غصّة الْحُلُمْ-عاطف عبد الفتاح (المغرب)
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
شعر

غصّة الْحُلُمْ

  عاطف عبد الفتاح    

لِلْقَهْرِ غُصّةٌ
وَبَعْضٌ مِنْ أسىً
يُضْنيكَ أوْ يَكْوِيكَ
حَتَّى تَنْتَحِرْ
أوْ تَنْفَجِر
أوْ رُبَّمَا تَعْتَادُ قَهْراً يَنْتَصِرْ
يَا أيُّهَا البَاكِي كَفَى
نَوْحاً
مَضَى عَهْدُ البُكََا
قُمْ وَاعْتَذِرْ
وَغَيِّرِ التَّارِيخَ كَيْ لا تَنْدَثِرْ

الْعَرَبِيّْ..
 أنْتَ الْغَضَبْ
أنْتَ الإبَاءُ الْمُنْكَسِرْ
يَا نَبْضَ صَحْرَاءٍ تُقَاوِمُ الْعَطَشْ
وَتَرْتَوِي بِالنَّارِ مِنْكَ
تَسْتَعِرْ
أيُّوبُ صَابِرٌ عَلَى ضَعْفٍ
يَزُولُ باِلأمَلْ
وَيُحْتَضرْ
مَا كَانَ أيُّوبٌ جَبَاناً
يَرْتَعِدْ
بَلْ كَانَ مَشْغُولا بِأمْرَاضٍ تَكَالَبَتْ عَلَيْهِ
قَدْ غَدَا مِثاَلَ صَبْرٍ
وَجَلَدْ

لَكِنْ
- وَلَكِنْ قَوْلُ كُلِّ مُنْهَزِمْ -
سَنَنْتَصِرْ
قَدْ قَالَهَا الْحَدِيثُ وَالْقُرانُ وَالأثَرْ
لَنَا وَعْدٌ فَهَلْ سَيَكْذِبُ الْقدَرْ
وَهَلْ تُرى سَيَصْدُقُ الْخَبَرْ
فَلْنَنْتَظِرْ

قَدْ مَرَّ عَامٌ
تِلْوَ عامٍ
تِلْوَ عامٍ
بَلْ قُرُونٌ قَدْ مَضَتْ
وَنَحْنُ نَجْتَرُّ الْحُلُمْ
جَيْشُ الْمَغُولِ قَدْ مَضَى
جَيْشُ الْيَهُودِ سائِرٌ عَلَى خُطَاهُ يَرْتَوِي
مِنْ دَمِّنَا
كَالْعَنْكَبُوتِِ كَبَّلُوا
أحْلامَنا
كَيْ لاَ نُقاَوِمَ الْخذَرْ
وَأعْلَنوا
خَطَّيْنِ أزْرَقَيْنِ مَوْطِناً
لهمْ
وَبِالْبَياضِ كَفَّنُوا هَذَا الْبَلَدْ

حَمَامُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ الّذِي يَطِيرُ مُعْلِناً
صُمودَنَا
وَمُدْرِكاً أنَّ الرَّصَاصَ كالْمَطَرْ
وَلاَ يَهَابُ الْمَوْتَ لا يَلُوذُ بالشّجَرْ
وَلا يَبْتَاعُ وَاقِياً مِنَ الرَّصاصِِ أوْ منَ الحَجَرْ
وَ رَاسِماً سُمُوَّنَا
لَنْ يَرْتَعِدْ
أوْ يَبْتَعِدْ
مَهْما اسْتَبَدَّ الْقَصْفُ في سَمَائنَا
أوْقَسَّمُوا حَارَاتِنا
حُرّاً سَيَبْقى حَوْلَنَا
شَاهِدَ عِزٍّ يَفْتَخِرْ

صُمُودُنَا حجَارَةٌ
طِفْلٌ تُهَرْوِلُ الْمُدَرَّعاتُ مِنْهُ كالشَّبَحْ
كُوفِيّةٌ تُغِيظُ مَنْ بَاعَ الْحِصَانَ وَ انْذَبَحْ
وَطِفْلَةٌ تَسَاءلتْ عَنْ أمِّهَا
وَقَاوَمَتْ نَحِيبَهَا
فَتَحْرِمُ الْجَلاَّذَ لَذَّةَ الألَمْ
وَصَوْتُ شَيْخٍ كَانَ مَسْجُوناً لذى الْعَدُوِّ
مَبْتُورُ الْيَدَيْنِ يَهْتِفُ الْقُدْسُ لَنَا
وَيَبْتَسِمْ
وَأغْنِيَاتٌ تَحْتَفِي بِنَصْرِنَا
 الْمُنْهَزِمْ
وَبَعْضُ أشْعَارٍ لِدَرْويشٍ وَ ألْحَانٍ لِمَرْسِيلٍ وَفَيْروزٍ التي
تَشْذو لِتُبْكِينَا وَتُصْحينَا
وَتُوقِظُ الْوَجَعْ

يَا أيُّها التّاريخُ لاَ تُسْرِعْ
وَكُنْ مُحَايِداً
لاَ تَطْوِ قِصّةً لَنَا
كُنّا سَنَحْكِيهَا
فَلاَ تَخْجَلْ تَمَهّلْ
يَا لِسَانَ حَالِنَا
مَهْمَا تُحَاوِلْ سَتْرَنا
مَفَُْضُوحَةٌ ذُنُوبُنا



 
  عاطف عبد الفتاح (المغرب) (2009-12-31)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

غصّة الْحُلُمْ-عاطف عبد الفتاح (المغرب)

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia