ولادة مهرجان يسابق زمن الفرجة الضائع-مكروم الطالبي
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
متابعات

ولادة مهرجان يسابق زمن الفرجة الضائع

في زحمة مراسيم الاستعداد لاسترجاع الزمن الحالم، لمدينة تجاورت في رحابها الحضارات، و تساكنت في ربوعها الثقافات..و على إيقاعات وطقوس التهييء لكسب رهان الحدث الكوني الكبير- طنجة 2012 ...يتم الإعلان عن ولادة كائن ديونوزيسي اسمه .. المهرجان الدولي للمسرح الجامعي .
وليس من قبيل الصدف ، أن يتم الإعلان عن هذه الولادة المشروعة، بين أحضان مؤسسة جامعية، ظلت حريصة على صيانة و تطوير صيغ إشعاعها الثقافي و الفني، و إعطائها بعدا و وطنيا و دوليا، وذلك عبر مراكمة حصيلة لا باس بها على مستوى تنظيم عدة تظاهرات وورشات تكوينية ، تروم بالا ساس تحفيز الطلبة على الانفتاح على الحياة الثقافية و الفنية، في إبعادهما الوطنية و الدولية..
لقد كنا دائما مقتنعين أن المؤسسة الجامعية، باعتبارها بناء تعليميا / تربويا، تمتلك أهمية كبيرة في الحياة الاجتماعية. وقد أكدت ، على مر العصور، أنها ستبقى دائما، ذلك الفضاء الأمثل لتلاقح الثقافات، و ازدهار المعارف و الفنون،..

مهرجان المسرح الجامعي

و يأتي أبو الفنون ليعمق هذا الدور الطلائعي، الذي ظل لصيقا بالفضاء الجامعي، و ذلك من خلال ما شهدنه الجامعة المغربية من محاولات التأسيس لتجربة مهرجانات المسرح الجامعي...و بالرغم مما واجهته هذه التجارب من كبوات وإحباطات ، فقد استطاع المسرح الجامعي أن يثبت حضوره، باعتباره مكونا من مكونات المسرح المغربي، حيث عرف دينامية جديدة ، توجت بظهور سلسلة من المهرجانات الجامعية الدولية، التي احتضنتها العديد من جامعتنا المغربية ..
إن إضاءة الشمعة الأولى من كينونة المهرجان الدولي للمسرح الجامعي الذي تحتضنه المدرسة الوطنية للتجارة و التسيير بطنجة، بتنسيق مع جامعة عبد المالك السعدي، ليشكل امتداد طبيعيا لمسارات التأسيس التي خطتها تجارب المسرح الجامعي بمبادرة تلقائية لعدد من الأساتذة الملسوعين بهذا الفن.كما أننا اليوم، و في حضرة هذه الولادة الجديدة، نسابق زمن الفرجة الضائع، وندعو كل الأيادي البيضاء التي تسهر و تكابد لأجل إن يزهر زمن هذا المسرح، أن تحجز لنا مكانا داخل الإطار التأسيسي والقانوني للشبكة الوطنية للمهرجانات الدولية الجامعية بالمغرب، و الذي تم الإعلان عنه في ابريل 2007 بفاس خلال الدورة ....للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي ، وليعتبرونا، منذ لحظتنا التأسيسية هذه، شركاء في هم البلوغ بهذا الكائن المسرحي ارفع مراقي الازدهار النجاح..
لقد كان المسرح، و سيظل، رسالة كلية شاملة، تدعو إلى الوئام، وتؤكد الحق في الاختلاف.. وكم نحن في حاجة ماسة اليوم، لهذه القيم الإنسانية النبيلة لترسيخها بين طلبتنا، عبر تقريبهم من أسرار صناعة الفرجة و سحرها الممتع، بل و جعلهم مقتنعين بالاندماج في عوالمها و الانصهار في فضاءاتها، باعتبارها منتوجا طلابيا و جامعيا بامتياز.
أملنا كبير في أن نكون، من خلال فعاليات هذه الدورة، قد أسهمنا في حركية المسرح الجامعي، بفتحنا كوة متواضعة لطلبتنا، لتمكينهم من محاورة تجارب مسرحية جامعية وطنية و غربية.
كما لا يفوتنا أن ندعو بالمناسبة كافة المعنيين بالشأن الثقافي، بهذه المدينة إلى دعم هذه المبادرة الطموحة، و لتتكاثف جهودنا لأجل أن نجعل منها أفقا مفتوحا على ساكنة المدينة.
شكرا لكل الأيادي البيضاء التي امتدت لتقديم العون و المساعدة لهذا الكائن الثقافي، الذي يحمل عينين بسعة الحلم..



 
  مكروم الطالبي (2007-11-02)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

ولادة مهرجان يسابق زمن الفرجة الضائع-مكروم الطالبي

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia