغة منذ الطفولة. حتى اللعب كان لايجيده.لما بلغ السادس عشرة من عمره كان قد تعود على تدخين السجائر وشرب الماحيا وهي خمر يصنع من التين الجاف والخميرة.بعد هذا العمر بدا يشم السلسيون ويشرب ارخص أنواع المسكرات وينام في الطرقات.من أين تأتيه دراهم هذه البلايا؟ كان يتسول في الطرقات كل من يتوسم فيه انه قد يعطيه  بعض الدريهمات.عندما يتجمع لديه ما يكفي يشتري قنينة خمر رخيص ثم يخلطه بلتر من الماء أو الصودا.ثم يبدأ بالشرب بعد المغرب مباشرة إلى أواخر الليل.إذا رايته بالنهار حسبته من خيرة الشبان .ينظف ثيابه. يغسل شعره. لكن هذا المظهر  الكاذب يخفي الجبن والذل والإدمان.يخفي المرارة التي يعيشها والتي يشتكي منها كل يوم.
جلس قرب سليم يوما في إحدى المقاعد بحديقة عامة.فبادره قائلا :
-السلام عليكم
-وعليكم السلام
-منذ مدة وأنا اجلس في هذا المكان لأول مرة أراك هنا
-كنت قد تجولت بالسوق اليومي بالمدينة وقد قادني القدر إلى هنا لآخذ أنفاسي..
-هل تشرب الكحول؟
-أعاذني الله منها.ماذا تحمل في يديك؟
-إنها حياتي التي تنسيني هموم البلد وهموم الأسرة.قنينتي كحول .واحدة بالماء و الثانية بصودا رخيصة.كل المشروب رخيص.الناس مقرفون هنا.لايقدرون ظروفي.أبي ينازعني دائما .لا يعطيني ولا درهم. وأمي شكتني إلى النائب مرات عديدة.
-أخي أنت خاطىء بعملك هذا. الكحول لا تحل مشكلا بل هو أبو المشاكل.
-نعم أنا معك في قولك هكذا يقول اغلب الناس. لكني لا اقدر على تخطيها. انتظرني قليلا.
اتجه عزالدين صوب سيارة أجنبية وقال لسائقها :
-من فضلك اعني ويأجرك الله .مثلك المعول عليه أيها الكريم.
-ليس لدي دراهم. لكن خذ هذه الورقة من فئة عشرين درهما.
-أدخلك الله الجنة .شكرا جزيلا.
وعندما ابتعدت السيارة .عرج عز الدين أيضا إلى رجل آخر في الطريق واستجدى منه بعض النقود.وعندما رجع إلى المقعد في الحديقة كان سليم مازال يجلس عليه.اخذ مكانه فقال  له سليم:
-لماذا ذهبت عند الرجلين؟.
-طلبت منهما بعض النقود
-وتتسول ايضا؟ انك تهين نفسك أمام غيرك بهذا.اقلع عن الكحول والتسول وتب.
-لا يمكن تطبيق ما تقول.انظر في دقائق معدودة توفر لي نقود . ولو عولت على العمل لم احصل على شيء ولو ركضت طول النهار.
-انك مخطىء بهذا فان العمل شريف لا يتساوى مع التسول المقيت
-ان الناس يكرهونني . ولن يقبل احدهم تشعيلي وانا من اعماقي اكره الشغل واكره الشرف.ما هو الشيء الشريف في هذا العالم؟انني اعيش مشكلة مع نفسي ولا اعلم من انا
-ماذا بعد؟
-شكاني والدي إلى الشرطة وحجزوني عدة مرات قبل أن يطلقوا سراحي.
-ولماذا شكوك وانت ابنهم؟
-لأنني كما يقولون شوهت سمعتهم وأقلقت راحتهم عندما أعود متأخرا بالليل.
-الحقيقة انه يجب أن تترجل وتدع عنك الاستجداء والكحول والمخدرات فانك تضر نفسك وتضر أسرتك.
لم يسمع عز الدين النصائح فاستسمحه سليم دون أن يعنف بقول أو فعل وتركه.لم يتحرك عز الدين من مكانه وفتح القنينة وبدا يشرب بتأن ويرفض كل إعانة من الغير. واستمر عدة عدة شهور على وضعه هذا وفي صباح يوم بارد وجد ميتا قرب طريق في مكان لا يؤويه الناس ومنبطحا على وجهه.ظنوه نائما وعندما اقترب منه احدهم ألفاه ميتا قد شبع منونا.



  marocain-2000@hotmail.com
  الغالب اليزيد (المغرب) (2009-12-23)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

قصة قصيرة
نهاية مدمن-الغالب اليزيد (المغرب)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia