اغتصاب-نشأت المندوي (ديترويت امريكا)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
قصة/نصوص

اغتصاب

  نشأت المندوي    

بالصفحة الستون، كتبت أحلام في (عابر سرير):
المر أة الأوربية كالأبواب الزجاجية للمحلات العصرية  التي تنفتح حال اقترابك منها , بينما تشهر العربيات في وجهك وقارهن كأبواب خشبية  لإيهامك أنهن منيعات ومحصنات   وثمة من ـ حتى لاتستسهلهن ـ يتبعن بطء الأبواب اللولبية للفنادق  التي تدور بك دورة كاملة كي تجتاز عتبة كان يمكن اجتيازها بخطوة , وأخريات يحتمين بباب عصري مصفح كثير الإقفال والالسنة  ولكنهن يتركن لك المفتاح تحت دواسة الباب كما من غير قصد( *

في الغرفة العلوية من بيت أنيق و على سرير خشب لماع استلقى الزوج  .فوق فراش ناعم  توقف  عن القراءة .
  خلل النور الساقط بدلال وغنج  تمعن الزوج  هيكل  زوجته المستلقية جنبة,  تحسس الجدران المصقولة, السقف يرسل ظلا على حواف الأثاث بنعاس وطراوه .  الجو ممطر بارد في الخارج, و جسدها المتمدد يفيض حمم شهوات غامضة تنثها سيقانها الملتفة كثعبان مع اللحاف, كان ظهرها البض يرسم خريطة عضلات  براقه  ويحدد عظام مرتبكة النهايات , تنهد  إثر  شهيق طويل فكلمات ( أحلام ) تتموسق في أذنه بليونة وشجن, تململ محركا رأسه لبدء الاجتياح.     
 رمى الكتاب بعيداً, زم شفتيه  ,لعن  سقراط  ونظرية نشوء الكون  , أطفأ النور , اندس صوب اللحم  بلا بوصله  كعصفور مبتل يطلب  لجوءا،  فمؤشر  الدفء في صعود,  التصق  الإثنان بشغف ثم تحول الجسدان  لعجينة  من لحم وحرارة ولهاث, ما لبث إن  تولدت  رعشة  لذيذة  انتهت بهدوء تام.  
 لحظات و أدار كل ظهره للآخر , غطا في شخير عميق فالصفحة ستون لازالت  في سكون.
(*) عابر سرير للروائية أحلام مستغانمي



  nashmandwee@hotmail.com
  نشأت المندوي (ديترويت امريكا) (2009-12-23)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

اغتصاب-نشأت المندوي (ديترويت امريكا)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia