صدرت مؤخرا طبعة جديدة من كتاب "السيمياء العامة وسيمياء الأدب- من أجل تصور شامل" للباحث عبد الواحد المرابط ، وذلك ضمن منشورات الدار العربية للعلوم ببيروت ومنشورات الاختلاف بالجزائر. وللإشارة فقد صدرت الطبعة الأولى من هذا الكتاب سنة 2005 ضمن منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية- ظهر المهراز (جامعة محمد بن عبد الله) بفاس.
وقد كشفت كلمة غلاف الكتاب عن أهم مضامينه وقضاياه وأهدافه كما يلي:
اتسعت السيمياء العامة وتعددت اتجاهاتها وفروعها، ولم يعد تحديدها أو حصرها أمرا هينا. فقد تداخلت مع علوم مختلفة وتقاطعت مع معارف متنوعة، مما جعلها في وضع إبستمولوجي خاص يتطلب معالجة خاصة تبحث في أسسها العامة واتجاهاتها المختلفة، حتى يتيسر ضبطُ وحدتها داخل تعددها ورسمُ معالمها عبر امتداداتها.
وتعرف السيمياء الأدبية بدورها نوعا من التداخل والتشابك بين التصورات والنظريات والمناهج المختلفة، وهذا ما جعل صورتها غائمة لدى بعض الدارسين ومرتبكة لدى بعض آخر... لابد إذن من رسم صورة شاملة ودقيقة- في نفس الوقت- للمسارات المنهجية داخل سيمياء الأدب، وهي الصورة التي من شأنها أن تقدِّم فهما أعمق لخصوصيات النقد الأدبي المعاصر برُمَّتِه.
............
تطرقنا في هذه الدراسة إلى حقلين معرفيين هما "السيمياء العامة" و"سيمياء الأدب". وقد ازدوجت أهدافنا بشكل يوازي هذين الحقلين، إذ حاولنا في مرحلة أولى أن نرسم صورة واضحة ونسقية للسيمياء العامة، من أجل فهم مُنَظَّم لهذا الميدان الشاسع والمتعدد الفروع والمباحث والاتجاهات؛ ثم حاولنا في مرحلة ثانية أن نقدم تصورا شاملا ودقيقا حول سيمياء الأدب، يجمع مباحثها المتفرقة ويرصد مساراتها المنهجية المتنوعة، كما يرصد علاقتها باللسانيات من جهة وبحركية النقد الأدبي من جهة أخرى.
وقد وضعنا لكل من هذه الأهداف إطارا تصوريا في شكل أرضية مفهومية ومنهجية تضيء العمل وتنظم خطواته.
تعليقات:
